ماذا يحدث في بيئة العمل في عصر التقنية، والعمل والاجتماعات عن بعد، ومرونة ساعات العمل؟ هل أثر هذا التغيير في جدولة الموظفين اليومية وساعات النوم؟ هل أدت التقنية إلى تحسين بيئة العمل أم تعقيدها؟ هل أضعفت قوة العامل الإنساني؟ ما جديد بيئة العمل؟ هل اختفت القهوة العربية والشاي لصالح القهوة السوداء، ماذا عن فطور الموظفين في صباح متأخر؟ هل السؤال عن الأخبار في اجتماع زملاء العمل غير مجد مع وجود الهاتف الجوال مع الجميع؟ هل أصبح استثمار الوقت أفضل باستخدام التقنية؟ لن يستأذن الموظف ليراجع جهة أخرى لمتابعة معاملة مثل الجواز أو بطاقة الهوية أو تسديد فواتير، سينجز هذه المهام وهو في مكتبه، ماذا حل بالتواصل بين زملاء العمل، هل أصبح آليا فقط، هل أصبح التواصل باللغة الإنجليزية؟ إذا طلب الموظف مقابلة المدير شخصيا، هل يقال له أرسل بريدا إلكترونيا؟، هل اختفى دفتر الحضور والانصراف بوجود البصمة كبديل؟، هل أصبحت الإنتاجية هي الأساس في تقييم الأداء؟. بيئة العمل أصبحت تقدم فرصا لإجراء الدراسات على المتغيرات الجديدة ومنها على سبيل المثال ظهور احتياجات تدريبية جديدة فرضتها التطورات التقنية، وظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات مختلفة، وانخفاض عدد حضور المراجعين للمتابعة وما تأثير هذا الانخفاض على بيئة العمل وعلى سلوك الموظفين تحديدا؟ الشيء المؤكد هو أن التغييرات والتطورات التقنية في بيئة العمل تتضمن الكثير من الإيجابيات وهي ضرورة للتكيف مع عصر مختلف، ومهما كانت طبيعة وحجم التطورات فإن الأمر الثابت الذي لا يتغير ويجب ألا يتغير هو المهارات الناعمة، مهارات التواصل، التحفيز، التقدير، الإخلاص، التطوير المستمر، التعاون والعمل الجماعي، العلاقات غير الرسمية، هذه المهارات وما يماثلها أعمدة ثابتة لبناء بيئة عمل تحقق أهداف المنظمة والأفراد لأنها توفر أعلى المعايير المهنية وتعزيز العمل المؤسسي وفي نفس الوقت تحافظ على الأسس الإنسانية التي لا بد منها في أي بيئة عمل. التطوير في بيئة العمل خطوة طبيعية تتطلب التكيف، وهذا التكيف على مستوى المنظمة والأفراد هدف يتحقق بالتدريب والتدريج مع الأخذ في الاعتبار احترام حقوق الموظفين، وعدم تضررهم ماديا أو معنويا، واحترام حقوق العملاء والمراجعين وتعزيز تكيفهم مع التطورات التقنية.