لا تكاد تتواجد شجرة لم تتعرض لعملية اهتزاز من ريح، ولا يمكن أن يكون هناك كيان لم يهزه فشل، لكن توجد أشجار قوية، وتوجد كيانات صلبة في استطاعتها الوقوف أمام المصاعب، فالأندية الكبيرة والتي تمتلك في حوزتها الإرث والبطولات والتاريخ الرياضي، لا بد أن يكون لها تواجد بين كبار القوم مهما كانت الأقدار والظروف أن تسقط بها إلى المنازل السفلى، فالفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية، حينما خسر مقعده في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لكرة القدم في موسم 2020 - 2021، لم يرفع راية الاستسلام أمام الواقع الصعب والظروف المريرة التي مرَّت به، بل مجلس إدارة نادي القادسية الرياضي أعلنت في مستهل الموسم الجاري أن حلم فريقها الكروي لكرة القدم يتمثل في إعداد فريق متميز يقدر على عودة الحصان القدساوي لدوري الأضواء وأن حلم المنافسة سيستهل في المواسم التالية. هناك أندية تقع في تعداد الأضلاع الرئيسية للكرة السعودية، فتواجدها في قائمة مصاف الكبار أمر إلزامي لا يقبل الجدل فيه، فنادي القادسية من الأندية الكبيرة التي رسمت تاريخها على خريطة الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم، ولدت نجوماً كباراً امتلأت بهم منتخباتنا الوطنية عبر السنين والأجيال الفائتة أمثال سعود جاسم ومحمد الفرحان وأحمد البيشي وعبدالله الشريدة وياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وياسر الشهراني وسعود كريري وحسين الصادق، ولا زالت تغذيها عبر مشروع أكاديميات النادي لكرة القدم، حيث يحرص مجلس إدارة النادي على قطاع الفئات السنية، من أجل تكوين اللاعب بالشكل الجيد وعلى المرتكز العلمي الرياضي، ووفقاً للطرق الصحيحة في التكوين التي تكفله نجماً يتلألأ بريقه في سماء الكرة السعودية، إن طموح القدساويين الموسم القادم لن يكون أقل من العودة لمنصات التتويج من جديد بعد مغادرتها، بعد أن حصل على كأس ولي العهد موسم 1992، وحل وصيفاً في موسم 2005، وحصل على كأس الاتحاد السعودي " كأس الأمير فيصل بن فهد " في 1994، أما الإنجاز الأبرز في تاريخه فإنه يعود إلى موسم 1994 عندما توج بطلاً لكأس الكؤوس الآسيوية، وفي ذات الموسم حل وصيفاً في البطولة العربية للأندية. تأهل فريق القادسية لكرة القدم لدوري روشن السعودي للمحترفين 2024 2025 يعتبر إنجازاً يحسب لمجلس الإدارة، فالفريق الأول لكرة القدم تعادل مع أحد بهدفين لمثلهما في الجولة الماضية من دوري يلو، وضمن التأهل قبل 5 جولات من نهاية النسخة الجارية لدوري يلو، والجميع شاهد حجم الإنفاق هذا الموسم من خلال التعاقد مع جهاز فني على مستوى عال، وإبرام صفقات من العيار الثقيل سواء على مستوى اللاعبين الأجانب أو اللاعبين المحليين في القادسية، كما استطاع تحقيق الدوري السعودي الممتاز للبراعم 13 قبل عامين تقريباً، وهذا ما يؤكد على أن النادي يعمل وفق سياسات تبشر ببروز عناصر واعدة من لاعبي الموهبة سيكون لها شأن عظيم في المستقبل، وبالتالي إمداد الفريق الأول بالمواهب التي ستجعل النادي يعود إلى منصات التتويج مرة أخرى، كما أن الخطوة التي من شأنها ستعزز بلا شك من قوة الفريق وشراسته هي التعاقد مع مدرب عالمي كبير، ومع لاعبين لهم أسماؤهم وثقلها الرياضي. وبهذه المناسبة نبارك لسمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، كما نبارك لسمو نائبه الأمير سعود بن بندر، كما نهنئ رئيس النادي الأستاذ مساعد الزامل والرئيس التنفيذي نايف آل صاحب وأعضاء مجلس الإدارة، ولكل الجماهير القدساوية، والشكر كل الشكر للشركة المالكة شركة أرامكو. عبدالله بن محمد آل شملان - الخرج