إن رأيت يوماً في حياتك ما يدعو للأسى والتعب فاعلم أن رقصة التحدي قد وضعت أمامك فما الحياة إلا جسور يتم عبورها وقد لا تعلم سرها إلا بعد حين.. إذا كنت تمتلك ابتسامة صادقة وقلباً نظيفاً وتعاملاً حسناً ونفساً مرحة وكلمة طيبة وقلباً مطمئناً راضياً بما يكتبه الله فأنت أسعد الناس ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك.. وإن الآجال والأرزاق بيد الله هكذا تعيش أجمل سعادة حياتك، الحياة لن تكون أفراحاً دائمة ولا أحزاناً دائمة (ابتسم للحياة تبتسم لك). في ظل الخوف والهلع لا بد أن نؤمن بالقدر خيره وشره ما أخطأك لم يكن يصيبك وما أصابك لم يكن يخطئك، نمشي على كف القدر ولا ندري عن المكتوب؛ يجب أن نعيش كيف نحيا أيامنا وأعمارنا قصيرة، والزَّمن أصبحت فيه الثانية كالدقيقة، والدقيقة كالساعة، والساعة كاليوم، واليوم كالشهر، والشهر كالسنة وهكذا سرعة الأيام تسير لنا (إلى المجهول) بالأمس كان الشاب يافعاً في الحارة، واليوم على أبواب أرذل العُمر. هكذا يتدحرج بنا الزمن حياتنا اليوميه مملوءة بالمفاجآت يوم فيه الفرح والسرور وآخر فيه الحُزن والكآبة، ولكن هكذا الدهر يوم لك ويوم عليك، ويوم كفاك الله شره من مكملات الحياة، فهم الوجود والمحيط به والغاية من الحياة. وظيفة الحياة، وغايتها تنتمي إلى الخير والحُب والجمال والكمال والزهر والماء والشجر والثمر والطير والحيوان، ولكل دوره ووظيفته، هكذا تتكامل عناصر الحياة. وتتكامل الأدوار فيها. غاية الحياة هي: الاستمرارية والتعاقب: تعاقب الأجيال ولكل جيل له دوره في عمارة الكون وبقائه. لإرادة التقدم والبقاء والمساهمة والتعاون والمشاركة، لأن طبيعة الحياة طبيعة جمعية، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش لوحده، وهكذا فأصل الوجود ينتمي للأنا الجمعيّ وأدبياته في احترام الآخر وحقوقه ووجوده ومشاركته.. ولا تقاس الحياة بالأنا الفرديّ النفعي، بل للجميع وخيره للجميع. الحياة والبقاء، ومستلزمات ذلك في الإقبال على الحياة، والعمل. كل الحضارات الراقية التي قامت في العالم حملت عناوين: كيف تعيش سعيداً في الحياة لم تقم حضارة عبر ثقافة الإقصاء والإلغاء، والاستئثار، والأنا الفردي النفعي، وكم من الريادات أدت دوراً إيجابياً في بيئاتها ومجتمعاتها، وأسست لمسارات في الاقتداء والقدوة. في الحياة يكون الفرد والمجتمع، قدوة بذلك تبنى الأوطان ويتقدم العارفون، والقادرون، وفي غير ثقافة الحياة ونظامها تعم الفوضى، والضياع، وكلٌّ يذهب بما يريد، تكامل عناصر الحياة ومكوناتها ينتج عنها للجميع حياة كريمة وحياة سعيدة للفرد والمجتمعات.