محمد أسد (واسمه الأصلي ليوبولد فايس قبل إسلامه) هو واحد من أهم الرحالة المستشرقين الذين لبوا نداء الإسلام حيث:(رأى فيه نظاماً اجتماعياً وتصوراً للحياة يختلف اختلافاً جذرياً عن النظام الأوروبي) وكان شاهداً على حصار الغرب للحياة السياسية والثقافية للمسلمين. في أغسطس عام 1954 صدر بالولايات المتحدة كتاب يحمل عنواناً لافتاً هو (الطريق إلى مكة) كتبه ليوبولد فايس أو محمد أسد، سرد من خلاله قصة تحوله عن اليهودية واعتناقه الإسلام. وفور صدوره تناولته الصحف بالنقد والتفنيد فقد كان برهانًا على أن الإسلام بات يجتذب منذ أوائل القرن أعداداً متزايدة من الشباب الأوروبي الباحث عن مخرج من أزمته الروحية والفكرية، وقد كانت رحلته الأولى إلى القاهرة وسجل انطباعاته عن مظاهر شهر رمضان فكتب (في اليوم الثالث من وصولي وعند غروب الشمس سمعت صوتاً قوياً المدفع ينطلق من القلعة وهو جامع (محمد علي باشا)، سرت حركة غير عادية في شوارع القاهرة القديمة إيقاع يشي باحتفالية وصارت الضوضاء في الشوارع أعلى صوت أرى واسمع وأشعر بإيقاع حماسي مختلف في جميع الأنحاء كان السبب في ذلك ظهور القمر الوليد أي بداية شهر عربي جديد هو شهر رمضان الذي يتمتع به قدسية خاصة لدى المسلمين في هذا الشهر يحتفلون بذكرى مر عليها 13 قرناً عندما نزل أول الوحي على محمد -صلى الله عليه وسلم-. في هذا الشهر يصوم المسلمون صياماً كلياً عن الطعام والشراب باستثناء المرضى من لحظة انبلاج ضوء الفجر حتى غروب الشمس مدة 30 يوماً تقريباً وخلال هذه الأيام ينبض ناس في شوارع القاهرة بوميض خاص في عيونهم كما لو كانوا قد رفعوا إلى مرتبة سامية 30 ليلة تسمع صوت المدافع التي تعلن عن موعد تناول الإفطار الإمساك عن الأكل عند الفجر وتسمع الإنشاد وحلقات الذكر بينما تتعلق المساجد بالأضواء حتى الصباح. المصدر: (كتاب: معجم رمضان/ المؤلف: فؤاد مرسي)