يدخل أهل الجنة على أكمل صورة وأجملها على صورة أبيهم آدم عليه السلام، فلا أكمل ولا أتم من تلك الصورة والخلقة التي خلق الله عليها أبا البشر آدم، فقد خلقة الله تعالى بيده فأتم خلقه وقد خلقه الله طويلاً كالنخلة السحوق، طوله في السماء ستون ذراعا، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله قال: (خلق الله عز وجل آدم على صورته ستون ذراعا فلم يزال الخلق ينقص بعده)، وإذا كان خلقهم الظاهري متفق فكذلك خلقهم في باطنهم واحد نفوسهم صافية وأرواحهم طاهرة زاكية، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة في الحديث الذي يصف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم دخول أهل الجنة ومنهم الزمرة الذين يدخلون الجنة نورهم كالبدر قال: (أخلاقهم على خلق رجل واحد صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء) ومن جمال صورتهم أنهم يكونون جرداً مرداً كأنهم متكحلون وكلهم يدخل الجنة في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء ثلاث وثلاثين، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يدخل أهل الجنة جرداً مرداً، كأنهم متكحلون، أبناء ثلاث وثلاثين)، وأهل الجنة كما جاء في حديث أبي هريرة في الصحيحين (لا يبصقون ولا يتمخطون، ولا يتغوطون) وأهل الجنة لا ينامون فقد جاء حديث جابر بن عبدالله وعبدالله بن أوفى أن رسول الله قال: (النوم أخو الموت ولا ينام أهل الجنة)، ونعيم أهل الجنة أيضاً غيب موعود ومتاع الدنيا واقع مشهود الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها يسقون من رحيق مختوم متكئين على أرائك منصوبة على أطراف أنهار مطردة بالخمر والعسل ومحفوفة بالغلمان والولدان مزينة بالحور العين من الخيرات الحسان كأنهن الياقوت والمرجان آمنات من الهرم مقصورات في الخيام ثم يطاف عليهم وعليهن بأكواب وأباريق ولا تحل الفجائع بمن نزل بفناء الجنة وينظر فيها إلى وجه الملك الكريم، وقد أشرقت في وجوههم نضرة النعيم، كما لا يرهقهم قهر ولا ذلة، بل عباد مكرمون آمنون متمتعون. (كتاب النار والجنة، الطريق إلى الجنة)