طوال حياتي المهنية لم أرَ إبداعًا يروي شغف الإعلام دون أن تبرد حواسه في ميكنة العمل وحجمه حتى مسؤولياته.. هو ذات الشغف الذي لمسناه وشاهدناه أول مرة في مطلع 2018؛ ببزوغ "التواصل الحكومي" لتحسين الأداء الإعلامي للأجهزة الحكوميَّة، وتنسيق جهود التواصل.. ومع احتفاء السعوديين ب«يوم التأسيس» الموافق 22 فبراير (شباط) من كل عام، استعرض الفيلم الدرامي التاريخي القصير «راعي الأجرب» قصة الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية قبل أكثر من 200 عام، والذي شقّ طريقه وحيداً إلا من سيفه الأجرب، وسطّر قصة النور في الليالي المظلمة بشجاعة. وإثراًء بأعمال نوعية تزيد اعتزاز السعوديين بتاريخهم الممتد لأكثر من 3 قرون، أتى العمل الدرامي المحتوى المحلي الذي أطلقته مبادرة كنوز بوزارة الإعلام، إحياءً لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727م. "كنوز" عملت على توثيق جانب من حياة الإمام تركي بن عبدالله في فيلم "راعي الأجرب" الذي عرف بشجاعته وحزمه، وحكمته في إدارة وتسيير أمور الدولة والدفاع عن أرض أجداده، ومبرزة عمق المملكة التاريخي، من خلال إنتاج قصص مرئية لشخصيات بارزة من إرث التاريخ السعودي، ويأتي اطلاق فيلم "راعي الأجرب" أحدها بامتياز؛ ليبرز قصة الإمام تركي بن عبدالله الذي أسس الدولة السعودية الثانية. من بعد الدولة الأولى كان السعوديون على موعد في القرن التالي، وبالتحديد عام 1824 مع الإمام تركي مؤسس الدولة السعودية الثانية، وقد كان حفيداً للمؤسس الأول، وكان يقتفي أثره ويمضي من ورائه على خُطاه، أما رفيقه في رحلة التأسيس الثانية فكان سيفاً اقترن به واشتهر بأنه "السيف الأجرب". ورغم أن مفردة وصفة "الأجرب" مذمومة معنى ومبنى، إلا أنها كانت رمزيّة متقدة لدى السعوديين، مع سيف الإمام تركي تحولت إلى صفة مدح مُحببة، فنذكرها فخرًا وزهوًا وإجلالًا. أما التسمية بالأجرب؛ فلأن الصدأ كان قد تراكم على نصله، وأصبح علامة له، وحدةً في يد صاحبه ينتصله دون السيوف وصليلها في وغى المتحاربين، إذ استطاع به الإمام تركي أن يستعيد ملك آبائه وأجداده، ويوطد دعائم الدولة، وينشر الاستقرار في أنحاء الجزيرة العربية، بعد أن عمت الفتن والقلاقل جميع أرجائها. ويروي فيلم «راعي الأجرب» الفترات الأولى من تأسيس الدولة السعودية الثانية قصة الإمام تركي بن عبدالله بعد تدمير الدرعية، وسقوط الدولة السعودية الأولى، وما تبع ذلك من أحداث استعرضها الفيلم، صوّرت مدى قدرته في الدفاع عن أرضه، وتخطيطه المستمر لهزيمة العدو، وجهوده في جمع مناصريه، والمضي قدماً لاستعادة الدولة ودخول الرياض، وهو ما تحقق له في نهاية المطاف. «راعي الأجرب»... دراما ملحمية استعرضت قصة مؤسس الدولة السعودية الثانية، عندما شقّ طريقه وحيداً ضارباً أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام فسطّر قصة النور في الليالي المظلمة بشجاعة وإقدام، ليأتي امتداداً لإنتاجات مبادرة «كنوز السعودية»، الهادفة إلى توثيق البطولات والقصص التاريخية، وتقديمها للجمهور المحلي والدولي بأفضل المعايير الفنية والمواصفات الدولية. إنتاج فيلم "راعي الأجرب" عكس للأمانة، حرص وزارة الإعلام ومبادرة كنوز على النهوض بالقطاع الإعلامي، من خلال توظيف أفضل الممارسات العالمية لتوثيق تاريخ المملكة بأحدث التقنيات والأساليب الإخراجية، وتسليط الضوء على قصص عظيمة من تاريخ المملكة لم تُوثق إعلاميا بأساليب إنتاجية حديثة. "كنوز" إحدى مبادرات مركز التواصل الحكومي بوزارة الإعلام لإنتاج المحتوى المرئي الذي يُلامس ويحاكي المواطن السعودي والمقيم من جميع المناطق وبجميع الأعمار، بعكس الهويّة في أعمالها لتخرج بمنتجات تُشبهنا في مبادئنا وصفاتنا المميّزة وأصالتنا، وأن تساعد في تعزيز قيمنا لتحملها أجيالنا القادمة وتفتخر بها؛ نعمل على إنتاج الأفلام الوثائقية والسلاسل الكرتونية للطفل والعائلة وفق أفضل الممارسات العالمية في الإنتاج، تلكم الرؤية والرسالة القيّمة. ختامًا، طوال حياتي المهنية لم أرَ إبداعًا يروي شغف الإعلام دون أن تبرد حواسه في ميكنة العمل وحجمه حتى مسؤولياته.. هو ذات الشغف الذي لمسناه وشاهدناه أول مرة في مطلع 2018؛ بزوغ "التواصل الحكومي" لتحسين الأداء الإعلامي للأجهزة الحكوميَّة، وتنسيق جهود التواصل؛ وفقًا لبرنامج إعلامي يهدف إلى توحيد الرسالة الإعلاميَّة، ويعزز صورة الدولة محليًا، وإقليميًا، ودوليًا، فكان ذاك البريق المهني الذي يضيء من حنايا جدرانه في كل عطاٍء باذخ على خارطة الوطن.