بتعادل منتخبنا الوطني مع المنتخب الطاجيكي، وصلنا للنقطة العاشرة، الأمور رقميا لم تحسم، لأن الطاجيك لهم الآن 5 ومتبقي لهم مباراتين ويمكنهم الوصول إلى النقطة 11، بينما الشقيق الأردني لديه الآن سبع نقاط بعد فوزه العريض جدا على الباكستان ب7 أهداف نظيفة، ومتبقي له مباراتان أحدهما معنا، وبالتالي يمكن أن يصل إلى النقطة ال13، ونحن يلزمنا بهذه الحالة للتأهل رسميا إلى نقطتين، ستكون 3 في حال فوزنا على باكستان، إذا بنسبة 95% ضمنا التأهل، للدور الثاني من تصفيات كأس العالم 2026 إن شاء الله. مباراة منتخبنا مع طاجيكستان، وتعادل مثير سجله الطاجيك في الدقيقة 81، أثارت في نفسي عدة ملاحظات حول السيد مانشيني مدرب منتخبنا الوطني، رغم إعجابي ودعمي له، لكن واضح أنه بدأ باتباع النهج الإيطالي القديم مع منتخبنا الوطني، الطليان سواء يلعبون على أرضهم أو خارجها، حين يتقدمون بهدف يبدؤون بالإغلاق، وترك الملعب للخصم، ويلعبون على المرتدات السريعة الخاطفة، وهذا الأسلوب الإيطالي حقيقة نفع في كثير من الأحيان مع منتخبات أخرى مثل الباراجواي وأندية قوية مثل السيتي مع مانشيني نفسه، رغم أنه في العقد الأخير فشل مع الطليان أنفسهم، وبالتالي نحتاج إلى جردة حساب بسيطة حول هذا الأسلوب، الذي جعلنا نلعب مع الطاجيك ذهابا وإيابا على فارق الهدف الواحد، وعدم بقائنا عليه في مباراة الإياب. باراجواي ليست من الفرق القوية في أمريكا اللاتينية، وبالتالي حين طبقت الأسلوب الإيطالي مع منتخبات أمريكية عنيفة قوية فنية كالبرازيل والأرجنتين والأرجواي، استفادت واوجدت تقنية خاصة لها تواجه الفروقات الفنية مع المنتخبات الأخرى، كذلك المان سيتي مع مانشيني في لقبه الأول حين صارع الأرسنال وليفربول واليونايتد، لكن هل الحال نفسه مطابق مع منتخبنا الأخضر في تصفيات كاس العالم أو في آسيا؟ هل هو نفس الأسلوب الذي كان سبب في خروجنا من نهائيات اسيا في قطر؟ حقيقة الأمر مختلف تماما، لان منتخبنا في آسيا يعتبر من المنتخبات القوية جدا جدا، وبالتالي المنتخبات الأخرى هي التي تعدل من خططها حين تواجه السعودية، وفعليا لم نكن بحاجة إلى مباراة متحفظة مغلقة مع الطاجيك على أرضنا وبين جمهورنا، وكان الأفضل لو فتحنا اللعب واستفدنا من قوتنا الهجومية وأجنحتنا القوية جدا، وكانت النتيجة لن تقل عن 3 أهداف، لكن تعادل بأسلوب إيطالي، لغاية الآن مع منتخبنا يمكن القول إنه لم يقدم ما نريده فعليا، غير أنه أيضا هنالك وجهة نظر أخرى لا بد من طرحها في هذا المجال. مانشيني وإدارة المنتخب، يعلمون جيدا أن مسيرة التأهل إلى الدور الثاني بعد الفوز على الأردن في العاصمة عمان، أصبح شبه مؤكد، وبالتالي أن تترك منتخبك يلعب بأسلوب مرتاح هجومي، ثم حين تنتقل إلى الدور الثاني ونبدأ بمواجهة اليابان كوريا أسترالياإيرانالعراقسوريا...الخ، فأنت مع هذه الفرق تحتاج إلى نوع من التوازن، ولو فرضنا بتمني إن شاء الله أننا تأهلنا إلى كأس العالم، فأنت تذهب إلى منتخبات أقوى في بطولة خاصة النقطة تفرق فيها، وهذا يشكل إرباك للاعبين وخفض مستوى انسجامهما معا، حين تغير خطتك من دور إلى دور، ناهيك عن الفترة الطويلة التي تلزم التصفيات، والإصابات والإرهاق وسوء التوفيق في بعض الأحيان. هل يمكننا إذا القول، إن مانشيني يريد أن يعود لاعبيه على الأسلوب الإيطالي المتعب للخصوم، ومنذ الآن، يبدأ مع فرق أقل من مستوانا الفني واللاعبين والإمكانيات، ثم يؤسس أسلوبا جديدا في الكرة السعودية، إيطالي مطور، يمكنه من تحقيق نتائج أفضل في كأس العالم، لأن إيطاليا فشلت في التأهل لبطولتين سابقتين وبنفس الأسلوب، واحد النسخة كانت مع مانشيني نفسه، لهذا فإن استنساخ الإيجابيات من الأسلوب الإيطالي هو ما نريده، التنظيم الانضباط والإغلاق الدفاعي المحكم، هكذا أسلوب هو ما نطمح إليه لكي نتأهل مرة أخرى إلى الدور الثاني بل والمربع النهائي لكأس العالم بإذن الله تعالى.