أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرج، بقرار ألمانيا تسليم نظام دفاع جوي آخر طراز "باتريوت" لأوكرانيا التي تتعرض لهجوم روسي. وقال ستولتنبرج في تصريحات لصحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية تنشرها في عددها اليوم الأحد: "أرحب بإعلان ألمانيا إرسال نظام دفاع جوي آخر من طراز باتريوت إلى أوكرانيا.. أتفهم المخاوف من أن دعمنا لأوكرانيا يحمل خطر التصعيد، لكن الخطر يتضاءل مقارنة بالسماح لبوتين بالانتصار في هذه الحرب، إذا انتصر بوتين في الحرب في أوكرانيا، فمن المحتمل أن يستخدم العنف مرة أخرى". وكان المستشار الألماني أولاف شولتس برر في وقت سابق قراره بعدم تسليم صواريخ كروز من طراز "تاوروس" التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر إلى أوكرانيا حاليا بخطر التصعيد، على الرغم من الطلبات المُلحة من أوكرانيا، وقال شولتس بالتحديد إنه يجب ضمان "عدم حدوث تصعيد في الحرب، وألا تصبح ألمانيا جزءا من الصراع"، وبدلا من ذلك وعد شولتس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظام دفاع جوي آخر من طراز باتريوت لأشهر الشتاء، وذلك على هامش قمة أوروبا في غرناطة بإسبانيا. من جهة أخرى أسفر قصف روسي يوم الجمعة الماضي، عن مقتل فتى في العاشرة وجدته وإصابة 28 شخصا، على الأقل في خاركيف شمال شرق أوكرانيا غداة إحدى أعنف عمليات القصف خلال الحرب على المدنيين، في المنطقة نفسها. وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو على تلغرام "تم العثور على جثة فتى يبلغ من العمر 10 سنوات تحت الأنقاض" مضيفا أن جدته قضت أيضا في القصف. من جانبه، أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف بإصابة 28 شخصا، على الأقل بينهم رضيع في شهره 11 من نفس عائلة القتيلين. ولحقت أضرار بمبنيين ودمر مبنى سكني مكون من ثلاثة طوابق، وقالت الشرطة إن صاروخين باليستيين من طراز إسكندر أصابا هذه المباني. مات كل من حضر الجنازة وفي وقت لاحق، قال سينيغوبوف: إن مبنى سكنيا تعرض للقصف في مدينة فوفشانسك القريبة من الحدود الروسية، التي استعادتها القوات الأوكرانية قبل عام، وأصيب مسن "بحروق خطيرة" وامرأتان بجروح. وأمس قُتل ما لا يقل عن 52 شخصا، بينهم صبي يبلغ من العمر ست سنوات في قصف على غروزا في منطقة خاركيف، حيث تجمع السكان لتشييع جندي، وفقا لحصيلة جديدة أعلنها الحاكم. أصاب القصف هذه البلدة في وضح النهار، مما أدى إلى تدمير متجر ومقهى يقعان في نفس المبنى كان بداخله حوالي ستين شخصا. وفي في المقبرة الواقعة عند مدخل القرية، جاء أوليكسي مع أفراد من عائلته لتحديد الموقع الذي سيدفن فيه شقيقه وزوجته اللذين قُتلا في القصف. وقال لوسائل الإعلام "لا أعرف متى سنتمكّن من دفنهما. جثة أخي كانت كاملة لكن جثة زوجته كانت بلا رأس". في ممر كان قبر الجندي أندري كوزير مغطى بالورود ويعلوه العلم الأوكراني. وتجمع السكان الذين شاركوا في الجنازة في مقهى طاله القصف. وتقول فالنتينا كوزيينكو (73 عاما) التي تعيش في الجهة المقابلة "لقد قضى كلّ من حضر الجنازة. لقد حدث ذلك بعد دخول الناس إلى المقهى مباشرة". تدمير شبكة الكهرباء وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: إنّ "هذه الفظاعات تثبت أنه يجب الحفاظ على الدعم العالمي لأوكرانيا وتعزيزه، إن إضعافه لن يؤدي إلا إلى المزيد من جرائم الحرب من هذا النوع". ومع اقتراب فصل الشتاء، تقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لمنع روسيا من تدمير بنيتها التحتية للطاقة، كما فعلت العام الماضي لإغراق السكان في الظلام والبرد. إلى ذلك، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة روسيا بأنها ستحاول هذا الشتاء "تدمير" شبكة الكهرباء في بلاده، كما فعلت العام الماضي عندما كثفت قصفها للبنى التحتية الأساسية. وقال زيلينسكي "هذا الشتاء، سيحاول الإرهابيون الروس مرة أخرى تدمير نظامنا الكهربائي". في أواخر عام 2022، قصفت القوات الروسية بشكل منهجي البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا لعدة أشهر، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وترك ملايين الأشخاص في البرد والظلام. وكان الرئيس الأوكراني قد أكد الخميس أنه أبرم "اتفاقات واضحة" مع الأوروبيين للحصول على أنظمة دفاع جديدة مضادة للطائرات يطالب بها منذ عدة أشهر. وتشهد مسألة المساعدة لأوكرانيا سجالاً حامياً، إذ نظراً للأزمة السياسية في واشنطن، قد ينضب تدفّق الأموال والأسلحة من الولاياتالمتحدة، الأمر الذي يقلق كييف وحلفاءها الغربيين. إدانات إلى ذلك أدان المجتمع الدولي القصف على غروزا ودعا إلى وضع حد للهجمات ضد المدنيين. وقالت متحدثة باسم مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان: إنّ "كلّ شيء يشير" إلى أنّ صاروخاً روسياً أصاب بلدة غروزا في أوكرانيا وأدى إلى مقتل العشرات. وردا على سؤال بشأن الهجوم، قال الكرملين الجمعة إنه يستهدف فقط "مواقع عسكرية". وأرسل الجيش الروسي أسراباً جديدة من الطائرات بدون طيار الهجومية خلال ليل الخميس الجمعة لضرب وسط وشمال شرق وجنوبأوكرانيا. فيما أعلنت أوكرانيا أنها أسقطت ليلا 25 من أصل 33 طائرة بدون طيار. وأشار حاكم منطقة أوديسا (جنوب) أوليغ كيبر، إلى أن طائرات مسيرة ألحقت أضراراً بمخزن حبوب في ميناء إسماعيل وأضرمت النار في تسع شاحنات. وتستهدف القوات الروسية ميناء الدانوب على نحو متكرر وهو مهم بالنسبة لأوكرانيا؛ لأنه يستخدم لتصدير المنتجات الزراعية وخاصة القمح. وتشن روسيا ضربات ضد أوكرانيا كلّ ليلة باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ. إلى ذلك، أشارت كييف إلى أنها استعادت جثث 64 جنديا قتلوا في روسيا مقابل عدد غير محدد من جثث الجنود الروس. وأعلنت الدنمارك الجمعة، استئناف إنتاج الذخائر على أراضيها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا مما أدى إلى خفض الاحتياطات. وقال وزير الدفاع ترويلز لوند بولسن في بيان "الغزو الروسي لأوكرانيا وضع إنتاج الذخائر في أوروبا تحت ضغط كبير، وهذا الوضع الحرج جعلني أدرك أننا بحاجة إلى استئناف إنتاج الذخائر في الدنمارك".