ربما تشهد بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم حدثا غير مسبوق على مدار تاريخها الطويل، حال تتويج مانشستر سيتي باللقب. وتنطلق المرحلة ال38 (الأخيرة) للمسابقة غدا الأحد، حيث تقام 10 مباريات في نفس التوقيت، بينما يبدو الصراع على أشده بين مانشستر سيتي وأرسنال على من أجل الفوز بالبطولة هذا الموسم، فيما ينتظر أن يتم تحديد هوية الفريق الثالث الهابط لدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب)، برفقة فريقي شيفيلد يونايتد وبيرنلي ويتربع مانشستر سيتي على قمة ترتيب المسابقة برصيد 88 نقطة، قبل لقائه مع ضيفه ويستهام يونايتد، حيث يتفوق بفارق نقطتين على أقرب ملاحقيه أرسنال، الذي يستضيف إيفرتون. ويسعى مانشستر سيتي لأن يصبح أول فريق في تاريخ بطولة الدوري الإنجليزي، التي انطلقت نسختها الأولى قبل 136 عاما، يتوج بلقب المسابقة في 4 مواسم متتالية. ومنذ انطلاق الدوري الإنجليزي موسم 1888 / 1889، لم يحتفظ أي فريق باللقب سوى في 3 مواسم متتالية فقط، حيث كان هيدرسفيلد تاون أول من يحقق هذا الإنجاز في عشرينيات القرن الماضي، أعقبه أرسنال في حقبة الثلاثينيات، ثم جاء ليفربول ليكرر الأمر ذاته في عقد الثمانينيات. وخلال عصر الدوري الممتاز، الذي بدأ موسم 1992 / 1993، كان مانشستر يونايتد أول من يحتفظ باللقب 3 مواسم متتالية بالنظام الجديد للبطولة، بدءا من موسم 1998 / 1999 حتى موسم 2000 / 2001، قبل أن يكرره مجددا بعد فوزه بالبطولة ما بين موسمي 2006 / 2007 و 2008 / 2009. وعقب فوزه باللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، يطمع مانشستر سيتي بقيادة مديره الفني الإسباني جوسيب جوارديولا، في أن يصبح أول فريق في التاريخ يتوج بالدوري الإنجليزي في 4 مواسم متتالية. كما يرغب مانشستر سيتي في الفوز بالبطولة للمرة العاشرة في تاريخه، حتى ينفرد بالمركز الرابع في قائمة أكثر الأندية المتوجة بالمسابقة، الذي يتقاسمه حاليا مع إيفرتون، علما بأن جاره مانشستر يونايتد يتصدر تلك القائمة برصيد 20 لقبا. وبات مانشستر سيتي على بعد خطوة وحيدة لتحقيق هذا الإنجاز الفريد، حيث يتعين عليه فقط الفوز على ويستهام، صاحب المركز التاسع برصيد 52 نقطة، للتتويج بالبطولة رسميا دون النظر لنتيجة لقاء أرسنال وإيفرتون. ومنذ تعادله مع ليفربول وأرسنال في آذار/مارس الماضي، لم يعرف مانشستر سيتي سوى لغة الفوز خلال مبارياته الثماني الأخيرة، التي كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي أمام مضيفه توتنهام هوتسبير، حينما فاز 2 / صفر في مباراة مؤجلة بينهما بالعاصمة البريطانية لندن. ويستعين مانشستر سيتي بتاريخه الحافل مع ويستهام على ملعب (الاتحاد)، معقل الفريق السماوي، الذي يستضيف اللقاء المقبل بينهما، بعدما فاز في جميع المباريات السبع الأخيرة التي أقيمت بين الفريقين على هذا الملعب. ولم يتعثر مانشستر سيتي في معقله أمام ويستهام بالدوري، منذ خسارته 1 / 2 أمام الفريق اللندني في أيلول/سبتمبر 2015. وربما يتوج مانشستر سيتي بلقبه السادس في المواسم السبعة الأخيرة للمسابقة أيضا، حتى إذا تعادل أو خسر أمام ويستهام، وذلك حال تعثر أرسنال أمام إيفرتون. ويبدو سيتي في طريقه لحصد النقاط الثلاث بالنظر لتراجع نتائج ويستهام في الفترة الأخيرة، بعدما حقق انتصارين فقط في لقاءاته العشرة الماضية بالمسابقة. ورغم ذلك، فإن مستقبل سيتي يبدو أيضا غامضا إلى حد ما، بعدما أشارت تقارير إخبارية إلى أنه تم تحديد موعد تردد أنه قرب نهاية عام 2024 للتحقيق في التهم الموجهة للنادي بممارسة انتهاكات للوائح اللعب المالي النظيف، وفي حال ثبوت إدانته، فقد تشمل العقوبات الاستبعاد من الدوري الممتاز. وتتعلق الاتهامات بالمعلومات المالية المتعلقة بالمزايا ومكافآت المدربين واللاعبين، وأنظمة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وبالنسبة للبعض، فإن ذلك يترك سحابة فوق نجاحات سيتي، لكن ما لا يمكن إنكاره هو عبقرية جوارديولا، الذي اعتاد الفريق تحت قيادته على الوقوف على منصات التتويج. من جانبه، فلا بديل أمام أرسنال سوى الفوز على إيفرتون، صاحب المركز الخامس عشر برصيد 40 نقطة، في انتظار تعثر مانشستر سيتي أمام ويستهام، من أجل التتويج بلقبه ال14 في تاريخه بالبطولة والأول منذ 20 عاما. ومازال أرسنال، الذي يحتل المركز الثالث بقائمة أكثر الفرق الحاصلة على البطولة، يبحث عن لقبه الأول في المسابقة العريقة منذ موسم 2003 / 2004، الذي توج به دون خسارة. وفي حال فوز أرسنال على إيفرتون وخسارة سيتي أمام ويستهام، سوف يتوج الفريق الملقب ب(المدفعجية) باللقب، في ظل اعتلائه الصدارة بفارق نقطة أمام منافسه. أما في حال انتصار أرسنال وتعادل مانشستر سيتي، فسوف يحصل فريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا باللقب أيضا نظرا لتفوقه بفارق الأهداف التي سيتم الاحتكام إليها وفقا للائحة المسابقة، عقب تساويهما في رصيد 89 نقطة. ويمتلك أرسنال، الذي فاز في مبارياته الخمس الأخيرة بالبطولة، فارق أهداف (61 هدفا)، فيما لدى مانشستر سيتي فارق أهداف (60 هدفا) الآن. وحافظ أرسنال على حظوظه في المنافسة على اللقب عقب فوزه المثير 1 / صفر على مضيفه مانشستر يونايتد في المرحلة الماضية، لكن مهمته ستكون صعبة بالتأكيد أمام إيفرتون، الذي تفادى الخسارة في لقاءاته الخمسة الأخيرة بالمسابقة، التي حقق خلالها 4 انتصارات وتعادلا وحيدا. ويخشى الفريق اللندني من نتائجه المخيبة في لقاءاته الماضية أمام إيفرتون، حيث اكتفى بتحقيق 4 انتصارات فقط خلال المواجهات العشر الأخيرة بين الناديين، فيما فاز إيفرتون في 5 مباريات، وفرض التعادل نفسه على لقاء وحيد. من ناحية أخرى، يشهد ملعب (آنفيلد) وداع المدرب الألماني يورجن كلوب، الذي يستعد لخوض مباراته الأخيرة مع فريقه ليفربول أمام ضيفه وولفرهامبتون، صاحب المركز الثالث عشر برصيد 46 نقطة. وقرر كلوب إنهاء مسيرته مع الفريق الأحمر، الذي تولى قيادته في تشرين الأول/أكتوبر 2015، وتوج معه بثمانية ألقاب، ليساهم في استعادة بريقه على الصعيدين المحلي والقاري. وكان ليفربول يحلم بأن يتوج بلقب الدوري للمرة ال20 في تاريخه والثانية مع كلوب، غير أن تراجع نتائجه بشكل مفاجئ في الأسابيع الأخيرة، تسببت في ابتعاده عن صراع المنافسة على اللقب، حيث يتواجد حاليا في المركز الثالث برصيد 79 نقطة، ليكتفي فقط بالعودة للعب في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، بعدما غاب عنها في النسخة الأخيرة. وفيما يتعلق بصراع التأهل للمسابقات القارية في الموسم المقبل، فبينما تأهل أستون فيلا لدوري الأبطال برفقة أرسنال ومانشستر سيتي وليفربول، فإن صراعا آخر يدور من أجل اللعب في بطولتي الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر. ويحتاج توتنهام، صاحب المركز الخامس ب63 نقطة لتحقيق التعادل فقط أمام مضيفه شيفيلد يونايتد (متذيل الترتيب) لضمان البقاء في مركزه المؤهل للدوري الأوروبي، فيما يبدو تشيلسي قريبا من الذهاب لدوري المؤتمر، في ظل تواجده بالمركز السادس برصيد 60 نقطة، قبل لقائه مع ضيفه بورنموث. ويبتعد تشيلسي بفارق 3 نقاط أمام نيوكاسل ومانشستر يونايتد، صاحبي المركزين السابع والثامن، قبل مباراتيهما خارج ملعبيهما ضد برينتفورد وبرايتون على الترتيب. وفيما يتعلق بصراع الهبوط، بات لوتون تاون، صاحب المركز الثامن عشر (الثالث من القاع) برصيد 26 نقطة، على مشارف وداع الدوري الممتاز، في ظل ابتعاده بفارق 3 نقاط خلف نوتينجهام فورست، صاحب المركز السابع عشر. ويحتاج لوتون تاون للفوز على ضيفه فولهام، وكذلك خسارة نوتينجهام أمام مضيفه بيرنلي، من أجل أن يتساوى الفريقان في رصيد 29 نقطة، لكن فارق الأهداف، لا يقف إلى جوار لوتون، الذي يتأخر بفارق 12 هدفا عن نوتينجهام. كما تشهد تلك المرحلة أيضا مواجهة هادئة بين كريستال بالاس، صاحب المركز الثاني عشر برصيد 46 نقطة، وضيفه أستون فيلا، الذي ضمن التواجد في المركز الرابع، المؤهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم القادم. ويمتلك فريق المدرب الإسباني أوناي إيمري 68 نقطة، حيث يتقدم بفارق 5 نقاط على توتنهام. وفيما يتعلق بصراع الهدافين، فإن الأمر يبدو شبه محسوم للنرويجي إرلينج هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، للحصول على جائزة (الحذاء الذهبي) للموسم الثاني على التوالي. ويتصدر هالاند ترتيب هدافي المسابقة هذا الموسم برصيد 27 هدفا، متفوقا بفارق 5 أهداف على أقرب ملاحقيه كول بالمير، نجم تشيلسي.