لم يحصل جورجي خيسوس على الفرصة الكافية لتحقيق النجاح في فترته الأولى مع الهلال حين تولى تدريب الفريق في يونيو حزيران 2018 لكنه عاد بعد أربع سنوات ليقوده لاستعادة هيمنته محليا بتحقيق لقب الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم بعد بداية أثارت القلق لدى الجماهير. وتوج الهلال بالدوري للمرة 19 في تاريخه معززا رقمه القياسي بفوزه 4-1 على الحزم متذيل الترتيب اليوم السبت ليبتعد فريق المدرب خيسوس عن أقرب منافسيه بفارق لا يمكن تعويضه. ورفع الهلال، الذي فاز في 29 مباراة وتعادل مرتين ولم يتلق أي خسارة، رصيده إلى 89 نقطة بفارق 12 نقطة عن النصر صاحب المركز الثاني قبل ثلاث جولات على النهاية. وقاد خيسوس الهلال للمرة الأولى في الفترة من يونيو 2018 حتى إقالته في يناير كانون الثاني 2019 وحقق لقب كأس السوبر السعودية كما بلغ دور الثمانية في كأس الملك ونفس الدور في البطولة العربية للأندية وتصدر ترتيب الدوري بفارق ثلاث نقاط عن النصر. لكن المدرب البرتغالي، الذي قاد بنفيكا وفلامنجو وفناربخشه سابقا، عاد لتدريب الهلال في يوليو تموز 2023 خلفا للأرجنتيني رامون دياز بعد خسارة لقب الدوري لصالح الاتحاد. ولم تكن بداية خيسوس مع الهلال جيدة بعدما تعادل وخسر في أول مباراتين أمام الأهلي الليبي والسد القطري على الترتيب في البطولة العربية للأندية قبل أن يخسر النهائي أمام غريمه النصر. ومع انطلاق الدوري المحلي، ووسط ضغوط كبيرة لاستعادة اللقب بعد التعاقد مع أسماء بارزة أمثال نيمار وألكسندر ميتروفيتش وياسين بونو وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش وروبن نيفيز ومالكوم وكاليدو كوليبابي، استهل الهلال مشواره بفوز 3-1 على أبها قبل التعادل مع الفيحاء لتعود الانتقادات مجددا لأداء الفريق تحت قيادة خيسوس . ومنذ التعادل مع ضمك في الجولة السابعة في سبتمبر أيلول من العام الماضي، بدأ الهلال سلسلة انتصارات تاريخية بلغت 34 مباراة متتالية بكافة المسابقات قبل أن تتوقف بالخسارة أمام العين الإماراتي في دوري أبطال آسيا. وكانت إصابة نيمار مع البرازيل خلال مواجهة أوروجواي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026 في أكتوبر تشرين الأول الماضي بمثابة ضربة قوية للفريق، لكن خيسوس نجح في التكيف مع غياب البرازيلي ليصنع فريقا لا يمكن إيقافه محليا. ونجح خيسوس في صناعة فريقين للهلال ولم يؤثر تقدم الفريق في دوري أبطال آسيا ووصوله إلى الدور قبل النهائي على مشواره في المسابقات المحلية، إذ اعتمد أحيانا على الثنائي الدولي السعودي محمد العويس وحسان تمبكتي بدلا من بونو وكوليبالي في البطولة القارية إذ يمكن لكل فريق إشراك خمسة لاعبين أجانب فقط. وكان ميتروفيتش الأبرز في غياب نيمار، إذ سجل اللاعب الدولي الصربي 26 هدفا في الدوري ليحتل المركز الثاني في قائمة الهدافين بفارق سبعة أهداف عن البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم النصر. كما قدم الحارس الدولي المغربي بونو أداء جيدا ليحافظ على نظافة شباكه في 15 من 29 مباراة خاضها في الدوري مع الهلال هذا الموسم ليقود فريقه لتحقيق اللقب للمرة السادسة في ثماني سنوات. ورغم الفشل في دوري أبطال آسيا والخروج من الدور قبل النهائي على يد العين بعد الخسارة 4-2 في الذهاب قبل الفوز 2-1 الذي لم يكن كافيا للتأهل للنهائي، فإن الفريق بدا عازما على الهيمنة محليا حين توج قبلها بأول ألقابه بعد هزيمة الاتحاد في نهائي كأس السوبر السعودية. وبفوزه اليوم على الحزم، أضاف الفريق لقبه الثاني هذا الموسم بتحقيق 24 انتصارا على التوالي في الدوري ليحافظ على سجله خاليا من الهزائم في المسابقة حتى الآن قبل مواجهة النصر والطائي والوحدة. ويحظى الهلال بفرصة تحقيق الثلاثية هذا الموسم بعدما حسم لقبي الدوري وكأس السوبر السعودية، وسيواجه النصر في نهائي كأس الملك الذي لم يتم الإعلان عن موعده بشكل رسمي حتى الآن.