أصدرت الهيئة العامة للإحصاء نشرة سوق العمل للربع الرابع من العام 2023، ووفقًا لنتائج النشرة فقد انخفض معدل البطالة الإجمالي (للسعوديين وغير السعوديين) إلى 4.4% بانخفاض عن الربع الثالث من عام 2023م بمقدار 0.7 نقطة مئوية حيث كانت 5.1%، وانخفض معدل البطالة لإجمالي السعوديين إلى 7.7% لنفس الربع مقارنة بمعدل 8.6% في الربع الثالث من نفس العام. كما وانخفض معدل البطالة للسعوديات للربع الرابع من عام 2023، حيث بلغ 13.7% مقارنةً ب16.3% في الربع السابق، واستقر معدل البطالة للسعوديين الذكور للربع الرابع من عام 2023 عند 4.6%. وأظهرت مؤشرات القوى العاملة في الربع الرابع من عام 2023م انخفاض معدل المشاركة في القوى العاملة الإجمالي (للسعوديين وغير السعوديين) مقارنة بالربع الثالث من عام 2023، حيث بلغ 60.4%، وانخفض معدَّل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السعوديين للربع الرابع من عام 2023، حيث بلغ 51.3% مقارنةً بالربع السابق. دون أدنى شك أن تحقيق معدل بطالة منخفض في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد بين السعوديين والسعوديات في سوق العمل، يُعد مؤشراً مطمئناً للغاية ليس فقط كوننا نقترب من تحقيق هدف الرؤية بالوصول إلى معدل بطالة 7%، بحلول عام 2030، ولكن أيضاً قدرتنا للوصول لمعدل بطالة قريب جداً من الهدف، الأمر الذي يجسد حقيقة نجاح ونجاعة جهود الحكومة الحثيثة لخفض معدل البطالة في المملكة العام وأيضاً المرتبط بالسعوديين العاملين بالسوق. هذه الجهود ولله الحمد تكللت بالنجاح والتي انعكست بتحقيق نسب سعودة وتوطين مرتفعة بالعديد من القطاعات والأنشطة الاقتصادية الحيوية، حيث على سبيل المثال لا الحصر، تمكنت جهود السعودة والتوطين بالتحاق ما يزيد عن خمس مئة ألف مواطن ومواطنة بسوق العمل منذ العام 2019، ليبلغ إجمالي عدد السعوديين في القطاع الخاص حاليًّا أكثر من 2.2 مليون سعودي وسعودية، كما وأسهمت قرارات التوطين والمهارات والتدريب في زيادة معدلات التوظيف، واستقطاب الكوادر الوطنية المطلوبة في المهن التخصصية النوعية والفنية والتقنية. وللإستراتيجية الوطنية للتوطين، ولسياسات وبرامج قادتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أيضاً دورا مهماً وملحوظاً في تطوير سوق العمل السعودي الذي كان يُعاني من تشوهات هيكلية عديدة، وقفت عائقاً أمام جهود السعودة والتوطين في الماضي. كما وتمكنت جهود السعودة والتوطين ولله الحمد من خلال إعادة هيكلة سوق العمل السعودي، من تمكين الشباب والمرأة السعودية وجعلهما قوة عمل جاذبة للقطاعين العام والخاص على حدٍ سواء، بما في ذلك الرفع من مستوى تنافسيتهما مقارنة بالوافدين. جهود السعودة والتوطين والإصلاحات التي طالت سوق العمل، عززت أيضاً من مشاركة المرأة في سوق العمل وفي الاقتصاد، حيث حققت المملكة قفزات نوعية فيما يخص تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل والتي انعكست نتيجة للجهود والتشريعات الإصلاحية التي تمت خلال السنوات الأخيرة وفق رؤية المملكة 2030 بالرفع من مساهمة المرأة في سوق العمل من 30% كمستهدف لرؤية المملكة 2030، إلى 35.5% بالربع الرابع من عام 2023. وما ساهم من الرفع من معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، المساواة في الأجر للعمل المماثل، حيث قاربت المملكة على سد فجوة الأجور بين الجنسين، محققة درجة 0.758% متجاوزة بذلك المتوسط العالمي في عدالة الأجور. جهود السعودة والتوطين بقيادة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تذكر فتشكر ولجميع الجهات المشاركة لإنجاحها، كالقطاع الخاص وأيضاً الشباب والشابات السعوديين والسعوديات، ولولا صدق تلك الجهود الوطنية لما تحقق هذا النجاح، الذي قربنا من تحقيق هدف الرؤية الطموح بتحقيق معدل بطالة 7% بحلول 2030، وبإذن الله سنحقق المعدل المستهدف، مستبشراً خيراً إن شاء الله بتغيير المستهدف إلى أقل من 7%.