الحياة رحلة طويلة من الجهاد والكفاح , والإنسان هو اللاعب الأساسي على مسرح هذه الحياة,فإذا عرف دوره , وأتقن عمله , فإنه سوف يتخطى صعاب الحياة متزوداً في كفاحه بالأمل والثقة. الأمل في أن يصل إلى مبتغاه , والثقة في الله بأن ينصره إذا اتقاه. وعندما ننظر إلى ماقدمه الإنسان من منجزات على مر التاريخ , فإننا نستشف عظمة هذه المنجزات التي جعلت الإنسان يخترق الفضاء، ويخترع الأجهزة والآلات التي تمده بكل أنواع الراحة والرفاهية , والتمتع بالعيش الكريم. ولولا الأمل لما شعر المريض بطعم الشفاء وبأنه سيصبح معافى قوياً في بدنه متمتعاً بصحته المادية والنفسية , ولما شعر المحروم بأنه سيكون غنياً في يوم من الأيام. وعندما قال الشاعر: ولم أر شيئاً مثل دائرة المنى توسعها الآمال والعمر ضيِّق فقد كان يرسم صورة شعرية للأمل الذي يعيشه الإنسان في حياته التي تشبه الدائرة التي تنبثق منها دوائر متعددة ومتداخلة وممتدة , فدائرة المنى مثل أمواج البحر تتسع بالآمال التي لا تنتهي مادام الإنسان يتنفس أنسام الحياة ... ويسعى جميع الناس إلى طلب المزيد من الأمل وأحياناً بدون أن يحققوا هذا الأمل بالمزيد من العمل , فيفشلون أحياناً وينجحون أحياناً أخرى . أما الطامحون منهم فيسعون إلى المزيد من العمل والإنتاج , لأنهم يعلمون بأن حياتهم قصيرة مهما طالت , وبأن آمالهم قليلة مهما كثرت... ومع ذلك فإن الأمل مطلوب , لأنه يجعل الحياة أكثر اتساعاً أعللُ النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وإن خير الأمل ما ترافق مع العمل والتقوى , فقلب المسلم مملوء بالأمل في الله , والثقة بالنفس والانطلاق من الحياة السلبية إلى الحياة الإيجابية المفعمة بكل ما ينفعه وينفع مجتمعه... ألا ترون أن الأمل يجعل الحياة أكثر تألقاً وجمالاً ..؟!!