للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب}، {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}، وأخبرنا الحق تبارك وتعالى أن هذه الأبواب تفتح عندما يصل المؤمنون إليها. وأخبرنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أن أبواب الجنة تفتح في كل عام في رمضان، وعدد أبواب الجنة ثمانية، وأحد هذه الأبواب يسمى (الريّان) وهو خاص بالصائمين، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم– قال: «في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم». وهناك باب للمكثرين من الصلاة، وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين، ففي الحديث عن أبي هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله، دُعي من أبواب الجنة، وللجنة ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام فقال أبو بكر: والله ما على أحد من ضرر دعي من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم.» وسؤال أبي بكر يريد به شخصاً اجتمعت فيه خصال الخير، من صلاة، وصيام، وصدقة وجهاد ونحو ذلك، بحيث يدعى من جميع تلك الأبواب، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يرفع بصره إلى السماء فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله تفتح له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء. وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن خص الذين لا حساب عليهم بباب خاص بهم دون غيرهم وهو باب الجنة الأيمن، وبقيتهم يشاركون بقية الأمم في الأبواب الأخرى. ( كتاب الجنة والنار)