مع بداية فترة الانتقالات الصيفية وفي وسط زخم الصفقات العالمية التي تقاسمتها أندية الصندوق تمكن نادي الهلال إلى الوصول لاتفاق نهائي مع نادي زينت سان بطرسبرغ الروسي لشراء عقد الجناح البرازيلي مالكوم فيلبي سيلفا دي أوليفيرا، الصفقة التي لم ترضِ آمال جماهير الهلال ولم تحظَ بالهالة الإعلامية التي حظيت بها باقي صفقات الأندية السعودية ونادي الهلال، وبينما الإعلاميون وفلاشاتهم منشغلون بمطاردة كريستيانو رونالدو في النصر، وبنزيما في الاتحاد، وفيرمينو في الأهلي، ونيمار في الهلال، حضر مالكوم وحيدًا وفي قلبه الإيمان التام بأنه يستحق حصته من تلك الأضواء التي سلبتها منه شهرة أولئك النجوم. البداية كورينثيانز مالكوم لم يكن لاعبًا عاديًا طوال مسيرته فبدايته خير شاهد على موهبة حقيقية يمتلكها هذا البرازيلي، فمنذ سن مبكرة نجح مالكوم من بين 100 طفل بنفس عمره من اقناع مسؤولي نادي كورينثيانز البرازيلي لضمه للفريق الذي تألق معه وحظي بإشادة مدربه آنذاك البرازيلي مانو مينيزيس ليصبح لاعبًا رسميًا في الفريق الأول بحلول عام 2014، إلا أن مشاركته الرسمية الأولى كانت عام 2015 في الدوري البرازيلي ولأنه يمتلك الموهبة استطاع المشاركة مع فريقه البرازيلي في 73 مباراة سجل من خلالها 10 أهداف، لفت هذا التألق أنظار مسؤولي نادي جيروندان بوردو الفرنسي الذين لم يترددوا بطلب خدمات الموهوب مالكوم من نادي كورينثيانز لينتقل في يوم 31 يناير من العام 2016 للفريق الفرنسي الذي استمر معه مالكوم بتقديم مستويات رائعة كما أن طريقة لعب نادي بوردو مكنت فيلبي من إبراز مهاراته الفردية التي كانت العلامة الفارقة في مسيرته مع الفريق الذي مثله لثلاث مواسم لعب فيها 96 مباراة سجل من خلالها 23 هدفًا في مختلف المسابقات، وبسبب هذا التوهج الذي ظهر به مالكوم بموهبته الاستثنائية أصبحت الأندية العالمية تتقاتل من أجل الظفر بخدماته حيث خلق فيلبي صراعًا كبيرًا بين ناديي روما الإيطالي وبرشلونة الإسباني إلا أن الأخير نجح بكسب خدمات اللاعب في صفقة تجاوزت حاجز ال 40 مليون يورو، ليبدأ مالكوم مسيرته مع نادي برشلونة الذي مثله في 24 مباراة سجل من خلالها أربعة أهداف بجانب صناعته لهدفين، وبسبب الأسماء التي كانت تنافس مالكوم على المركز الأساسي لم يحظَ البرازيلي بفرصته للتألق مع الفريق الكتلوني، حيث بقي في كثير من المباريات على دكة البدلاء يتابع عثمان ديمبلي وفيلبي كوتينيو اللذين أخذا فرصة المشاركة الأساسية منه، إلا أن الجماهير الإسبانية لا تزال تتذكر المباراة التي لعبها مالكوم من أمام ريال مدريد في ذهاب قبل نهائي كأس ملك إسبانيا عندما شارك في التشكيلة الأساسية على حساب ليونيل ميسي، لينقذ البرشا من خسارة محققة بعد تسجيله لهدف التعادل في الدقيقة 58، إلا أن كل هذا لم يشفع لبقاء مالكوم مع نادي برشلونة الذي باعه في يوم 2 أغسطس 2019، لنادي زينيت سانت بطرسبرغ الروسي في صفقة مدتها خمس سنوات مقابل رسوم قدرها 40 مليون يورو مع متغيرات إضافية بقيمة 5 ملايين يورو، ليدخل قائمة أغلى اللاعبين الذين باعهم برشلونة على مدار التاريخ كرابع لاعب، مثل مالكوم الفريق الروسي في 109 مباراة، سجل من خلالها 42 هدفًا بجانب تقديمه ل 24 تمريرة حاسمة. شرارة البداية في يوم 26 يوليو من عام 2023 أعلن نادي الهلال عن تعاقده مع مالكوم بعقد يمتد لأربع مواسم وذلك حتى نهاية موسم 2026 / 2027، إلا أن الصفقة لم تحظ بشعبيتها لدى جماهير الهلال التي لم تعد تتطلع للاعبين عاديين مع زخم الصفقات العالمية الذي عاشته الكرة السعودية في تلك الفترة، إلا أن مالكوم كان له رأي آخر حيث أختار مباراة كلاسيكو الهلال والاتحاد والتي كانت الظهور الأول له بالقميص الأزرق لتكون شرارة البداية التي أعلن من خلالها أن شهرة الاسم لا تكفي أمام الموهبة الخالصة حيث استطاع تسجيل هدف الفوز لفريقه في دور ربع نهائي البطولة العربية للأندية 2023، ليكمل هذا التألق مع أول ظهور له في بطولة الدوري، حيث نجح في تسجيل هاتريك في شباك نادي أبها، في الجولة الأولى من المسابقة، وسرعان ما فاز مالكوم بقلوب الهلاليين بعد توهجه في العديد من المباريات المهمة للفريق خلال هذا الموسم كان آخرها تسجيله لهدف الفوز في مباراة الأهلي الأخيرة التي حسمت الدوري بشكل كبير لنادي الهلال، ولعب مالكوم خلال هذا الموسم في مختلف البطولات حتى الآن 48 مباراة واحده منها دخل كبديل سجل من خلالها 23 هدفا كما نجح بصناعة 11 هدفا، ويعد من بين اللاعبين الأكثر صناعة للفرص الخطيرة في بطولة الدوري بواقع 13 فرصة. الأبرز في الدوري كل هذا الأرقام كانت كفيلة بتغيير واقع البداية التي استقبلته بها الجماهير إذ يعد مالكوم الآن أبرز لاعب أجنبي في صفوف الأندية السعودية، بينما كان في بداية الموسم صفقة عادية وغير مرغوبة، مالكوم خرج من ظل الأسماء العالمية ليتوهج ويحجب ضوء تلك الأسماء، ويحصر منافسة بقية الأندية على المركز الثاني.