تمكّنت منظمة الصحة العالمية من إيصال أكثر من 50 طناً مترياً من الإمدادات الطبية إلى مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة في السودان، التي من المتوقع أن تخدم حوالي 830 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في جنوب السودان الدكتور همفري كاراماجي: إن الخدمات اللوجستية تؤدي دوراً حاسماً في الاستجابة لحالات الطوارئ، مضيفاً يجب أن تكون لدينا قدرة لوجستية قوية لضمان التسليم السريع للإمدادات إلى المناطق المتضررة. ويشمل ذلك وجود شبكات نقل قوية ومخزونات ونظام توزيع فعال. وتضمنت هذه الإمدادات مجموعات أدوات الطوارئ الصحية المشتركة بين الوكالات، وأدوات فحص الكوليرا وعلاجها، وأدوات إدارة الحصبة والأمراض غير المعدية، والمضاعفات الطبية المرتبطة بسوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال دون سن الخامسة، وأدوات إدارة الصدمات والجراحة الطارئة. يذكر أن هذه المرة الثانية التي يتمكن فيها مكتب المنظمة في جنوب السودان من تسليم المساعدات إلى السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023. من جهة أخرى وجهت النيابة العامة السودانية التابعة لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام لرئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك الذي انقلب عليه الجيش في العام 2021 والذي يدعو إلى مفاوضات لإنهاء الحرب في السودان. وقال التلفزيون الرسمي السوداني إن النيابة العامة "قيدت بلاغا" ضد رئيس وزراء الحكومة المدنية السابق عبدالله حمدوك وخمسة عشر آخرين بينهم قيادات حزبية وصحفيين تتهمهم فيه ب"تقويض الدستور وإثارة الحرب ضد الدولة" وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام. ويقيم حمدوك الذي كان أول رئيس وزراء مدني في السودان بعد الإطاحة في العام 2019 بالحكم العسكري الذي قاده عمر البشير لمدة ثلاثين عاما، خارج السودان منذ الانقلاب الذي قاده البرهان ضد حكومته بالتعاون مع نائبه السابق وعدوه الحالي الفريق محمد حمدان دقلو. كما يقيم جميع الذين وجهت إليهم اتهامات خارج السودان كذلك. ومنذ عدة أشهر يجري حمدوك اتصالات مع أطراف سودانية وإقليمية من أجل وقف الحرب في السودان عبر التفاوض. وتوصل حمدوك في إطار هذه المساعي إلى اتفاق مع دقلو على بدء مفاوضات لإنهاء النزاع الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وأجبر الملايين على الفرار ودفع الدولة التي تعاني من الفقر إلى حافة المجاعة. وتأتي هذه الخطوة من جانب معسكر البرهان ضد حمدوك بعد أن أعلن مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص إلى السودان توم بيرييلو نهاية الشهر الماضي عن أمله الثلاثاء باستئناف طرفي النزاع في السودان الحوار بعد رمضان والعمل لمنع اندلاع حرب إقليمية أوسع، رغم فشل المفاوضات السابقة. ولم تسفر جولات محادثات سابقة جرت في مدينة جدة السعودية سوى عن تعهدات عامة بوقف النزاع في السودان الذي كان يشهد مرحلة صعبة من الانتقال إلى الديموقراطية.