ضمن مبادرات وزارة الثقافة "الشريك الأدبي" وبالتعاون مع مقهى دفعة 89، في أمسية ثقافية مميزة، أدارها الكاتب محمد العبدالوهاب، دشّن الروائي والببلوغرافي خالد اليوسف كتابه الصادر حدثياً بعنوان "معجم الإبداع الأدبي" في المملكة العربية السعودية وهو إصدار قدم فيه الباحث 1110 شعراء وشاعرات منهم من تمّ ترجمة شعرهم إلى عدد من اللغات العالمية. الكاتب والببلواغرافي اليوسف استهل اللقاء بالتعريج على مراحل الطفولة وبواكير الشغف والانهمام بالقواميس والمعاجم، حيث سرد قصة البدايات ورحلته التي بدأت بهواية صغيرة وتحولت إلى مهنة احترافية، وأوضح كيف لم يمنعه هذا الاهتمام من الإبداع في مجالات أخرى كالقصة والرواية والبحث الأكاديمي. ولفت المحاضر إلى أنه كان يقضي ساعات طويلة في المكتبة يتصفح الكتب والموسوعات؛ مشيراً إلى أن حبه للببلوغرافيا بدأ من هنا، حيث كان يجد متعة خاصة في ترتيب الكتب وتصنيفها، وكيف أنه كان يجد في كل كتاب عالماً مستقلاً، وكل موسوعة نافذة تفتح على معارف لا تنتهي. ولم يغفل البابلواغرافي اليوسف أهمية المعاجم والقواميس وكيف أنه حبه وشغفه بها كانت بمثابة أدواته الأساسية لفهم وتوثيق المعرفة. وبدا من حيث المحاضر اليوسف بأن المعاجم كانت دائماً صديقته الوفية، فلم يكن يقرأها فقط، بل كان يبحث في أصول الكلمات وتاريخها وتطور معانيها، وقد قاده هذا الشغف بالمعاجم إلى دراسة اللغات والتعمق في فقه اللغة، مما أثرى معرفته وزاده تمكناً في مجاله. الحضور أبدى تفاعلاً جميلاً، وتجاوباً لافتاً مع قصة اليوسف مع الببلوغرافيا سيما وأنه أشار إلى كيفية تحول هذا الشغف إلى مهنة تحول هذا الشغف إلى مهنة احترافية برغم المصاعب الجمّة التي واجهها، سيما وأن التوثيق للمعلومة يحتاج إلى سلسلة من المكابدات تبدأ من بذرة المعلومة حتى مرحلة الاتصال مع المعني بها، والتواصل معه أو مع أقاربه ليرفد بحثه بالتوثيق وتجنّب الزلل في التوثيق. وأوضح اليوسف بأن هذه التجربة لذيذة برغم ما يكتنفها من مصاعب، كيف كانت تجربة ومحطة فارقة في حياته المهنية، حيث اكتسب خبرة واسعة في تصنيف الكتب وتوثيقها، بالإضافة إلى تطوير مهاراته في البحث العلمي وإعداد الفهارس. وأكد الروائي خالد اليوسف بأن انشغاله وتكريس وقته لهذا العمل التوثيقي المضنِ لم يصرفه أو يشغله عن الإبداع في القصة والرواية والبحث ورغم انشغاله بالببلوغرافيا، فقد نوّه بأنه استطاع أن يمنح كل حقل من الحقول التي يمارسها حقّه اللازم من الانكباب والانفصال قدر الإمكان من آثار الحقل الآخر، فحين يكتب في الببلوغرافيا فإنه ينفصم تماماً عن عوالم السرد ومقتضياته، ولذا فهو مواكب وحاضر في المشهد بقوة روائياً وقاصّاً وناقدا. وقد نشر عدة قصص وروايات حازت على إعجاب النقاد والقراء، بالإضافة إلى أبحاث أكاديمية مرموقة. ويؤكد اليوسف بأن "الببلوغرافيا علم دقيق، ولكنه يمنحك أيضاً خيالاً واسعاً إذا ما نظرت إلى كل كتاب كقصة تنتظر أن تُروى. واختتم الببلوغرافي اليوسف أمسيته بالتأكيد على أن الببلوغرافيا ليست مجرد مهنة أو هواية، بل هي شغف يمتزج بحب المعرفة والبحث عن الحقائق. ودعا الشباب إلى التعمق في هذا المجال واكتشاف الجوانب الإبداعية فيه، مشدداً على أن الجمع بين الدقة العلمية والخيال الأدبي يمكن أن يثمر عن أعمال رائعة ومتميزة. وقد شهدت الأمسية عدداً من المداخلات الثرية التي أشادت بقيمة وجهود الباحث والببلوغرافي خالد اليوسف وكيف أنه ينهض بأدوار عظيمة لخدمة الثقافة وهو جهد يضاهي الجهد المؤسسي، كما دعت إلى السعي في تطوير هذا المجال من خلال إنشاء قاعدة بيانات من خلال طرح الفكرة على وزارة الثقافة باعتبارها تنهض بأدوار مهمة وباعتبار أن الببلوغرافيا علم وحقل جدير بالاحتفاء وبدروه في خدمة الأدب السعودي. جانب من الحضور