دائماً نسمع عبارة لدى المعلقين في مباريات كرة القدم على التلفاز أن الألمان لا يستسلمون حتى الدقيقة الأخيرة، مقولة تربينا عليها منذ الصغر وعاشت معنا جيلاً وراء جيل في عالم كرة القدم. في عام 1999 ربما تخلى بايرن ميونخ عن هذه الميزة، أو بطريقة ما استطاع مانشستر يونايتد سرقتها منه، وكأن السير أليكس فيرغسون أراد يومها أن يؤكد تلك الجملة التي باتت أشهر من نارٍ على علم في الكرة الإنجليزية "Fergie Time"، أي التسجيل في الوقت القاتل وقلب الطاولة على الخصم. في مدرجات ملعب كامب نو بنهائي دوري أبطال أوروبا في ذلك العام، كانت جماهير النادي البافاري قد أطلقت أهازيج وأغاني الاحتفالات بالفعل، هي قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب بعد سنواتٍ من الغياب تحديداً منذ موسم 1975 - 1976. الخصم في تلك المواجهة كان نادي الشياطين الحمر، لكن ذلك لم يكن يُشكل خوفاً للمدرب القدير أوتمار هيتسفيلد رغم قوة المنافس الذي كان يضمّ تشكيلة مميزة، وبالفعل كان سيناريو البداية مثالياً لفريقه بعدما سجل ماريو باسلر هدف التقدم في الدقيقة السادسة. كان الحارس أوليفر يومها فرحاً للغاية وهو يقترب لرفع اللقب كقائد للنادي البافاري، في المقابل قائد مانشستر يونايتد الحارس الأسطوري الآخر، الدنماركي بيتر شمايكل كان ينتظر ردّة فعلٍ من زملائه. لم يقدر آندي كول ولا دوايت يوركي ولا حتى دافيد بيكهام وراين غيغز من اختراق شباك الفريق الألماني، قبل أن يُشرك فيرغسون تيدي شيرينغهام في الدقيقة 67 ومن ثم أوليه غونار سولسكاير في الدقيقة 81، فيما أهدر بايرن أكثر من فرصة خطرة، بينها كرتان ارتطمتا بالعارضة والقائم. على ساعة يده كان الحكم الإيطالي المخضرم بييرلويجي كولينا يُناظر الوقت المتبقي مع حلول الدقيقة 90، وما هي إلا ثوان حتى أعلن حكم الراية عن 3 دقائق وقتاً بدل ضائع. في المدرجات بدأت الاحتفالات باللقب لكن الصدمة كانت حين عادل شيرنغهام الكفة، هذا الأمر لم يكن النهاية، ففريق مانشستر يونايتد صبر 90 دقيقة لتسجيل الهدف الأول ثم جاء سولسكاير ليقتل أحلام الألمان بهدفٍ ثانٍ في الدقيقة 93، ليرفع اللقب التاريخي في ليلة لا يُمكن نسيانها ومن هنا يأتي المَغْزَى: لا أحد يستطيع أن يعزف سمفونية وحده، فهي تحتاج إلى فرقة لتعزفها كما قال ه. إي. لوكوك من وكالة الأنروا. د. خالد جمال طه إمام أحمد