أيام الذروة.. وموسم جني الأرباح.. عبارتان يمكن أن تطلق هذه الأيام، على واقع أسواق مكةالمكرمة بشكل عام والمنطقة المركزية بشكل خاص، حيث تعيش موسما حقيقيا من الحراك التجاري، مسجلة أعلى معدلات التصريف في منافذ البيع، في أغلب القطاعات التجارية العاملة. وكشفت جولة «الرياض»، في أسواق مركزية مكةالمكرمة وبقية الأحياء القريبة منها أن أربعة أنشطة هي المستهدفة وتشهد إقبالاً لافتاً، من قبل قاصدي بيت الله الحرام من المعتمرين من داخل المملكة ومن خارجها، وهي المطاعم بجميع أنواعها السريعة والشعبية والعالمية، إضافة إلى قطاع الاتصالات والمواد الغذائية، والحلاقة، والملابس، وتحويل العملات. وفي ظل التدفق اليومي لمئات الآلاف من قاصدي بيت الله الحرام من مصلين ومعتمرين لأداء صلاة القيام ولأداء عمرة رمضان، تحولت أسواق المنطقة المركزية إلى أسواق لا تنام وتعمل على مدار الساعة، حيث رفعت إدارة المؤسسات والشركات أعداد العمالة والمشرفين لمواجهة حجم الطلب المتزايد هذه الأيام. وتحيط بساحات الحرم المكي عدة أسواق مركزية مغلقة هي أسواق وقف الملك عبدالعزيز ويضم نحو 4000 محل تجاري، وأسواق مكة ويتكون من ثلاثة أدوار تجارية تحتضن قرابة 400 محل تجاري و85 ركنا لأنشطة تجارية متنوعة وأسواق جبل عمر، وتضم أكثر من 300 محل لتجارة التجزئة إضافة إلى أسواق أبراج الصفوة. وقال لطفي أيوب «بائع» إن العشر الأواخر هي الموسم الأفضل على مدار العام مع العشر الأولى من ذي الحجة وهي زبدة الموسم على حد تعبيره وأضاف: أن هاتين الفترتين هما المورد الأهم لتوفير مصروفات إيجارات المحلات وتكاليف التشغيل والعمالة لأغلب القطاعات التجارية في أسواق المركزية التي تتميز محلاتها بأنها مرتفعة جداً من حيث الإيجارات قياساً ببقية المواقع الأخرى، حيث يتراوح إيجار المحل بمساحة ما بين 20 إلى 30 متر2 ما بين 250 إلى 3000 ألف ريال وتزيد في بعض المواقع. وفي الوقت نفسه فرياح الانتعاش التجاري التي تعيشه العاصمة المقدسة، قد هبت نفحاتها على بقية الأسواق القريبة من مكةالمكرمة سواءً الشعبية مثل أسواق العتيبية أو السواق التجارية المركزية المغلقة. محلات قطاع تحويل العملات بدت «للرياض» أمس وكأنها تعيش موسما حقيقيا لجني الأرباح، في ظل التدفق الكبير للمعتمرين من الخارج، حيث الارتفاع على طلب الريال السعودي من قبل المعتمرين، فيما سجل المعتمرون الأفارقة وخاصة معتمري دول المغرب ومصر ودول غرب ووسط أفريقيا الأكثر تردداً على محلات تحويل العملات طلباً للريال السعودي لتوفير العملات لإدارة مصاريف رحلة العمرة. المطاعم المتخصصة في تقديم الأكلات الآسيوية والمصرية والأفريقية تشهد هي الأخرى حالة واضحة من الحراك التجاري، حيث يحرص المعتمرون المصريون والباكستانيون والأفارقة إلى تناول أكلاتهم الشعبية التي يفضلونها على وجبات المطاعم العالمية. في منحى متصل أظهرت «جولة الرياض» أن ثمة قطاعات تجارية في مكةالمكرمة وخاصة في المنطقة المركزية قادرة على توظيف آلاف الوظائف للسعوديين والسعوديات كوظائف دائمة وليست موسمية وهي أسواق التمور، والساعات والذهب والفضة والإكسسوارات، ومواد التجميل، والعطور، والبخور، والسبح والهدايا والسجاد والملابس والمطاعم والمقاهي وتحويل العملات والحلاقة. تدفق كبير للمعتمرين من الخارج