بعد مرور ثماني سنوات على رؤية 2030، ماذا يعني انخفاض معدل البطالة لإجمالي السعوديين حيث بلغ 7.7 % للربع الرابع من عام 2023 رغم ما يشهده الاقتصاد العالمي؟ وما المتوقع للرؤية السعودية خلال الست سنوات المقبلة، وهي التي تمضي سريعاً لتحقيق مستهدفاتها؟ وكيف ساهمت إصلاحات القيادة في الدفع بالرؤية لتحقيق مستهدفاتها..؟، هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها عضو مجلس الشورى نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان الدكتور هادي علي اليامي، ويؤكد أن انخفاض البطالة جاء نتيجة طبيعية للتخطيط الاقتصادي السليم، فبالإضافة إلى إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للكوادر الوطنية المتميزة فقد اهتمت القيادة بترقية مهارات الشباب وزيادة معارفهم لتمكينهم من المنافسة في سوق العمل، وذلك عبر زيادة ابتعاث الشباب للدراسة في أرقى الجامعات بالخارج، إضافة إلى البرامج التدريبية الرفيعة داخل المملكة وخارجها، وبالنسبة للمتوقع خلال الست سنوات فكل المؤشرات توضح تماما أن المملكة في طريقها لتصبح قوة اقتصادية عالمية مؤثرة، ومن ذلك ما نراه من زيادة إقبال رأس المال الأجنبي على العمل في السعودية، إضافة إلى أنها أصبحت أسرع دول مجموعة العشرين نموا، بعد أن حازت مكانة رفيعة بين الأمم، وارتفع تصنيفها لدى المؤسسات المالية الدولية، ويشير اليامي إلى أن ولي العهد اهتم بتحقيق إصلاحات كثيرة كان لا بد منها لضمان تنفيذ برامج الرؤية بالشكل اللازم، منها الحملة المتواصلة على الفساد المالي والإداري لاسترداد أموال الدولة، وتحقيق العدالة وترشيد الإنفاق. كما أنجزت السعودية أكبر نهضة تشريعية في تاريخها واستكملت منظومتها التشريعية بسلسلة من القوانين لحديثة التي تواكب العصر وتفي بالاحتياجات مما جعلها قبلة للمستثمرين الأجانب الذين يأمنون فيه على أنفسهم وأموالهم. وقال عضو مجلس الشورى إن المملكة قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ مخرجات الرؤية وبدأت أولى ثماره في لظهور وذلك لسبب رئيس هو أن الرؤية لم تكن مجرد أمنيات وأحلام، بل كانت رصدا دقيقا للواقع، ومعرفة بالإمكانات، لذلك فقد تم وضع أهدافها بدقة متناهية ووفق آجال زمنية محددة، والحمد لله فقد تم إنجاز كثير من هذه الأهداف قبل التواريخ المحددة، وهذه ثمرة التخطيط العلمي السليم والتنفيذ الذي يلتزم بتحقيق الأهداف في أوقاتها، وحول مكامن القوة التي اعتمدت عليها الرؤية السعودية أجاب الدكتور اليامي: أبرز مكامن قوة الرؤية هي أنها تترجم تماما تطلعات السعوديين وتلبي رغباتهم، لذلك انخرطت كافة قطاعاتهم في تنفيذها بمنتهى الحماس والرغبة في الإنجاز وهو ما أطلق عليه صحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - وصف "الشغف". كذلك من أبرز مكامن قوة الرؤية هو أنها جاءت بمثابة وصفة شاملة لإصلاحات متعددة يحتاجها مجتمعنا في كافة جوانبه. لذلك يمكن القول إنها جاءت من داخل الشعب ونبعت من احتياجاته وتطلعاته، ويؤكد اليامي أن التفاعل الشعبي الواضح والايمان بالرؤية هو كلمة السر فيما تحقق من إنجازات في برامج الرؤية، فقد تحققت العديد من الإنجازات والمشاريع قبل الآجال المرصودة لها، ودخلت مشاريع جديدة في دورة الاقتصاد وبدأت إضافتها الإيجابية للناتج المحلي الإجمالي، لذلك فإن هذا التفاعل الكبير مع مخرجات الرؤية سوف يكون له دور كبير في تسريع إنجازات بقية المشاريع، ولفت اليامي إلى أن الرؤية أولت اهتماما كبيرا بالتحول إلى الاقتصاد المستدام وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل لتجنب تقلبات الأسواق، واستنهاض المصادر الاقتصادية الأخرى، وتعزيز قطاع السياحة وتطوير الصناعة لتنويع مصدر الدخل. بلادنا ولله الحمد تنعم بثروات أخرى هائلة وسيكون لاستغلالها بالصورة المثالية دور كبير في تعزيز مكانتها وترقية معيشة شعبها.