أعلنت الأممالمتحدة أن اجتماع الدوحة الثالث، الذي سيشمل ممثلين خاصين لأفغانستان، من دول مختلفة سيعقد في 30 يونيو المقبل وسيستمر يومين. وطبقا للبيان، وصفت الأممالمتحدة المؤتمر بأنه وسيلة لتعزيز الحوار الدولي، حسب وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء أمس الأربعاء. وفي أعقاب اجتماع الدوحة الثاني، الذي عقد يوما 18 و 19 فبراير الماضي، في قطر، أعلنت الأممالمتحدة أن مؤتمر المبعوثين الخاصين الثالث، سيعقد في 30 يونيو والأول من يوليو في العاصمة القطريةالدوحة. وأشارت الأممالمتحدة في بيان إلى أن روزماري ديكارلو، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، توجهت إلى أفغانستان للتفاوض فيما يتعلق بمؤتمر الدوحة الثالث. والتقت ديكارلو بمسؤولين وأفراد من السلك الدبلوماسي في كابول، بالإضافة إلى ممثلين من المجتمع المدني. وخلال تلك الزيارة أيضا، التقت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة بمسؤولين من طالبان ودعتهم لحضور مؤتمر الدوحة الثالث. من جهة أخرى وجه الهجوم الدامي ضد سياح أسبان أثناء تسوقهم في أحد أسواق باميان على بعد نحو 180 كيلومترا من العاصمة كابول وصورهم وهم مضرجون بالدماء، ضربة قاتلة للسياحة الناشئة في أفغانستان. ويقول البريطاني جو شيفر، مؤسس وكالة "سفارات" للسياحة البيئية، بعد الهجوم الذي أودى بحياة ستة أشخاص الجمعة الماضي، بينهم ثلاثة سياح إسبان، وجرح أربعة أجانب آخرين، إن "هجوما آخر من هذا النوع وستتوقف السياحة" في أفغانستان.والهجوم الذي نفذه مسلح واحد أو أكثر ضد مجموعة مكونة من 13 سائحا أخذتهم وكالة إسبانية إلى مقاطعة باميان الجبلية (وسط البلاد)، وهو الأول الذي يطال سياح أجانب منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه. وهو يشكل تحديا لسلطات طالبان التي تستمر في الثناء على إستتاب "الأمن" في أفغانستان منذ عودتها إلى كابول، وبدأ توافد السياح الأجانب إلى هذا البلد. وتعد باميان، التي كانت تتميز بوجود تماثيل بوذا العملاقة التي فجرتها حركة طالبان عام 2001، وسلسلة البحيرات الفيروزية في باند أمير، الوجهة السياحية المفضلة للأجانب في البلاد. ويضيف شيفر "ليس هناك شك في أن هذا الهجوم ترك أثرا" مضيفا "لدينا زبونان قاما بإلغاء حجزهما، وعلى الإنترنت، تخلى عدد كبير من المسافرين عن القدوم إلى أفغانستان في المستقبل القريب". وقد قامت شركة "سفارات" بالفعل "بمراجعة عملياتها" في أفغانستان. ويوضح قائلاً "سنقوم بتقليل حجم المجموعات، والتخلي عن الزيارات إلى الأماكن المعزولة، والحد من النزهات سيرًا على الأقدام في الأماكن العامة".ويعتقد مؤسس وكالة "أنتامد بوردرز جيمس ويلكوكس، أن "أي هجوم عنيف على السياح سيكون له تأثير". لكن "نحن موجودون في أفغانستان منذ أكثر من 15 عاما ولم تكن هناك فترة بدون وجود جماعات مناهضة للحكومة تنشط في البلاد. هذا أمر يجب على الجميع أن يأخذوه بالاعتبار عندما يقرروا السفر إلى أفغانستان". وتقول التايلاندية ثاي فاكبورن ثانتاداكول، مديرة وكالة السفر "أواي فيكيشن"، إنها "تريد إلغاء" الرحلة المقررة في شهري يونيو ويوليو المقبلين للعديد من مواطنيها. وأضافت من بانكوك إن هؤلاء التايلانديين أرادوا الذهاب إلى باميان، لكن "الوضع الأمني ليس جيدا"، مؤكدة أنها "خائفة" على زبائنها. وتابعت "سأطلب منهم رأيهم لأن السلامة هي الأولوية. إذا حدث شيء ما، فلن أتمكن من فعل أي شيء". وفي اتصال أجرته وكالة فرانس برس في باميان، لم يرغب موظفو الاستقبال في أحد الفنادق، التعليق على الأحداث التي هزت مدينتهم. وتحرص حكومة طالبان - التي لا تعترف بها أي دولة في العالم - على تشجيع السياحة، بينما كانت أفغانستان، حتى قبل هذا الهجوم، وجهة لا يشجع عليها العديد من الحكومات. وحتى لو كان هذا البلد الفقير جدا يفتقر بشدة إلى البنية التحتية، وخاصة الفنادق والطرق، فإن الجمال الاستثنائي لمناظره الطبيعية الخلابة وكرم الضيافة الأسطوري لسكانه قد اجتذب عددا متزايدا من المغامرين في الآونة الأخيرة. وارتفع عدد السياح الأجانب بنسبة 120 بالمئة إلى ما يقرب من 5200 العام الماضي، بحسب الأرقام الرسمية.