ثلاث رحلات طيران مباشرة إلى المملكة حجم التجارة بين البلدين 100 مليار دولار المملكة بوابة السوق الخليجي التقى سفير جمهورية الصين الشعبية السيد تشانغ هوا، عدداً من الاعلاميين والصحافيين العاملين في المؤسسات الصحفية وأجهزة الإعلام والقنوات السعودية، بمناسبة تسلمه لمهامه كسفير لبلاده في الرياض. وقد رحّب سعادته بالجميع وقال: يسعدني لقاء أصدقائي في وسائل الإعلام السعودية. بعد أن وصلت إلى الرياض الأسبوع الماضي، لأتولى منصب السفير الصيني العاشر في المملكة العربية السعودية. وانا لديّ خبرة تزيد على عقود في العمل بمنطقة الشرق الأوسط، حيث شغلت سابقاً منصب السفير الصيني في اليمن والإمارات وإيران. وأتطلع في فترة عملي في المملكة إلى بناء علاقات جيدة معكم جميعاً، والحفاظ على التواصل والتبادل المستمر، من أجل تعزيز علاقات الصداقة بين الصين والمملكة والمساهمة في تطويرها. زيارات رفيعة المستوى وأضاف، تتمتع الصين والمملكة بالشراكة الاستراتيجية الشاملة، ففي السياسة، تبادل الجانبان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح المشتركة. والصين ترى السعودية كقوة هامة في عالم متعدد الأقطاب، وتضع تنمية العلاقات مع المملكة كأولوية في سياستها الخارجية الشاملة، وخاصة ضمن دبلوماسيتها في الشرق الأوسط، وتنتهج الصين والمملكة سياسة خارجية مستقلّة، وتدعو الدولتين إلى الحفاظ على النظام الدولي القائم على "ميثاق الأممالمتحدة" والقانون الدولي. في الأممالمتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من المنصات الدولية، والقضايا الساخنة الدولية والإقليمية، كما تحافظ الصين والمملكة على التواصل المستمر والتنسيق الوثيق، وعملنا معا على تعزيز السلام والاستقرار العالمي وتحقيق التنمية والازدهار. ولفت الى أنه في السنوات الأخيرة، تحت اهتمام وقيادة قادة البلدين المشتركين، دخلت تنمية العلاقات الثنائية "مسار السرعة"، حيث تتواصل المواءمة بين رؤية 2030 السعودية ومبادرة الحزام والطريق الصينية باستمرار. ففي عام 2022، قام فخامة الرئيس شي جينبينغ بزيارة ناجحة وتاريخية إلى المملكة، حيث توصل قادة البلدين إلى توافقات هامة مشتركة، وتحافظ الصين والمملكة على اتصال وتنسيق وثيقين بشأن تنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي للمملكة على أرض الواقع، ومواصلة تعزيز الأعمال للجنة السعودية - الصينية المشتركة رفيعة المستوى. يمكن القول إن العلاقات بين بلدينا تعيش أعلى المستويات في تاريخها. المشاركة في بناء نيوم وذا لاين والبحر الأحمر وأردف، منذ العام الماضي، تمت زيارات متكررة بين الصين والمملكة على مختلف المستويات والمجالات، مما ساهم في دفع التعاون العملي بين البلدين، وتُعد الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، وكذلك المملكة هي أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال أفريقيا، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية بين الصين والمملكة 100 مليار دولار أمريكي لمدة عامين متتاليين، وهو ما يمثل أكثر من 35 % من إجمالي حجم التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، خلال نفس الفترة وفي السنوات الأخيرة، شاركت العديد من الشركات الصينية بنشاط، في بناء البنية التحتية لمشاريع "رؤية 2030" الكبرى، بما في ذلك مدينة المستقبل (نيوم) وذا لاين، ومشروع البحر الأحمر وغيرها. لقد أصبحت المملكة العربية السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية، لدخول سوق دول الخليج. وتطرّق الى موضوع السياحة والتعليم، واعتبرها نُقطة مضِيئَة في التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين والمملكة. ففي مجال التعليم، خلال زيارة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للصين عام 2019، أعلن عن إدراج اللغة الصينية في النظام التربوي التعليمي السعودي. وفي عام 2022 خلال زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ الي المملكة، تم توقيع مذكرة التفاهم بشأن التعاون التعليمي في مجال اللغة الصينية بين وزارة التربية والتعليم الصينية ووزارة التعليم السعودية. كما تم إطلاق تخصصات اللغة الصينية في أربع جامعات سعودية في الوقت الراهن، وتدشين وتشغيل معهد كونفوشيوس في جامعة الأمير سلطان، قبل بضعة أيام، حضرت نهائيات الدورة الثانية والعشرين لمسابقة "جسر اللغة الصينية" لقياس كفاءة اللغة الصينية، حيث تواصلتُ مع الطلاب السعوديين الذين أعجبوا يالثقافة الصينية. وفي مجال السياحة، قال: وقّعت الصين والمملكة مذكرة تفاهم في سبتمبر من عام 2023 ومن خلالها تصبح المملكة رسميًا وجهة رئيسية للرحلات الجماعية الصينية. كما أطلقت الخطوط الجوية السعودية رحلات مباشرة بين جدةوالرياض وبيجينغ العام الماضي، وفتحت مؤخرا ثلاث شركات طيران صينية رحلات جوية مباشرة جديدة بين البلدين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة عدد السياح الصينيين إلى المملكة. وفي عام 2023، قام أكثر من 30 ألف مواطن سعودي بزيارة الصين، كما أتى مئات الآلاف من المواطنين الصينيين إلى المملكة للسياحة، وممارسة التجارة في نفس الفترة، وقد سبق لي أن زرت المملكة عدة مرات للعمل، لكن هذه المرة لاحظت بوضوح تغييرات غير مسبوقة في السعودية. منذ طرح رؤية 2030 عام 2016، عززت البلاد التنويع الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، أصبح المجتمع أكثر حيوية وانفتاحا وشمولا. وفي عام 2023، تجاوزت نسبة مساهمة الاقتصاد غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي 50% لأول مرة، وهو إنجاز تاريخي يستحق الثناء. الصين المحرّك الأكبر للنمو العالمي وبين سعادته، أن الصين في طريق تحقيق أهداف تنميتها، فقد نمى اقتصاد البلاد بنسبة 5.2 %، حيث إن حجم الزيادة تعادل الناتج المحلي الإجمالي لدولة متوسطة الحجم، وتبلغ نسبة مساهمتها للنمو الاقتصادي العالمي أكثر من 30 %، ولا تزال الصين المحرّك الأكبر للنمو العالمي. وقد أصبحت حاليًا شريكًا تجاريًا أساسياً لأكثر من 140 دولة ومنطقة، وانخفض متوسط مستوى الرسوم الجمركية إلى 7.3% ما سيوفر فرصًا جديدة للاستثمار من الدول الأجنبية في الصين. وكشف السفير، الى أن الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي ستعقد في بيجينغ يوم 30 مايو عام 2024. وأن تأسيس المنتدى كان قراراً استراتيجياً اتخذته الصين والدول العربية، انطلاقاً من التطور الطويل الأمد للعلاقات الصينية العربية. ففي عام 2004، أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك، عن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وانعقدت الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للمنتدى في مقر الجامعة، ويكون هدفه تعزيز الحوار والتعاون بين الصين والدول العربية، وتدعيم السلام والتنمية. الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية على مدى 20 عاماً مضت، تم تنفيذ أكثر من 200 مشروع ضخم، في إطار التعاون الصيني العربي لبناء "الحزام والطريق"، حيث استفاد حوالي ملياري نسمة للجانبين من نتائج التعاون. وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية. حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أميركي في عام 2004 إلى 398.1 مليار دولار أميركي في عام 2023، أي بزيادة 10 أضعاف. وأصبحت 6 دول عربية شركاء الحوار لمنظمة شانغهاي للتعاون، وكذلك انضمت 13 دولة عربية إلى "مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية"، بما فيها المملكة. وفي ديسمبر عام 2022، انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في الرياض بنجاح، بحضور الرئيس شي جينبينغ وقادة الدول العربية، حيث اتفقوا على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد. وطرح الرئيس شي جينبينغ في القمة "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي، التي تغطي مجالات عديدة مثل تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء، والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات، وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار. السفير الصيني خلال حديثه لوسائل الإعلام في مقر السفارة