هل سمعتم عن مصطلح "النانويين" وأن المستقبل لهم في عالم التأثير بوسائل التواصل الاجتماعي، عالم التواصل الذي ينمو فيه سوق المؤثرين إلى أكثر من 90 مليار ريال بنهاية عام 2024م، أي تقريبًا ربع صافي دخل أرامكو عام 2023م "أكبر شركة نفط وغاز في العالم"، لتكون مليارات التواصل الاجتماعي نقطة تحول بهذا الإعلام الجديد الذي سيشهد تطورات ومن ضمنها قدوم "النانويين" وبقوة! ببساطة وبمفهوم كله مفاجآت، يطلق لفظ النانويين على من لديهم (من 1000 إلى 50 ألف متابع) نعم، وليس كما نعتقد أن الاستحواذ والقوة ستستمر للمشاهير الذين لديهم ملايين المتابعين، الأمر ليس عشوائياً، ولكن حسب دراسات وتجارب عملية، أظهرتها نتائج عملية لشركات متخصصة بالأبحاث منها هبسبوت وجلوسي، ومركز التسويق المؤثر للأبحاث. فإذا كان لديك 1000 متابع وأكثر ففرصتك لتحقق المال والتعاقد مع كبرى الشركات، إذا كان لديك توجه أو محتوى مميز، والمؤثرة ميغان التي تعيش في كندا ولديها حساب على انستغرام لا يتجاوز متابعيه 6000 متابع، خير مثال على ذلك، بعد أن دخلت العديد من العلامات التجارية الكبرى بشراكة معها لمحتواها المتخصص بالتمارين الرياضية والنصائح الغذائية الموجهة للأمهات، خصوصاً أن المستقبل للتجارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي سيصل إيراداتها أكثر من 4 تريليونات ريال عام 2024م وتنمو إلى أكثر من 24 تريليون ريال عام 2030م، بعد أن اختارت أكثر من نصف العلامات التجارية المرموقة بيع منتجاتها عبر هذه الوسائل وأغلقت فروعها الكبرى، بالفعل أرقام فلكية بكل ما تعنيه الكلمة والقاسم المشترك مؤثر "بألف متابع وأكثر"، مرغوب للشركات التي خفضت ميزانياتها التي كان يستفيد منها المشاهير، وذهبت للمؤثرين الذين لا يكلفون هذه الشركات أكثر من 2000 ريال لكل منشور! مع هذه التغيرات في خارطة عالم وسائل التواصل الاجتماعي والمعتمدة على دراسات علمية، لابد أن يتغير الفكر الإعلامي والتسويقي لدينا، ولابد أن يتولى قيادة هذا الفكر متخصصون أكثر خبرة ومعرفة واطلاعاً، انتهى زمن الدفع للمشاهير غير المؤثرين، وانتهى زمن الدفع لانتشار المنشور والضحك على المعلن بعدد المشاهدات الوهمي وغير المؤثر أحياناً، لأن المفاهيم ستتغير. إذًا المستقبل للمؤثر حسب دراسة للباحثة اليسون زيلر التي تقدم محتوى متخصصاً وموجهاً لشريحة معينة، سينتهي مفهوم المشاهير لتكلفتهم المادية الكبيرة، وضعف نتائج تسويقهم، فالمستقبل ببساطة للنانويين!