كلما ضاقت تذكر: كيف أبحر نوح بالسفينة في موج كالجبال، وكيف سلم إبراهيم من النار، وكيف نجا يونس في بطن الحوت، وكيف شق موسى البحر بعصاه. أجمل ما في فرج الله أنه يأتي بعد أن تنقطع كل الأسباب، ولا يبقى في قلب العبد إلا الله. بدعاء واحد: اغرق الله الأرض انتصاراً لعبده نوح. بدعاء واحد: اصلح الله الزوجة العاقر لعبده زكريا. بدعاء واحد: جعل الله بطن الحوت آمناً على عبده يونس. بدعاء واحد من إبراهيم: (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم)، صارت مكة مهوى القلوب. ثق أن الدعاء يعيد ترتيب ما تبعثر. اللهم صبراً على أوامرك كصبر هاجر: تركها إبراهيم عليه السلام وابنها، في واد غير ذي زرع، لا ماء فيه ولا أنيس، كل هذه كانت تفاصيل لا تعنيها، لم تسأل غير سؤال جوهري واحدٍ، "الله أمرك"؟! فلما قال لها: أجل، قال: اذهب فلن يضيعنا الله، اللهم قلبا كهذا، إيمانا كهذا، يقيناً كهذا، صبرا كهذا. رسائل من القرآن