سجلت وكالة الأرصاد الجوية في تايون 96 هزة ارتدادية منذ مساء الاربعاء وحتى وقت مبكر من صباح امس، بعد الزلزال الذي ضرب الجزيرة وبلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر. وأوضحت الوكالة - في بيان امس وفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) - أن مراكز جميع الهزات الارتدادية وقعت في المنطقة الساحلية بمحافظة هوالين والمياه القريبة، حيث بلغت أقصى شدة للهزات 4 درجات. ووفقًا للمعلومات الصادرة عن وكالة إدارة الكوارث الطارئة في الجزيرة وتقارير وسائل الإعلام، تسبب الزلزال في إلحاق أضرار طفيفة نسبيًا في مناطق أخرى غير هوالين، في حين أنه ارتفع حصيلة الضحايا في هوالين ، إلى 9 أشخاص وإصابة أكثر من 1000 شخص، وهناك 101 شخص محاصر و34 مفقودًا . وقال مسؤولون إن الزلزال هو الأقوى الذي يضرب الجزيرة منذ عقود، وحذروا من احتمال وقوع المزيد من الهزات في الأيام المقبلة. وقال وو تشين فو مدير مركز تايبيه لرصد الزلازل إن "الزلزال قريب من اليابسة وضحل. شعر به السكان في كل أنحاء تايوان وفي الجزر". ويبدو أن معايير البناء الصارمة والتوعية الواسعة من كوارث ساهمت في تفادي كارثة كبرى في الجزيرة التي كثيرا ما تتعرض لزلزال لوقوعها قرب تقاطع اثنتين من الصفائح التكتونية. وقال وو إن الزلزال هو الأقوى منذ ذلك الذي ضرب الجزيرة بقوة 7,6 درجات في سبتمبر 1999 موديا بنحو 2400 شخص في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الجزيرة. والزلزال بقوة 7,4 درجات الأربعاء ضرب قبيل الساعة 8,00 صباحا بالتوقيت المحلي (00,00 ت غ) وحدد المركز الأميركي للمسح الجيولوجي مركزه على مسافة 18 كيلومترا جنوب مدينة هوالين وعلى عمق 34,8 كيلومترا. وقتل ثلاثة أشخاص كانوا ضمن مجموعة من سبعة أشخاص على طريق للتنزه في التلال المحيطة بالمدينة، بعدما سحقتهم صخور انهارت بسبب الزلزال، بحسب مسؤولين. وقتل سائق شاحنة بعدما جرف انهيار أتربة عربته لدى اقترابها من نفق في المنطقة. ولم يحدد المسؤولون على الفور ظروف مقتل الضحايا الآخرين مؤكدين أن جميعهم قضوا في مقاطعة هوالين. وأفادوا بارتفاع عدد الجرحى إلى 736 شخصا من دون تحديد خطورة الإصابات. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور من أنحاء البلاد أظهرت مبان كانت تتمايل مع وقوع الزلزال. وعرض التلفزيون المحلي صورا مؤثرة لمبان متعددة الطوابق مائلة في مدينة هوالين وأماكن أخرى بعد انتهاء الزلزال، فيما انهار مستودع في مدينة نيو تايبيه. وأكد رئيس بلدية المدينة انتشال أكثر من 50 ناجيا من أنقاض المبنى. كما عرض التلفزيون مشاهد تظهر جرافات تزيل الصخور على الطرق المؤدية إلى مدينة هوالين الساحلية المحاطة بالجبال والتي تعد نحو 100 ألف شخص، بعدما قُطعت بسبب انزلاقات تربة. وقال رجل في هونالين لقناة إس إي تي التلفزيونية "كان زلزالا عنيفا، اهتزت اللوحات على جدران منزلي ووقع جهاز التلفزيون وخزانة المشروبات". وطلبت الرئيسة تساي إنغ وين من الحكومات المحلية والمركزية التنسيق في ما بينها وقالت إن الجيش الوطني سيقوم بتقديم المساعدة. وفي تايوانواليابان والفلبين، أعلنت السلطات في البداية تحذيرات من تسونامي قبل أن ترفعها قرابة العاشرة صباحا (02,00 ت غ). وقال مركز الإنذار المبكر من التسونامي في المحيط الهادئ إن التهديد "انتهى إلى حد كبير". وفي العاصمة التايوانية توقفت خدمة المترو لفترة وجيزة واستؤنفت خلال ساعة. وتلقى الأهالي رسائل من مسؤوليهم المحليين تنبههم إلى ضرورة التحقق من أي تسرب للغاز. وكثيرا ما تتعرض تايوان لزلازل نظرا إلى وقوع الجزيرة قرب تقاطع صفيحتين تكتونيتين، فيما تسجل اليابان المجاورة حوالى 1500 هزة كل عام. وعلى الجانب الآخر من مضيق تايوان، قال مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مقاطعة فوجيان في شرق الصين المحاذية لغوانغدونغ جنوبا، وفي أماكن أخرى إنهم شعروا أيضا بهزات قوية.