إعداد : خالد المطيري تصوير علي الشهراني تزخر المدينةالمنورة ومحيطها بالعديد من المواقع الدينية والمعالم التاريخية التي تعدّ محط أنظار زائري مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتها مسجده الشريف الذي يكتظ طوال العام بالمصلين والزائرين من مختلف الدول والأقطار, لا سيما في مواسم العمرة والحج, في ظل منظومة متكاملة من الخدمات تقدمها مختلف الجهات ذات العلاقة. ورصدت وكالة الأنباء السعودية عدداً من المواقع الدينية والمعالم التاريخية الأثرية التي لاتزال شاخصة للعيان وتحظى باهتمام وعناية بالغة, حيث شهد بعضها أعمال ترميم وتدعيم لأبنيتها للحفاظ على طابعها العمراني, بوصفها إرث إنساني وحضاري تميّزت به طيبة الطيبة, وتجسّد حقبة زمنية متفرّدة ترسم في ذاكرتنا الفترة التي عاشها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين في هذه الأرض المباركة, وما تلاها من أزمنة متتابعة, فيما يبذل منسوبو الجهات المعنية جهوداً للاستفادة من المواقع التي يرتادها الزائرون لتوعيتهم بتفاصيل مهمة في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام, وتقديم الصورة الحقيقية لنبي الرحمة, وإبراز عظمته, والتوثيق العلمي لسيرته العطرة. ويعدّ مسجد قباء أحد أبرز المواقع الدينية الأكثر ازدحاماً بالزائرين والمصلين بعد المسجد النبوي الشريف إذ يحرص غالبية الزائرون على الصلاة فيه والوقوف عنده في رحلتهم الإيمانية, ويقع جامع قباء في منطقة قباء, وهي منازل بني عمرو بن عوف من الأوس, وهو أول مسجد أسسه النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه مهاجراً إلى المدينةالمنورة. وتمثّل سقيفة بني ساعدة" أحد الآثار الخالدة التي شهدت جانباً من التاريخ الإسلامي خلال عهد النبوة, والسقيفة هي بناء مسقوف بجذوع الأشجار وجريد النخل, ومغلق من ثلاث جهات,ويقول الباحث في مجال التاريخ والآثار الدكتور تنيضب الفايدي أن السقيفة لازال جزءاً منها موجوداً وتقع غرب المسجد النبوي, مضيفاً أن العديد من الآثار تم تحديد مواقعها ولكن بعضها اندثر أو بقي جزءاً منه كآبار المياه التي نضب بعضها وأصبحت أثراً. ومن الآثار التاريخية في المدينةالمنورة "طريق الظبي" ويسمى "طريق الجصة" فقد سلكه النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينةالمنورة مهاجراً, حيث يمر هذا الطريق شرقي جبل عير إلى أن يصل إلى منطقة العصبة ومنها إلى قباء, ومنها كذلك "السوق النبوي" ويقع في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف, وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم مكانه سوقاً لأهل المدينة, ويمتد من مسجد المصلى جنوباً إلى قلعة باب الشامي شمالاً, ويقع السوق في وقتنا الحاضر محاذياً للمسجد النبوي ,واشتهر ب "سوق المناخة" لأنه كان مناخاً للجِمال, كما تعدّ "ثنية الوداع" أحد المواقع التي ارتبطت بالمدينةالمنورة وتاريخها منذ الهجرة النبوية, والثنية هي الطريق في الجبل, وتقع شمال المسجد النبوي الشريف, شرقي جبل سلع, وكانت موضع وداع المسافرين. // يتبع // 15:15ت م
ثقافي / معالم النبوة تجسّد عمّق تاريخ المدينةالمنورة / إضافة أولى وإلى الناحية الجنوبية من مسجد قباء يقع أثر"دار كلثوم بن الهدم" رضي الله عنه,وهو زعيم بني عمرو بن عوف, وقد نزل في داره النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم مهاجراً من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة, كما يعدّ مسجد وحصن بني واقف, أحد المعالم التاريخية ويقع في منازل بني واقف من الأوس, وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مسجدهم وكانت حوله بعض الحصون والآطام. وتعدّ الآبار أحد المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها طيبة الطيبة ويعود بعضها إلى عهد النبوة, فلا زالت تحافظ على بنائها القديم وشهدت أعمال ترميم وتحسين, ففي الجهة الغربية من مسجد قباء يقع "بئر الخاتم " وتعرف ببئر "أريس" واشتهرت ببئر الخاتم, وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على حافتها, ومن ضمنها "بئر الفقير" وهو بئر سلمان الفارسي رضي الله عنه, وتقع ضمن مزرعة الفقير التاريخية,وكذلك "بئر غرس" وتقع على وادي بطحان في منطقة العالية بالمدينةالمنورة, وهي إحدى الآبار التي كان يستسقى منها للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن الآبار التي تعود إلى العهد النبوي "بئر العهن" وتقع على وادي بطحان في منطقة العالية, وهي إحدى الآبار التي كان يستسقى منها للنبي صلى الله عليه وسلم, وكذلك "بئر عذق" الذي نزل عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق أبي بكر رضي الله عنه عند دخولهما المدينة, حيث استقبلهم الأنصار فرحين مستبشرين بقدومه عليه الصلاة والسلام, ومنها بئر "بئر رومة" وهي بئر الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه. ويعدّ جبل أحد الشهير أحد أبرز المعالم التي ارتبط اسمها بالمدينةالمنورة ويقع في الجهة الشمالية من المسجد النبوي على بعد 4,5 كيلو متر, ويبلغ طوله 8 كيلو متر, وعرضه ما بين 2 إلى 3 كلم, وقد ورد في فضله قول النبي صلى الله عليه وسلم ( جبل أحد يحبنا ونحبه), وتتوسط المدينةالمنورة إلى الناحية الغربية من المسجد النبوي "محطة سكة حديد الحجاز" التي أنشأها السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عام 1326ه وتتكوّن المحطة من سور كبير يضم المبنى الرئيس للمحطة, وتمثّل "قلعة قباء" أحد المعالم الأثرية البارزة في طيبة الطيبة وهي قلعة صغيرة, مربعة الشكل, بنيت على مرتفع يعود تاريخ بنائها إلى ما قبل عام 1333ه. وتتميّز المدينةالمنورة بكثرة مساجدها التاريخية التي شهدت أحداثاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم, حيث يقول الباحث الدكتور تنيضب الفايدي أنه أحصى 49 مسجداً ومصلى في المدينةالمنورة تعود إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وتم تحديد مواقعها مع مجموعة من الباحثين والمؤرخين وأوردها في أحد مؤلفاته عن تاريخ المدينةالمنورة وآثارها, لا زال بعضها قائماً تؤدى فيه الصلاة, ومن بين المساجد التاريخية "مسجد الغمامة" ويقع جنوب السوق النبوي المناخة, وقد بناه عمر بن عبدالعزيز رحمه الله في الموضع الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيدين, و"مسجد الإجابة" ويقع في منازل بني معاوية من الأوس, وسمي بمسجد الإجابة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته فيه, و"مسجد السجدة" ويسمى مسجد "الشكر", ومسجد "الأسواف" و "أبي ذر" ويقع في منطقة الأسواف وقد سجد في موضعه النبي صلى الله عليه وسلم, إضافة إلى "مسجد الجمعة" الذي يقع في منازل بني سالم من الخزرج في وادي رانوناء فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم أول جمعة له بالمسلمين في المدينةالمنورة بعد الهجرة في موضع المسجد, ومن المواقع التاريخية "مسجد الميقات" وعرف بمسجد الشجرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه للعمرة أو الحج كان ينزل في ظل شجرة عند موضع المسجد. // يتبع // 15:15ت م
ثقافي / معالم النبوة تجسّد عمّق تاريخ المدينةالمنورة / إضافة ثانية واخيرة وتشمل قائمة المساجد التاريخية مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وهو أحد مصليات العيدين التي صلى في موضعها النبي صلى الله عليه وسلم, وقد صلى فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه العيد في خلافته, ومسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أحد مصليات العيد في العهد النبوي, وقد بناه عمر بن عبدالعزيز رحمه الله, وقد صلى فيه العيد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه, ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ويعود البناء الحالي للمسجد إلى العهد العثماني سنة 1266ه, ثم تم ترميمه وتجديده سنة 1411ه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وفي الناحية الجنوبية الغربية من مسجد قباء يقع "مسجد بني أنيف" على يمين القادم إِلى المدينةالمنورة من طريق الهجرة, بالقرب من مسجد قباء, حيث أن بنو أنيف من قبيلة بليّ, وهم حلفاء بني عمرو بن عوف من الأوس, وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعهم هذا, حينما كان يعود الصحابي طلحة بن البراء رضي الله عنه, ويتكون البناء الحالي للمسجد من بناء من حجر غير مسقوف. ومن بين المساجد الشهيرة بالمدينةالمنورة مسجد بني سلمة "القبلتين" الذي شهد موضعه تغيّر القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام أثناء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضعه بجمع من المسلمين صلاة الظهر أو العصر, حيث نزلت الآية الكريمة "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ". وإلى جوار جبل سلع بمنازل بني حرام من الخزرج يقع موضع "مسجد بني حرام" التاريخي, ومن أبرز أعلامهم جابر بن عبدالله الأنصاري, الذي شهد موضع داره معجزة تكثير الطعام أيام غزوة الخندق, إضافة إلى "مسجد السقيا" التاريخي الذي يقع في منطقة السقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, وفي موضعه دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة وأهلها بالبركة, و"مسجد المنارتين" ويعدّ أحد المساجد التي صلى في موضعها النبي صلى الله عليه وسلم على طريق نقب بني دينار المتجه إلى وادي العقيق المبارك. وتحوي المدينةالمنورة العديد من المعالم التاريخية التي تعدّ محط أنظار الزائرين وإحدى محطات زياراتهم اليومية في طيبة الطيبة, ومن بين تلك المواقع بقيع الغرقد, وسمي بذلك نسبة إلى نبات الغرقد الذي كان ينتشر فيه, وهو المقبر الرئيسية لأهل المدينة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر, كما تعدّ مقبرة شهداء أحد التي تقع شمال المدينةالمنورة بين جبل أحد وجبل الرماة في ميدان المعركة إحدى المعالم الشهيرة التي ارتبطت بأحداث السيرة النبوية وتحتضن رفات عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين استشهدوا خلال معركة أحد, وفي مقدمتهم عمه سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه. وعلى بعد أمتار من مقبرة شهداء أحد يقع جبل عينين أو كما يعرف " جبل الرماة" وهو جبل صغير على ضفة وادي قناة, وجنوب جبل أحد, ومن الآثار التي تزخر بها طيبة الطيبة "قصر عروة" ويقع على طرف وادي العقيق المبارك, قرب جبل جماء تضارع, بناه التابعي الجليل عروة بن الزبير رحمه الله ولا زال قائماً وشهد مؤخراً, أعمال ترميم وأحيط بسور للمحافظة على بناءه.