في السابع والعشرين من رمضان هذا العام انتقل الى رحمة الله الوالد الفاضل الشيخ راشد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الرويشد .. رحل بهدوء وسكينة بعد أن قضى جل حياته أميناً وفياً ومخلصاً لوطنه ومليكه .. كان رحمه الله يفخر ويعتز بخدمته لوطنه ومليكه ويطيب له الحديث والإبحار في الماضي فتسمع منه الكثير عن تاريخ هذه البلاد الطيبة وحكامها ورجالها – خدم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود المؤسس العظيم طيب الله ثراه وبين يديّ صورة وثيقة كتبت عام 1361 ه تفضل الفقيد الوالد بها علي للاحتفاظ بها جاء فيها نصاً: وثيقة حمل البريد السياسي 7/1/11/2862 6/1/1361 ليعلم أن حامل هذه الوثيقة راشد بن رويشد مكلف بحمل البريد السياسي من قبل حكومة صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية الى مفوضيتها في بغداد فالرجاء من جميع من يطلع على هذه الوثيقة من الموظفين العسكريين والمدنيين في المملكة العربية السعودية وسواهم من الموظفين العسكريين والمدنيين في البلاد المجاورة الصديقة التي سيمر فيها تسهيل مروره وتقديم ما يلزم من المساعدات في ذهابه وإيابه ولأجل البيان حرر. توقيع رئيس الشعبة السياسية وختم ديوان جلالة الملك - الشعبة السياسية وتواصلت خدمته ووفاءه واخلاصه للأسرة المالكة الكريمة فخدم الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عن قرب لفترة طويلة كسب ثقته وثقة أبنائه الذين كانوا مع أصحاب السمو الأمراء على رأس من قدم العزاء كما عودتنا الاسرة الكريمة على تلاحمهم وتقديرهم لأبناء هذا الوطن. كان - رحمه الله - حسن السمعة عفيف اللسان تقيّا ورعا حرص طيلة حياته وتعدد مساكنه أن يكون منزله بجانب مسجد لا يبعد كثيراً عن منزله .. متسامحا لم أره يوماً غاضباً او رافعاً صوته .. متواضعاً ورحيماً بمن حوله وفي خدمته.. يحرص على ضيفه وإكرامه والسؤال عنه وملاطفته .. حليماً يأنس الجلوس مع أسرته وأحفاده ويحبهم ويمازحهم .. وفياً لاصدقائه حريصاً على وصالهم. بعد خروجي برفقة والدي رحمه الله من منزل الفقيد طالباً يد ابنته وتفضله بالموافقة أسر لي والدي قوله ( ياعبدالرحمن عرفت الكثير من الرجال ولم اعرف رجلا اتفقت آراء الرجال على حسن سمعته وسماحته مثل الشيخ راشد )، وهذا والله أقصى ما يأمل فيه انسان من هذه الدنيا بعد رضى الله سبحانه وتعالى - غفر الله له ولوالدي واسكنهما فسيح جناته. لست خير من يكتب عنك شيخنا ولكنه يحزنني ويبكيني فراقك يا أبا عبدالرحمن – رحلت بجسدك عنا وسيبقى وجهك البشوش وسماحتك ومظهرك الجليل ونبل أخلاقك وسيرتك العطرة ساكنة في قلبي ما حييت – جزاك الله عني خير الجزاء وأسأل الله رب العرش العظيم ان يتغمدك بواسع رحمته ويجعل مثواك الفردوس الاعلى من الجنة وإنا لله وانا اليه راجعون.