بدأت اللجنة المشرفة على إعداد"قاموس الأدب والأدباء في المملكة"في اجتماعها الثالث يوم الأربعاء الماضي، في دارة الملك عبدالعزيز بوضع قوائم بالأدباء الذين سيترجم لهم في القاموس، إضافة إلى قوائم بالمواضيع الأدبية التي سيكتب عنها، مثل الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية والمكتبات والمجلات والكتب الرائدة والجوائز الأدبية"إلى جانب ترشيح المستكتبين. وكانت اللجنة أقرت في اجتماعين سابقين تسمية القاموس"قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية"، وحددت إطاره الزمني بنهاية عام 2010 ميلادي، كما حددت الضوابط والمعايير الخاصة بالأجناس الأدبية التي يضمها القاموس من شعراء وروائيين وكتاب قصة ومقالة ولنقاد وأصحاب دراسات وبحوث. وتضم اللجنة التي يترأسها الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، ويشرف عليها المستشار بالدارة الدكتور محمد الربيّع وأعضاء من الأكاديميين في الجامعات السعودية مثل الدكتور عمر الطيب الساسي والدكتور ظافر الشهري والدكتور عالي القرشي والدكتور نبيل المحيش والدكتور عبدالله الحيدري والدكتور عبدالله بن أحمد حامد، إضافة إلى مدير إدارة البحوث والنشر في"الدارة"عبدالرحمن السدحان وعبدالله بن إبراهيم بن دخيل أميناً للجنة. وقال المشرف على القاموس الدكتور الربيع إن دارة الملك عبدالعزيز"تهدف، من هذه المشروع، إلى تقديم عمل علمي متكامل للتعريف بالأدب والأدباء في المملكة، ضمن قاموس شامل يتضمن موادّ مرتبة على حروف المعجم تعرّف بالأدباء السعوديين، إضافة إلى مواد ومداخل للتعريف بالكتب والدوريات والمؤسسات الثقافية والجوائز المهمة وفق منهجية علمية دقيقة". وأضاف:"أن فكرة القاموس بدأت بعد أن قدمت اقتراحاً للدارة بعمل قاموس خاص عن الأدب والأدباء في المملكة، والاستفادة من مادة أعدتها الدارة مع الجامعة الأميركية بالقاهرة عن القسم الخاص بالجزيرة العربية، من قاموسها عن الأدب العربي الحديث، على أن تزيد عليها وتتوسع في العمل، وكانت الدارة موّلت وحررت هذا القسم ضمن لجنة ضمت الدكتور حمدي السكوت، وأعدت قاموساً شمل السعودية والخليج، لكن كان عدد المشاركين في الكتابة في القاموس 20 باحثاً من السعوديين، بينما لم يتجاوز عدد المواد المتعلقة بالسعودية 84 مادة. ولقي هذا الاقتراح تأييد أمين الدارة وترحيب أمير منطقة الرياض، وبدأنا العمل فيه ضمن لجنة علمية من مجموعة من أساتذة الأدب والنقد السعوديين، كما سيشارك في كتابة مواده عدد كبير من المختصين في الأدب في المملكة. وحول ما إذا كان القاموس يختلف عن موسوعة الأدب السعودي الحديث، التي أصدرها مجموعة من الأدباء، ومنهم الدكتور منصور الحازمي ومعجب الزهراني وسواهما وصدرت عن دار المفردات لصاحبها عبدالرحمن الأحمدي، قال إن الأهداف"تختلف وكذلك أسلوب المعالجة، فالموسوعة المذكورة تقوم على تقديم دراسات عن فنون الأدب كالشعر والقصة والرواية والنقد، كما أن دليل الأدباء والكتاب الذي صدر عن الجمعية السعودية للثقافة والفنون، ما هو إلا دليل تعريفي بالأدباء والكتاب، وكذلك ما صدر عن الدائرة للإعلام ونادي المدينة الأدبي. وكل هذه الجهود مشكورة لكن القاموس نموذج مختلف يحذو حذو النماذج العالمية في التعريف، مثل قاموس أكسفورد في الأدب الإنكليزي وقاموس الأدب العربي الحديث، نأمل أن يسد فراغاً في المكتبة الأدبية السعودية، ووسيلة للتعريف بأدبنا لكل المثقفين والأدباء العرب، وعلى المستوى العالمي عندما يترجم. وحول معايير ضبط القاموس وأسماء التراجم التي يضمها، أشار الربيّع إلى أن هناك"مواصفات عامة تشترط أن يكون الاسم سعودياً وأن يكون أديباً مبدعاً أو باحثاً في مجال الدراسات الأدبية والنقدية. كما أن هناك مواصفات خاصة لكل جنس أدبي فللشعر شروط أن يكون من الشعر الجيد بمختلف أنواعه العمودي والتفعيلة وشعر النثر مع شرط العربية الفصحى، وأن يكون للشاعر ديوان مطبوع على الأقل أو أن يكون الشاعر مشهوراً بإنتاجه الشعري في المشهد السعودي. وفي ما يخص الروائيين يجب أن تكون صفة المترجم له، ضمن هذا التصنيف الأولى عند التعريف به، هي"روائي"مع كتابته الرواية وفق قواعدها وأصولها، وأن يكون قد صدر له على الأقل عمل روائي واحد. وكذا الحال بالنسبة إلى كتاب القصة مع التغاضي عن شرط إصدار مجموعة قصصية للقاصين الأوائل، الذين لم تجمع أعمالهم في الصحف والمجلات. ويدخل في القاموس كتاب المقالة الأدبية، وفق معايير تتطلب أن يكونوا ممن يعرفون بذلك، ويكتبون وفق قواعد وأصول كتابة المقال، شرط أن يكون قد صدر لهم كتاب واحد على الأقل، مع استثناء أولئك الذين لم تجمع أعمالهم المنشورة. كما يشمل القاموس الباحثون والنقاد من أساتذة الجامعات الحاصلين على درجة الدكتوراه، في الأدب والنقد والبلاغة والدراسات الأسلوبية ممن يمارسون التدريس والتأليف والكتابة في تلك التخصصات، ومن صدر له كتاب أو أكثر في مجال الدراسات الأدبية والنقدية المتصلة بالأدب، أو ممن أثرى الساحة الأدبية ببحوث ودراسات ومقالات أدبية ونقدية منشورة في أوعية النشر. وحول تداخُل مجالات الإبداع والإسهام الأدبي لدى الأدباء السعوديين، أوضح أنه"ستتم مراعاة هذا التداخل وتنوع الإسهام الأدبي، من خلال مجموعة نشاطات من سيترجم لهم مثل الإبداع، البحوث والدراسات والمقالات، المحاضرات، الندوات، المنتديات وعضوية مجالس الأندية وغيرها. وسيكون هناك معايير لتبويب القاموس ومداخله مثل الالتزام التام بالموضوعية والحيادية وتوثيق المعلومات من مصادرها ومراجعها الأصلية، إضافة إلى أن المواد الخاصة بالتراجم ستراعي الاسم واللقب وتاريخ الميلاد والوفاة والتعليم والتدرج الوظيفي والأعمال والنشاطات الثقافية والأدبية.