يقول العماد الأصفهاني رحمه الله: ولم أرَ شيئا مِثلَ دائرةِ المُنَى تُوسِّعُها الآمالُ والعمرُ ضيِّقُ ويرسم القائل هنا صورة الأمل الذي يعيشه الإنسان، وتتسع دائرة الآمال دائما، حتى لو تقدم العمر، ويبدو أن دائرة المنى مثل موج البحر تتسع بالرغم من محدودية عمر الإنسان، أما الشاعر صفي الدين الحلي فيقول: أعلل النفس بالآمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وينسب للإمام علي كرم وجهه هذه الأبيات: إذا عاش الفتى ستين عاماً *** فنصف العمر تمحقه الليالي ونصف النصف يمضي ليس يدري *** بغفلته يمينا من شمال وثلث النصف في هم وغم *** وشغل في المكاسب والعيال وجد المرء طول الدهر جهلاً *** وقسمته على هذا المثال ويسعى جميع الناس إلى البحث عن المزيد من الأمل، أما الطامحون منهم فيسعون إلى المزيد من الأمل والعمل والانتاج، لأنهم يعلمون بأن حياتهم قصيرة مهما طالت، وبأن أمانيهم قليلة مهما كثرت. إن عالمنا المليء بالصراع والكراهية في بعض أرجائه يدفعنا دوما إلى البحث عن الأمل، وكما يقول احد المفكرين (جون رونالد) فإن الأمل يولد عند شعورنا جميعا باليأس. إن أجمل وأروع هندسة تبناها الانسان هي أن يبني جسرا من الأمل على نهر من اليأس. ولنعلم بأن الله سوف يحقق أحلامنا إذا اعتمدنا عليه في كل أمورنا، وربما يكون في كل محنة نقابلها في حياتنا منحة من الله عز وجل.