تعتبر مكةالمكرمة من أقدم المستوطنات البشرية التي ما زالت مأهولة بالسكان منذ عصر ما قبل التاريخ إلى يومنا الحاضر، وتزخر مكة بالعديد من الشواهد التاريخية على أحداث السيرة النبوية التي وقعت مع النبي صلى الله عليه وسلم أثناء وجوده فيها أو حتى دخوله إليها بعد الفتح العظيم، ومن هذه الآثار هي الدور الموجودة في مكة والمرتبطة بالسيرة النبوية وهي: دار عبدالله بن عبدالمطلب والتي ترجح لدى المؤرخين ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم به، وتقع في شعب علي، وفي هذا المكان اتخذا مسجدًا ثم هدم لكثرة تبرك الناس به، ثم بنى الشيخ عباس قطان سنة 1370ه عمارة من ماله الخاص، وجعلت مقرًا لمكتبة مكة وهي مكتبة عامة، ثم اشتراها الشيخ ماجد كردي من أولاده، ثم سلمها لوزارة الإعلام ،ثم سلمت للأوقاف، ودار السيدة خديجة رضي الله عنها وهي الدار التي تزوج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وتردد عليها جبريل عليه السلام حاملًا رسائل ربه بالقرآن الكريم، وفيها نزلت سورة المدثر، و دار أبو بكر الصديق رضي الله عنه وتقع في بني جُمح ومنه هاجر أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم، ودار أبي سفيان وتقع على يمين الصاعد من المسجد الحرام، وهي الدار التي قصدها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، ودار الندوة وهي أول دار بنيت حول البيت، بناها قصي بن كلاب حوالي 200 ق.ه، فجعلها دار حكمه، وكانت قريش تجتمع فيها للمشورة في الجاهلية، وظلت قائمة حتى العهد العباسي، وأصبحت من أموال الدولة، ثم أدخلت في المسجد الحرام عند ما يسمى بباب الزيادة. باحثة دكتوراه في التاريخ