خطف مانشستر يونايتد الانكليزي كأس دوري ابطال الاندية الاوروبية لكرة القدم في الوقت بدل الضائع ليضيفها الى بطولة الدوري المحلي وكأس انكلترا في موسم واحد في انجاز لم يسبقه اليه اي فريق انكليزي آخر، وحذا تالياً حذو سلتيك الاسكتلندي واياكس امستردام وايندهوفن الهولنديين اللذين سبقاه الى تحقيق الثلاثية الغالية ذاتها في 1967 و1972و1988. وعلى ملعب نوكامب الخاص بنادي برشلونة الاسباني أمام 90 الف متفرج، تقدمهم رئيس الاتحاد الدولي جوزف بلاتر ورئيس الاتحاد الاوروبي لينارت يوهانسون، تقدم بايرن بهدف سجله نجمه ماريو بازلر في الدقيقة السادسة، وبقيت النتيجة على حالها طيلة 90 دقيقة وتخللت هذه الفترة عمليات كر وفر كثيرة لاحت فيها لبايرن، بطل 74 و75 و76، اكثر من فرصة تكفل القائم والعارضة باثنتين منها، وبعد نحو نصف دقيقة من الوقت بدل الضائع ادرك تيدي شيرينغهام التعادل واضاف النروجي أولي غونار سولشكيار الهدف الثاني بعد دقيقة واحدة، فانتقل الكأس من الاحضان الالمانية الى الاحضان الانكليزية للمرة الاولى منذ 31 عاماً، وبكى الجميع، من الألم هنا ومن الفرح هناك. وعموماً، يمكن تصنيف المباراة بأنها الاشد اثارة في تاريخ أعلى مسابقات العالم مستوى بالطول والعرض. الانتظار الطويل وسيطرت الاندية الانكليزية على الكأس من 1977 الى 1982 بواسطة ليفربول ونوتنغهام واستون فيلا ثم فاز بها ليفربول عام 1984 وحصلت مذبحة ملعب هيسل البلجيكي خلال مباراة ليفربول ويوفنتوس الايطالي في نهائي 1985 التي اسفرت عن فوز الاخير بعدما سقط نحو 39 قتيلاً معظمهم من الطليان، فأبعدت الفرق الانكليزية عن الكؤوس الاوروبية الثلاث خمس سنوات وليفربول 6 سنوات... وعبثاً حاول الانكليز كسب ود الكأس بعد العودة الى ان حقق لهم مانشستر يونايتد الحلم. تغييرات فيرغسون ولان مدرب بايرن اوتمار هيتسفيلد كشف خطته قبل المباراة بيوم واحد وأكد انه سيخضع الجناحين ديفيد بيكهام والويلزي راي غيغز، فضّل مدرب مانشستر يونايتد اليكس فيرغسون ان يشرك بيكهام في خط الوسط وان ينقل غيغز الى الجناح الايمن واشرك السويدي بلومكفيست اساسياً الى ان اخرجه في الدقيقة 67، وأخرج اندي كول في الدقيقة 81 وأشرك سولشكيار... وكم حالفه التوفيق في ما أقدم عليه. هدف مبكر بعد 6 دقائق فقط، تلقى كارستن يانكو الكرة، وقبل لن يدخل بها منطقة جزاء مانشستر اعاقه قلب الدفاع النروجي روني يونسن فاحتسب الحكم الايطالي كولينا ركلة حرة مباشرة انبرى لها بازلر وسددها كالموزة في الزاوية اليسرى لمرمى الحارس الدنماركي العملاق بيتر شمايكل الذي خاض مباراته الاخيرة مع مانشستر وهو يضع شارة القائد لغياب الايرلندي الموقوف روي كين.. وشكل بايرن اكثر من حاجز دفاعي صلب في وجه المناورات الانكليزية وبرع قائده لوثار ماتيوس في دور "الليبيرو" كما برز الغاني صامويل كوفور الذي قطع الماء والهواء عن دويات يورك واندي كول، وكان بازلر وستيفان ايفنبرغ استاذين في خط الوسط. وابعد ايفنبرغ كرة من امام كول في الدقيقة 16 وانتقلت الهجمة نحو الجهة المقابلة وسدد الكسندر تسيكلر كرة رأسية لكن شمايكل تصدى لها ببراعة. قائم وعارضة وانحصرت العاب مانشستر في الوسط ومرر بيكهام الى الترينيدادي دوايت يورك فسدد وابعدها الحارس اوليفر كان الى ركنية 21، وجرى ماتيوس 60 متراً ثم مرر الى يانكر ومنه الى تسيكلر فأهدر 28 وسدد ماتيوس فوق العارضة 32، ولم يجر أي طرف تغييراً مع مطلع الشوط الثاني، وفي فرصة انكليزية خطيرة، مرر غيغز الى بلومكفيست داخل المنطقة غير ان كرته علت العارضة 55، ولمح بازلر الحارس شمايكل خارج مرماه بمسافة كبيرة فعاجله بكرة من 45 متراً فمرت فوق العارضة 64، ونزل شيرينغهام مكان بلومكفيست 67، وسدد يورك مقصية لم تثمر، وسدد ايفنبرغ فابعد شمايكل تسديدته بأطراف اصابعه الى ركنية 72، وحوّل كرة لشول الى ركنية، ورد القائم كرة لشول 77، ثم نابت العارضة عن شمايكل لابعاد كرة يانكر 80. ركنيتان وهدفان ودخل الفريقان الوقت بدل الضائع وهو 3 دقائق... وبعد نصف دقيقة رفع بيكهام كرة من ركنية فابعدها دفاع بايرن لتتهيأ امام يورك الذي سددها باتجاه المرمى فتابعها شيرينغهام فتحولت الى الشباك... وجنت المدرجات، وتهيأ الجميع للوقت الاضافي، لكن ركلة ركنية اخرى رفعها بيكهام تطاول لها شيرينغهام برأسه تحولت صدفة الى سولشكيار ليحولها الاخير في سقف الشبكة. اراؤهم في المباراة اليكس فيرغسون مدرب مانشستر: "لا استطيع ان اصدق ما حصل. انها كرة القدم، ثم ان لاعبي لم ييأسوا ابداً وكافحوا حتى النهاية، لذا كان الفوز حليفهم. انه امر رائع وانا فخور بهم جميعهم خصوصاً اننا بدأنا المباراة بشكل سيء ولم نتمكن من دخول اجوائها بسهولة. انه اجمل يوم في حياتي... شعرت في نهاية الوقت الاصلي بأن الحلم اندثر رغم معرفتي وثقتي بالروح القتالية للاعبين، لكن الحظ ابتسم لنا في النهاية. غامرنا في الدقائق العشرين الاخيرة وكدنا ندفع الثمن. استطيع ان اؤكد بأن اللاعبين لن يكتفوا بما فعلوه هذا الموسم بل سيحاولون قصارى جهدهم لتكراره في المستقبل". اوتمار هيتسفيلد مدرب بايرن ميونيخ: "خضنا مباراة رائعة وخضعنا لضغط كبير بعد ان تقدمنا بهدف، وكان مانشستر الافضل في الشوط الاول. تحسن اداؤنا في الثاني وكاد محمد شول يحسم الامر نهائياً في مصلحتنا لكن القائم تدخل ثم تدخلت العارضة وردت كرة يانكر... لم ييأس مانشستر يونايتد، وشكل هدف التعادل صدمة للاعبين. انها الخسارة الاكثر مرارة في مسيرتي لكنها ستكون بلا شك درساً للاجيال القادمة، لان عليها ان تدرك ان الحكم هو الذي يقرر نهاية المباراة... آمل في ان يتخطى اللاعبون وقع الهزيمة". اولي غونار سولشكيار مسجل هدف الفوز: "كان طبيعياً ان نسجل اهدافاً بعد الضغط الذي مارسناه في نهاية المباراة. انه امر رائع ولا يصدق ولا استطيع وصف شعوري بكلمات في الوقت الحالي. الى الذين يسألون لماذا بقي سولشسكيار في صفوف مانشستر ولم ينتقل الى فريق آخر اعتقد ان الجواب صار لديهم الآن. ان اللاعبون يد واحدة وجميعهم يعملون من اجل هدف واحد هو الفوز". بيتر شمايكل حارس وقائد مانشستر: "اعيش نشوة لا مثيل لها. لقد استحقينا اللقب لاننا لم نستسلم. ثم كانت الدقيقة المجنونة في الوقت بدل الضائع. بالنسبة الى مستقبلي، لقد اتخذت قراري بترك مانشستر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ولن اتراجع عن ذلك". ستيفان ايفنبرغ لاعب وسط بايرن: "لا اجد الكلمات لاصف سوء حظ مماثل، انه امر فظيع ان تخسر بهذه الطريقة". لوثار ماتيوس قائد بايرن: "لم اعش دقائق اكثر مرارة من هذه، اليوم لم يفز الفريق الافضل بل الفريق الاوفر حظاً...".