حقق ريادة أدبية وتواصلاً اجتماعياً وتفاعلاً ثقافياً أثار حضور القاص السعودي الكبير محمد الشقحاء للأمسية التي قدمها الدكتور عبدالله العمري في نقد النقد ضمن فعاليات وزارة الثقافة رغبتي في الكتابة عن هذا الأديب الذي يعد إحدى اللبنات التي قامت عليها القصة السعودية، وعلا بناؤها واشتد إلى أن أصبحت تتربع على قمة النتاج القصصي العربي، وجعلتني هذه الرغبة أبحث عن بعض ما كتبه الشقحاء على منصة إكس «x» فوجدته متابعاً للمشهد الأدبي، ومن آخر ما يشير إلى هذا ما كتبه الشحاء: «عندما عثرت على إعلان الشريك الأدبي مساحة أشجار عن قراءة الدكتور عبدالله العمري لكتاب ذاكرة النص للدكتورة حصة المفرح»، وكتب: «وأنا أنصت طرباً بثراء القراءة وتعليق الحضور وتحاورهم مع القارئ الدكتور عبدالله العمري والمحاور سعد الأنصاري تشاعلت بقول جان تاييه: (أول ما يتميز به النقد الأدبي في القرن العشرين هو بحثه عن هذا الجانب أو ذاك من جوانب العمل «الأدبي» وبشكل متعاقب). ثم انبثقت جملة جاك دريدا: «لا شيء خارج النص»، وبعد الأمسية كتب الشقحاء: «وصل.. تأثرت بملاحظة الدكتور عبدالله العمري المركزة على إعجابه المنقطع النظر على ما جاء في كتاب الدكتورة حصة بن زيد المفرح «ذاكرة النص.. توظيف التراث الأدبي في القصة القصيرة في الجزيرة العربية» الصادر عن دار أدب للنشر والتوزيع بالرياض الطبعة الأولى 1444 - 2023 في 252 صفحة». وهذه المقتطفات مما كتبه الشقحاء تؤكد على أنه ما زال أحد رجال الإعلام والرموز الكبيرة في كتابة القصة القصيرة والمتابع للحراك الأدبي، ومنصتاً وقارئاً ومتابعاً ومقتنياً لما يوصى به من قبل الكتاب والنقاد، إنه العشق والوفاء والانتماء للأدب العربي والسعودي والقصة على وجه الخصوص. قد تكون أمسية الدكتور العمري هي الأمسية الأولى أو الثانية أو قريب من ذلك التي حضرها الشقحاء، وقد أسدى لنا معروفاً كبيراً بهذا الحضور الذي جعل الدكتور العمري يوقف الأمسية ويفز من مقعده ليستقبل القاص القدير محمد الشقحاء ومرافقه الوفي الروائي أحمد السماري. أسدى لنا الشقحاء معروفاً بحضوره وجعلنا ننتبه إلى أن هناك تاريخاً ممتداً وأقلاماً سعودية نحتت في الصخر لترسيخ أحد الأجناس الأدبية، وأن تُوجد لها حضوراً وحبوراً ضمن المشهد القصصي العربي، حضور وليس بأي حضور! بل هو حضور ينشد القمة ويصل إليها فعلاً، ويستقر به المقام في هذه القمة. نحتاج ونحن نتحدث عن الشقحاء أن نورد شيئاً من سيرته الذاتية وأن نختصرها لأنها تحتاج إلى صفحات عدة لتناولها كاملة، وقد اعتمدنا في نقلنا على ما جاء في موقع الاثنينية الموثوق. محمد المنصور الشقحاء من مواليد مدينة الرياض، في عام 1366ه. النشاط الأدبي: * كتب المقال والقصة القصيرة والشعر منذ عام 1384ه. * ساهم في تأسيس نادي الطائف الأدبي عام 1395ه. * عضو بنادي القصة السعودي بالرياض. * حاضر وشارك في العديد من اللقاءات المنبرية في الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون. إنتاجه: * البحث عن ابتسامة (قصص). * معاناة (شعر). * بقايا وجود (شعر). * حكاية حب ساذجة (قصص). * مساء يوم في آذار (قصص) * انتظار الرحلة الملغاة (قصص). * الزهور الصفراء (قصص). * قالت إنها قادمة (قصص). * مقاطع من أوراق عاشق (شعر). * الغريب (قصص). * الانحدار (قصص). * الرجل الذي مات وهو ينتظر (قصص). * الطيب (قصص). * قصائد من الصحراء (مختارات شعرية). * نادي الطائف الأدبي مسيرة وتاريخ. * تحفة اللطائف في فضائل الحبر ابن عباس ووج الطائف (تأليف ابن فهد) تعليق ومراجعة بمشاركة الأستاذ محمد سعيد كمال. * الشعر (كتاب دوري) بمشاركة الأستاذ علي حسن العبادي. * القصة (كتاب دوري). * نماذج من القصص السعودية. * مقالات في الأدب (كتاب دوري) بمشاركة الأستاذ علي حسن العبادي. دراسات عن أعماله: * قراءة في أدب الشقحاء (الدكتور عبدالقادر كراجة - الطائف). * قراءة في بعض أعمال القاص محمد الشقحاء (إبراهيم بن سلطان - تونس). * عالم الشقحاء القصصي (الدكتور محمد الصادق عفيفي وآخرون). * سيرة ذاتية وانتقائية في أدب محمد الشقحاء (محمد سعد الثبيتي - الطائف). هنا مختصر يعطينا فكرة ولمحة بسيطة عن أي أديب نتحدث، وعن أي تاريخ أدبي نتناول. الشقحاء جعلني أتوجه بالسؤال للدكتور عبدالله العمري، ليقول لنا شيئاً عن ذلك الرجل القامة والقيمة الذي فز له العمري وبقية الحضور ترحيباً وتهليلاً وإكراماً لوفادته. قال الدكتور العمري: «أما الجانب العاطفي والقيمي فأنتم تعلمون أن احترام كبيرنا طبع أصيل في المجتمع وكذلك هو معلوم من الدين. أما من جانب التحليل الاجتماعي المرتبط بعلم الاجتماع والذي يراعي ما ذكر سابقاً من دين وعرف، فهو كذلك يأتي وفق مبدأ المكانة والموقع في المؤسسة الأدبية والتي تكون جزءاً من البناء الثقافي العام، فالكاتب يعتبر المحور الأول والعنصر الأهم من عناصر المؤسسة الأدبية والمشتملة على مجموعة عناصر منها الكاتب والمؤسسة الأدبية النظامية والمراقب والناقد والقارىء والوسيلة». ونجد أن الكاتب المؤسس ينطبق على كاتبنا القدير محمد الشقحاء في جانب القصة، وجوانب عدة أخرى منها الدراسات النقدية والإدارة الأدبية وغيرها، وبذلك يكون الشقحاء أحد أهم الأسماء في بنيان الأدب السعودي، ورمزاً من رموز القصة بشكل خاص، وهو بذلك يحقق ريادة من عدة جوانب من حيث الفعل الأدبي والتواصل الاجتماعي والتفاعل الثقافي، ويعد قيمة إنسانية على المستوى الشخصي بامتداد تجربته ورسوخها وشهرتها، وعلى المستوى الشامل من حيث وجوده ضمن المنظومة الثقافية والأدبية في المشهد السعودي الذي يعيش حالة من الانبعاث الثقافي اللافت في الفترات الأخيرة وفق عملية ثقافية أدبية تديرها وزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة. محمد الشقحاء في أحد اللقاءات الثقافية محمد الشقحاء داخل مكتبته