طلبت أوكرانيا من حلفائها الغربيين أن يسلّموها مساعدات إضافية وبشكل أسرع. لكن في بروكسل كما في واشنطن، أعاقت الانقسامات السياسية تسليم كييف أسلحة ومساعدات في الأشهر الأخيرة. من جهته، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء أن دفاعا قويا مضادا للطائرات سيساهم في «إنقاذ آلاف الأرواح» وتقليل الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية في أوكرانيا ومساعدة الجنود على الجبهة. ودعا كوليبا الدول التي تملك منظومات صواريخ باتريوت إلى إرسالها لأوكرانيا التي سُلّمت أول بطارية من هذا الطراز في أبريل 2023. وأكد أن روسيا كثفت أخيرا هجماتها الجوية إذ أطلقت، وفقا له، 190 صاروخا وألقت 700 قنبلة موجهة في الفترة الممتدة من 18 إلى 24 مارس. وشدد الوزير على أن «الهجمات الروسية الحالية تتميز بالاستخدام المكثف للصواريخ البالستية التي يمكن أن تصل إلى هدفها بسرعة كبيرة، ما يترك القليل من الوقت للمدنيين للاحتماء». إلى ذلك أسقطت القوات الأوكرانية 26 مسيّرة أطلقتها روسيا باتجاه شرق البلاد وجنوبها ليل الأربعاء الخميس، على ما أعلن مسؤول كبير في الجيش. وأفاد قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليتشتشوك على تلغرام صباح الخميس «أطلق الجيش الروسي 28 مسيّرة هجومية من نوع +شاهد-136/131+» خلال الليل من منطقتَي كورسك وكيب تشودا الروسيتين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. وأوضح أن «ستة وعشرين» من هذه الطائرات المسيرة «دُمرت» في مناطق أوديسا (جنوب) وخاركيف (شرق) ودنيبروبتروفسك (شرق) وزابوريجيا (جنوب) من دون أن ييفيد بوقوع إصابات أو أضرار. كذلك، أطلقت موسكو ثلاثة صواريخ كروز من طراز كاي إتش-22 وصاروخا مضادا للرادار من طراز كاي إتش-31 بي فضلا عن صاروخ أرض جو من طراز إس-300 باتجاه أوكرانيا خلال الليل، بحسب المصدر نفسه الذي لم يقدّم تفاصيل إضافية في هذا الصدد. والأربعاء خلال النهار، أسفر قصف روسي على مناطق أوكرانية عدة من بينها خاركيف، عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 28 آخرين ما دفع كييف إلى المطالبة بالحصول على المزيد من منظومات باتريوت للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء حلفاءه الغربيين مجددا إلى «تسريع تسليم» بلاده طائرات مقاتلة من طراز إف-16 بالإضافة إلى منظومات باتريوت. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي «تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليم أوكرانيا طائرات إف-16 مهمّتان حيويتان». وأضاف «لا مبرر منطقيا لتفسير سبب عدم تغطية صواريخ باتريوت التي يوجد الكثير منها حول العالم، سماء خاركيف وغيرها من المدن والبلدات التي يهاجمها الإرهابيون الروس». وفي خاركيف التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالى مليون ونصف مليون نسمة، أدت ضربات روسية على مواقع مدنية إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة 19 آخرين، من بينهم أربعة أطفال، وفق ما أفادت السلطات المحلية. وأوضح حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف «ضرب العدو خاركيف بصاروخ موجه من العيار الثقيل للمرة الأولى». وتقع خاركيف على الحدود الشماليةلروسيا وتتعرّض بانتظام لنيران القوات الروسية.