كثيراً منا لا يغفل عن أن الفضول غريزة في تكوين السلوك الإنساني للإفراد، ولكن أن يتخطى ذلك السلوك الحواجز الفاصلة بين الفضول الطبيعي وغيره وأعني بذلك الفضول الذي يطيح بخصوصية الطرف الآخر، وكل هذا من أجل إشباع رغبة الفضول لدى تلك الشخصية والتي تتصف بالشخصية الحشرية إن صح لي التعبير بذلك. وبإعادة النظر حيال سيكولوجية تلك الشخصية وأبعادها فنجدها شخصية ينقصها الثقة بنفسها ولا يهدأ لها بالاً البتة فهي تعمل جاهدة على كشف خبايا وأسرار الآخرين فكل من جالس تلك الشخصية يلحظ أن لديها الشغف الشديد للتعرف على أحوال الآخرين وظروف معيشتهم وكذلك الأسلوب الذي تتعامل به تلك الشخصية أثناء الحوار معها فتجدها تتابع بنظرة حادة حول حديث الطرف الآخر في محاولة أن تسترق السمع في حوارها مع من تتحدث معه وربما وصل الحال بها إلى أن تتدخل في حديثه. الغريب في الأمر أن تلك الشخصية في سلوكها هذا لا تملك ذكاءً وجدانياً والمتمثلة في الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية ولا تهتم بما يظهر لها من نبرات صوت الطرف المتحدث وإيماءات وجهه أو ردوده الباردة تجاهه فتجده مستمراً في فضوله حيال أمراً ما بهدف إشباع رغبتها في جمع أكبر كمية من المعلومات بغية إرضاء سلوكه الفضولي المشين. إن عدم إعطاء تلك الشخصية الفضولية المعلومة التي تبحث عنها يزيد من استفزازها والإلحاح لمعرفة ما يريد الوصول إليه لا التي تقال لها، لان الفرد من هذ العينة لا يحب البوح بأي شي للآخرين وفي المقابل يسعى لمعرفة تفاصيل الحياة الخاصة بمن حوله، ويختلف شيوع هذه النمط من السلوك لتلك الشخصية من مجتمع إلى آخر حيث يكون في بعض المجتمعات بشكل متزايد إلى درجة قد يصبح فيها ظاهرة. وقفة: يقول أفضل الخلق أجمعين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم: (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه).