هل نلتقي بالحيوانات في الجنة؟ نعم، في الجنة من الطيور والدواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى فيما يناله أهل الجنة من النعيم (ولحم طير مما يشتهون وحور عين)، وأخرج أبو نعيم في الحلية والحاكم في مستدركه عن ابن مسعود قال: "جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: يا رسول الله هذه الناقة في سبيل الله فقال:" لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة ". فهذه الأدلة تشير إلى وجود الدواب والطيور في الجنة ولا يعلم حقيقة صفتها إلا الله تعالى، فالطيور والخيل والإبل التي في الجنة لا تتفق مع ما في الدنيا إلا في الأسماء فقط، ولا نعلم إلا أنها ستكون في غاية الجمال والبهاء لأنها من أنواع النعيم الذي أعده الله تعالى لأوليائه في الجنة، وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم بأن (فرس الجنة من ياقوتة حمراء)، ويطير بصاحبه حيث يشاء، وقال الله: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}[الواقعة:21] دل على أن فيها طيوراً ويدل على أن الإنسان يمر الطائر فإذا اشتهاه الإنسان ينزل مشوياً طيباً يأكله الإنسان. ومن الحيوانات التي ستدخل الجنة هي الحيوانات التي يحبها الناس لجمالها الأخّاذ، وصوت غنائها المبهر، وقد جاء ذكر وجودها بالجنة في الأحاديث وعن أنس قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر؟ قال ذاك نهر أعطانيه الله، يعني في الجنة، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر قال عمر: إن هذه الناعمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكلتها أنعم منها)، وهي: الإبل، والثور وقد أعدّه الله تعالى طعاماً لأهل الجنة، ورد في السنة حديث يدل على أن الغنم من الحيوانات الموجودة في الجنة ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة)، والحوت والدليل على ذلك (أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت). (الموسوعية العقيدية لمجموعة من الباحثين، كتاب لامية ابن تيمية)