كتبت ندى غراب يوم الجمعة الموافقة 21 - 10 - 1425ه بصفحة الرأي ، مقالة عن الأمل عنوانها (نافذة للحياة) تقول : الأمل نافذة ننظر من خلاله إلى الكون والوجود ، من هنا أوافقها على ما قالته ، لأن الأمل هو الدافع لنا في جميع أمور حياتنا ، عندما نطمح لتحقيق هدف معين ويتعذر علينا ذلك ، يكون الأمل مرافقا لنا ويحول بيننا وبين اليأس ، من ليس عنده أمل سوف يغتاله اليأس ويداهمه الإحباط ، الأمل يوسع أمامنا الكون بمشيئة الله ، ويجعلنا ننظر إلى الحياة بتفاؤل ويساعدنا على التغلب على الصعاب ، ويجعلنا نسير إلى الأمام وننسى الماضي ، يدفع عجلة سيرنا أكثر ويرسم على ملامحنا الابتسامة والسعادة ، الأمل رفيق قوي نستند اليه في أغلب أمور الحياة ، الحياة جميلة إذا كان فيها أمل ، وإذا كانت بدونه فهي عكس ذلك. كثير من الآخرين حولهم نشاهدهم وهم ينفثون آهات حارة ، ويتألمون من واقعهم لأنهم فقدوا الأمل ، ولكن يأتي من يقول لهم : (خل عندك أمل) ، كلمة من ثلاث حروف ولكن تأثيرها قوي وآثارها تبقى إلى الأبد ، تبقى واضحة على الشخص الذي دائما ما شاء الله فلان عنده أمل قوي . يختلف الرجال من ناحية قوتهم وأملهم وثقتهم بالله ، الظروف تكون أحيانا أقوى من الإنسان ، ولكن عندما يكون هذا الإنسان عنده أمل يكون هو أقوى من الظروف - ولله الحمد - نعمة كبيرة عندما تجد الشخص أمله قوي بالله وثقته قوية بنفسه ، هكذا يأتي الأمل ويبدد الأحزان ويتغلب على اليأس ، كل الأمور مكتوبة عند الله سبحانه وتعالى ومقدرة ، لن نغير شيئا مهما حاولنا بل نسير وفق الطريق الصحيح ونستعين بالله ونتبع أوامره ونجتنب نواهيه ، وبالتالي نتوكل عليه حق التوكل - جل علاه - ونعلم أن هذه الحياة دار مرور وامتحان ، ليست هي الدار التي يجب أن يتعب الإنسان نفسه من أجلها ، بل هناك دار تنتظر من يعمل لها ويستعد للبقاء فيها وهي الدار الآخرة .. نعود إلى الأمل ونتذكر قول الشاعر : نعلل النفس بالآمال نرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وآخر يقول : دع الأمور تسري في اعنتها ولا تبيتن إلا خالي البالي ما بين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال فسبحانه هو مبدل الأحوال ومغيرها ، لن تستمر الحال على وضع معين طول العمر ، هذا من المستحيل (نعلم بأن دوام الحال من المحال) ، كم من شخص تغيرت حاله إلى حال أحسن وآخر تحولت حال إلى أسوأ ، هكذا الأيام ، الأمل سلاح قوي وخاصة في هذا الزمن الذي نعيشه ، نحتاج إلى أمل قوي وصبر طويل وثقة بالله سبحانه وتعالى ، ومن لا أمل عنده سوف يكون عرضة للألم ، لن يتأثر سوى هو أكثر من غيره ، يأتي دور الأمل القوي ويساعد هذا الإنسان المسكين على حياته ومشاقها وظروفها وتقلباتها ، ليستطيع - بإذن الله - الوقوف والصمود أمام هذه الظروف والتغلب على متاعب الحياة ومنغصاتها ، وكل ذلك بسبب وجود الأمل القوي لديه ، لا تهزه الرياح القوية إذا كان أمله قويا بالله أولا ثم بقدرته وتحمله وصبره ، يكون مستوى أمله دائما ثابتا ويزيد ولا ينقص ، من أجل تحقيق أمر اراده ولكن الظروف حالت بينه وبين تحقيقه ، كم من شخص أراد الوصول إلى هدف معين ، ولكن خطواته تعثرت وواجهته الصعاب ، بهذه الحالة لا يعود وهو يجر أذيال الخيبة واليأس ، بل يعود وأمله قوي بالله ولن ينقص ، لأنه يعلم بأنه إذا كان عنده أمل سوف يحقق هذا الأمر مهما اعترضه من الظروف والصعاب ، يحاول مرارا عديدة حتى يتحقق هذا الأمر الذي هو من أهدافه ، لن يقول حاولت وفشلت بل يقول وحاولت وتعثرت وسوف أحاول حتى أصل إلى هذا الهدف - بمشيئة الله - . مناور صالح الجهني /الأرطاوية