أضحت القمم السعودية - الصينية وزيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، التي تعد الأولى منذ ستة أعوام إلى الرياض ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، حديث جميع وسائل الإعلام الصينية، فيما كان حضور الرئيس الصيني القمة الصينية الخليجية والقمة الصينية العربية الحدث الأبرز في وسائل الإعلام الشرق الاسيوية، إذ تعد القمة الأولى من نوعها بين الجانبين بعيد انطلاق منتدى التعاون بين الدول العربية والصين الذي دشن عام 2004. تطوير العلاقات وأولت الصحافة الصينية اهتمامًا بالغا بالحديث عن تطور العلاقات بين بكينوالرياض خلال العقد الماضي، إلى جانب إظهار أهمية القمم الخليجية والعربية الصينية، وطبيعة العلاقات الصينية العربية وكيفيه تناول الدبلوماسية الصينية لعقد مكاسب مستدامه لجميع الأطراف المشاركة، فيما أفردت وكالة شينخوا الرسمية للأخبار تغطية مكثفة عن زيارة الزعيم الصيني، والعلاقات السعودية - الصينية إلى جانب الآفاق الجديدة التي أسفرت عنها القمة الصينية العربية. الربط بين مبادرة الصين للحزام والطريق وتحقيق النهضة للدول العربية كان حاضرا في الإعلام الصيني، حيث أكد خبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة نورث ويست الصينية، وانج يي، أن بإمكان الصين والدول العربية في ظل التوجه التعاوني لطريق الحرير الجديد سيحقق فوائد مشتركه متمثلة في الحلم الصيني والنهضة العربية. شراكة وتنمية كما وصفت شبكة تلفزيون الصين الدولية العلاقات الصينية - السعودية بكونها "المثال الذي يتحذى به لما لتميزها بالعلاقات المتبادلة وذات الطابع الودي" وأورد التقرير توقيع البلدين اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2016، كما نقلت الشبكة تصريحات السفير الصيني في المملكة الذي وصف فيه زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة بأنها خطوه مهمة ترفع بالعلاقات بين البلدين وبالعلاقات الصينية - العربية إلى مستويات جديدة. كما وصرح أستاذ الاقتصاد الصيني، ليو شونشيغ، لوسائل الإعلام الصينية بأن العلاقات السعودية - الصينية ستؤتي ثمارها في مجالات عديدة وتعود بالنفع الكبير للتنمية في مجال الاقتصادي والتجاري في المستقبل القريب بين الرياضوبكين، مشددا على ضرورة تعزيز التنسيق بينهما، وإنشاء منطقة تجارة حرة، وتعزيز التجارة والاستثمار، وتسريع التخفيضات والإعفاءات الجمركية، وتسهيل التخليص الجمركي والتفتيش على السلع وسلامة الأغذية وإدارة الشهادات والمعايير وشفافية القوانين واللوائح والتعاون الصناعي والتعاون المؤسسي. كما وتناقلت وسائل الإعلام الصينية مضامين الاتفاقيات التي وقعت بكينوالرياض في مجالات عدة أهمها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر وأخرى في مجال الطاقة الهيدروجينية. مشروع تاريخي صحيفة "الشعب" الصينية التي وصفت زيارة الرئيس شي إلى المملكة بالمشروع التاريخي الذي يؤسس مرحلة جديدة من العلاقات الصينية - العربية، لافتة أن زيارة شي أضحت أعلى حدث دبلوماسي بين الصين والدول العربية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وتطرقت الصحيفة إلى عمق وتاريخية العلاقات الصينية العربية والتي ساعدت في استقرار المنطقة ودعم حل النزاعات بالطرق السلمية. فيما استعرضت صحيفة "تشينا دايلي" تاريخ العلاقات السعودية الصينية، ووصفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بأنها الأفضل بين دول العالم العربي والإسلامي، مؤكدة أن المملكة هي الشريك التجاري الأكبر للصين في الشرق الأوسط بحجم تجارة وصل إلى 87.3 مليار دولار العام الماضي، وفي تقرير آخر لنفس الصحيفة أشارت إلى الدور الصيني المحوري والمتنامي في المنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة والأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية للشرق الأوسط المستمدة من موقعه إلى جانب توضيح حجم التجارة الضخم بين الصين والبلدان العربية الذي وصل إلى 330 مليار دولار في 2021. كما وأظهر استطلاع للرأي أجرته جريدة "غلوبال تايمز" الصينية بالتعاون مع مدرسة الدراسات العربية لجامعة بكين لدراسات اللغات الأجنبية على عدد من المواطنين العرب أن 70 % من المستطلعين يطالبون بعلاقات أقوى بين الدول العربية والصين في المستقبل. علامة فارقة اهتم الإعلام الصيني بالاستقبال الرفيع المستوى الذي حظي به الرئيس الصيني خلال تواجده بالمملكة، حيث وصفته بعض الصحف بالاستقبال الحار، كما نقلت وسائل الإعلام الصينية تصريحات الرئيس الصيني خلال القمة الصينية العربية التي أكدت من خلالها عن شراكة الصين والدول العربية في مبادرة الحزام والطريق، والعمل مع الجانب العربي على تنفيذ الأعمال الثمانية المشتركة خلال السنوات الثلاثة إلى الخمسة القادمة التي تغطي المجالات الثمانية وهي التنمية، والأمن الغذائي، والصحة، والتنمية الخضراء والابتكار، وأمن الطاقة، والحوار بين الحضارات، وتأهيل الشباب، والأمن والاستقرار، إلى جانب وصفه للقمة بأنها "علامة فارقة" في العلاقة بين الجانبين.