انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الحسيني الشريف، أحد كبار أسرة آل حسين الأشراف أهالي مركز المفيجر بمحافظة الحريق يوم الأربعاء الأول من محرم لعام 1445 الموافق 19 من يوليو 2023 وأقيمت عليه صلاة الميت بعد صلاة العصر من يوم الخميس التالي في جامع الشيخ عبدالله الراجحي وأولاده في مدينة الحريق، وتم دفنه في مقبرة مركز المفيجر بلدته التي شهدت كثيرا من أياديه وجهوده المخلصة، نسأل الله تعالى أن يكرم نزله ويوسع مدخله، ويتوب عليه ويمحو سيئاته ويضاعف حسناته، وأن يجعل ما عاناه من أوجاع المرض رفعا لمنازله، ويسكنه أعلى درجات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، فقد أصيب -رحمه الله- بمرض عضال واحتمل آلامه بصبر وحمد، وحين عدته في أيامه الأخيرة في المستشفى بالرياض لم أكن أتوقع أن رحيله قريب، فقد كان بشوشا متحدثا حتى أنني تفاءلت كثيرا بخروجه وعودته إلى بيته في المفيجر ولذا هالني نبأ وفاته، أدعو الله أن يعظم أجر أسرته وكافة محبيه وذويه وأن يحسن عزاءهم ويجبر مصابهم فيه بالصبر والاحتساب، إنه على كل شيء قدير. لقد عرف الفقيد رحمه الله بالبر والورع والتقى وفعل الخير، حيث شغل وظيفة إمام جامع مركز المفيجر والمؤذن فيه لفترة طويلة، وكذلك شغل قبلها وظيفة رئيس مركز المفيجر لفترة لم تكن بالقصيرة، ومما لا يخفى على أحد أن كلتا الوظيفتين تحتاج إلى شخصية حكيمة، قريبة إلى نفوس غالبية المحيطين، قادرة على التعامل مع مختلف الفئات، ذات قدرة على التواصل وفهم طبائع الناس وسعة الصدر للتعامل معهم، وكل هذا وأكثر كان متوفرا في شخصيته رحمه الله، وكان معروفا بالكرم والبذل وأعمال الخير بنوعيها المادي والمعنوي، ولم يكن يألو جهدا في السؤال والاطمئنان على كافة أفراد الأسرة والجماعة، وكان حريصا بل وسباقا إلى استقبال زوار المركز من ممثلي الجهات الحكومية خاصة مهندسي وزارة المواصلات أثناء التخطيط لبعض المشاريع الحكومية وخاصة الطرق، وتعريفهم باحتياجات المركز ومتابعة تنفيذها، والتنقل معهم داخل المركز وخارجه ليدلهم على مسارات الطرق ومساعدتهم في اختيار أقصرها وأكثرها يسرا والأوفر في تكاليف تشغيلها وصيانتها بعد الإنشاء. لاشك أننا جميعا على الدرب سائرون ولكل أجل كتاب، لكن يبقى الفرق فيما يذكر به المرء بعد رحيله، ولو أردت اختصار كل ماقلته عن المغفور له فمفتاحه الإخلاص في كل شيء، فقد كانت علاقته بالله خاصة ولا أزكي على الله أحدًا، وكذلك أخلص في كل ما تولى من مهام فأداها كأفضل مايستطيع، وأخلص في حبه لوطنه ولأبناء بلدته ولعائلته الصغيرة والكبيرة ولكل من احتاج منه عونا أو نصيحة، نسأل الله أن يجعل ذلك كله في ميزان حسناته وأن يجمعنا به في مستقر رحمته، إنه سميع مجيب الدعاء. * رئيس نزاهة الأسبق