هو ممن حباه المولى بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، بل هو من رجال المروءات في العصر الحديث، كنت أسمع عنه وعن أخلاقه المميزة وطيب معشره حتى رأيته عند الأديب المؤرخ القاضي حمد بن إبراهيم الحقيل -رحمه الله- في منزله بحي النموذجية في الرياض، إنه المُحسِن الكريم عبدالعزيز بن عبدالعزيز المنقور -رحمه الله-. بدايات معرفتي بهذه الشخصية الفريدة هو كتاب (الفواكه العديدة في المسائل المفيدة) للعلامة أحمد المنقور، وهذا الكتاب القيم الذي يُعد كشكولاً فقهياً لعالم نجدي كان قد طبعه مرات شخصيتنا لهذا الأسبوع، وكتب عليه طُبع على نفقة عبدالعزيز المنقور، اقتنيت هذا الكتاب وكنت في المرحلة المتوسطة وسعدت وسررت بقراءته آنذاك، مع أنني صغير في العمر، ومع ذلك كنت أقرأ منه وتمر عليّ مسائل في الفقه لا أفهمها، خاصةً تقارير المؤلف التي يدونها عن شيخه ابن ذهلان. وُلد عبدالعزيز بن عبدالعزيز المنقور عام 1345ه ببلدة جنوبية سدير، حيث كانت والدته من أسرة آل إبراهيم، لهذا عاش وتربى عند أخواله، مات والده وهو حمل، وقد ولد بعد وفاته بمدة وجيزة، فهو لم ير أباه، وكانت هناك عادة عند أهالي نجد -فيما أعلم- أنه إذا وُلد مولود ذكر ومات أبوه وهو حمل يُسمى على والده، وهكذا كان اسم شخصيتنا عبدالعزيز، حيث أحيا اسم والده مرةً أخرى، من جانب آخر فإن شخصيتنا وأسرته من حوطة سدير وأسرته من مشاهير الأسر العريقة، أنجبت أعلاماً وشخصيات وطنية خدموا الوطن في كثير من المجالات، لها مكانتها الاجتماعية وقد كتبت عن العلامة أحمد المنقور قبل عامين تقريباً وعن الوجيه الملحق الثقافي الجواد عبدالمحسن المنقور. تربى عبدالعزيز المنقور -كما ذكرت- تحت رعاية والدته وأخواله آل إبراهيم في جنوبية سدير، حيث كان جدّه لأمه إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم -أمير بلدة الجنوبية-، وأصبح عبدالعزير المنقور معنياً به من قبل جدّه وجدته وقبلهما أمه، فهو يتيم، ومع وجود الجد كان العوض عن والده، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والقرآن الكريم على يد أساتذة من بلدة الجنوبية. طلب الرزق بعدها كما يروي عبدالعزيز المنقور -رحمه الله- في ذكرياته عمل عند أحد الفلاحين، لكنه لم يدم كثيراً، وجنوبية سدير محدودة العيش جداً، ومصادر طلب الرزق في غاية الضيق، ونحن نتحدث في زمن أواخر الخمسينات الهجرية تقريباً، رغب المنقور الرحيل إلى الرياض مع أعمامه وهما عبدالكريم ومحمد المنقور، حيث توجهوا من حوطة سدير على ظهور المطايا. كانت الرياض صغيرة جداً ولازالت الأسوار تحوطها من جنباتها الأربع، وقد بدأت في بناء قصور الفوطة والمربع، التي أمر ببنائها الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- فكانت فرصة عمل لشخصيتنا ليكسب قوته فاشترك في هذا البناء. وكانت الكويت مصدر رزق حيوي لأهالي نجد منذ القدم وفيها نشاط تجاري متنوع، فرحل عبدالعزيز المنقور -رحمه الله- هو وعماه عبدالكريم ومحمد وشخصيتان هما عبدالله الوهيب وحسن الحسن، فرحلوا إلى الكويت ومكثوا مدة من الزمن وعملوا فيها، كان من نصيب شخصيتنا نتيجة هذا العمل عشرين جنيهاً، وفكر أن يشتري بضاعة ليبيعها في الرياض، ولعل هذه الفكرة كانت أول تجربة في عالم التجارة فباعها في الرياض بربح زهيد. حصل عبدالعزيز المنقور على الشهادة الابتدائية وثقف نفسه بنفسه، وأنا سمعته يسأل الشيخ حمد الحقيل عن بعض الكتب ويخبرني إبراهيم بن عبدالعزيز المنقور أن والده أسس مكتبة خاصة رغم مشاغله الخاصة وقبلها الوظيفة الرسمية وكذلك ارتباطاته الاجتماعية المتعددة، ورغم ذلك فهو محب للقراءة والكتاب. موزع بريد وكانت أول وظيفة رسمية يتعين عليها عبدالعزيز المنقور -رحمه الله- هي موزع بريد بمدينة الرياض، وكانت مهمته استلام البريد من مقر البريد في حوش البرقية وذلك عام 1367ه براتب شهري قدره خمسة وثمانون ريالاً، وطبيعة عمله أن يستلم بريد الملك المؤسس وولي عهده الأمير سعود بن عبدالعزيز -رحمهما الله- وكان البريد الخاص بهما هو طبعاً بريد الديوان الملكي إضافة إلى بريد ديوان ولي العهد، المهم في هذا العمل أنه تعرف على رجالات الديوان الملكي أمثال رئيس الديوان الملكي الوجيه عبدالله بن عثمان والمترجم للملك عبدالله بلخير وخالد خليفة وإبراهيم بن عيدان ومحمد العبد الرحمن الشبيلي وأصبح المنقور يتردد على الديوان الملكي لتسليم البريد الداخلي والخارجي، وفي عام 1373ه ترقى إلى رتبة مأمون المكاتيب وارتفع راتبه إلى 440 ريالاً. نفع عام ومن مواقف عبدالعزيز المنقور -رحمه الله- التي لها دلالة على مروءته وشهامته منذ طلائع شبابه أن ثلاثة من أعيان حوطة سدير أتوا لغرض تعيين قاضٍ لبلدة حوطة سدير، وكان القضاء أولاً في المجمعة، فما كان من شخصيتنا إلاّ أن بادر بالسؤال عن المعني بأمور القضاة في الديوان الملكي، فإذا هو الوجيه إبراهيم الشايقي، وكان المؤسس الملك عبدالعزيز موجوداً في الديوان، وسلّم خطاب الوفد إلى إبراهيم الشايقي، ودخل بالخطاب مع مجموعة من الأوراق لعرضه على الملك عبدالعزيز فوافق الملك على تعيين قاضٍ في حوطة سدير على أن يرشح المفتي محمد بن إبراهيم ذلك القاضي، فعيّن الشيخ صالح بن علي بن غصون، وكان آنذاك يدرس ويطلب العلم على المفتي، وهو أول منصب قضائي لابن غصون، وكان للمنقور صحبة وصداقة مع ابن غصون، هذه أولى المبادرات من شخصيتنا نحو بلدته حوطة سدير التي كان له دور فعال وملموس في تأسيس الدوائر الحكومية فيها، حيث كان يذهب بنفسه لعرض حاجات البلدة إلى المسؤولين في الوزارات المختصة طيلة عدة عقود متوالية، فالمنقور له جهود تذكر وتشكر نحو بلدته حوطة سدير في أن تكون مدينة عصرية حديثة فيها مقومات الحياة من تعليم وصحة ودوائر لها علاقة مباشرة تخدم ساكني الحوطة وما حولها من القرى، وهذا من النفع العام للناس، كان عبدالعزيز المنقور يسعى نحو هذا العمل تاركاً كل أشغاله الخاصة ومصالحه لأجل هذا الغرض النبيل، وتحقق الكثير مما كان يعمل لأجل حوطة سدير من وجود التنمية والبنى التحتية. مساعدة وعون وتعيّن عبدالعزيز المنقور -رحمه الله- في جامعة الملك سعود بتاريخ 16 /10 / 1380ه بعدما ترقى في البريد مأمور حوالات وطرود، وكان د. عبدالعزيز الخويطر آنذاك مديراً لجامعة الملك سعود، فتعين في مكتب مدير الجامعة، وكان لقرب شخصيتنا منه فائدة بل فوائد جناها في حياته وتعلم منها في الحياة الوظيفية أشياء ثمينة دائماً يرويها لأبنائه وأصدقائه، فالمنقور امتاز بالوفاء لكل من عرفه وأفاد منه، لا يمكن أن ينسى أو يتناسى لمن ارتبط معهم بعلاقات سواء كانت في الميدان أو داخل أسوار الوظيفة، وكل من اتصل به وتعامل معه اكتشف فيه المكارم ومنها التواضع والحلم ودماثة الخلق، فكان أسلوبه راقياً مع الناس وبالذات مع الفقراء والمساكين والذين أصيبوا بنكبات مرضية، فهو يسعى بكل ما أتاه الله من جاه ومال في مساعدتهم وعونهم بل يشفع لهم عند ذوي اليسر والثراء، إمّا باعطائهم من الزكاة أو الصدقات العامة، فحياته كانت موزعة إمّا في شفاعات أو مساعدات مالية أو حل مشكلات استشير فيها أو زيارات لرحمه وأقربائه ومشاركتهم في الأفراح والأتراح أو بالتواصل مع المسؤولين لأجل توفير الخدمات الحكومية لحوطة سدير، فكان برنامجه حافلاً وملئاً وزاخراً بكل ما هو مفيد ونافع ومثمر لمجتمعه العام والخاص، فشخصيتنا ما كان يعيش لنفسه وذاته وأسرته فقط، بل للكل، فقد حوى المكارم الأخلاقية، وحاز أفعال أهل الجود والإحسان، ولو كان المؤرخ الفقيه العلامة المحسن بن علي التنوخي -رحمه الله- حياً لذكره في كتابه النفيس (المستجاد من فعلات الأجواد)، والتنوخي هذا الرجل العالم هو مؤلف موسوعة ملأها بالقصص والحكايات والطرف والتحف والنوادر والفوائد التاريخية ولنفاستها فقد قرأها العلامة الشيخ علي الطنطاوي أكثر من ثلاثين مرة. احترام وتقدير أعود إلى عبدالعزيز المنقور -رحمه الله- الذي عرفه المسؤولون في جامعة الملك سعود فاحترموه وقدروه، صحيح أن منصبه ليس كبيراً إدارياً، ولم يكن يحمل الشهادات العليا، لكنه يحمل ما هو أجل وأعظم من الشهادات والأوسمة وشهادات التقدير كان يحمل الشخصية المثالية حقيقة وواقعاً، وليس تصنعاً، فهذه هي شخصيته التي طبع عليها منذ نشأته حتى آخر ساعاته في هذه العاجلة، عرف عنه الأمانة والانضباط في عمله في جامعة الملك سعود حتى إن د. عبدالعزيز الخويطر حينما عرف أمانته عينه أميناً لصندوق الجامعة، يقول عبدالعزيز المنقور في ذكرياته: "وافقت بناء على رغبته بالرغم من صعوبة العمل في التعاملات المالية، خاصةً وأن صندوق الجامعة مرتبط بجميع مسؤولي الجامعة من المدير إلى الأساتذة والموظفين وجميع الأيدي العاملة"، كان المنقور متسامحاً في عمله في أمانة الصندوق طبعاً في حدود صلاحياته ومن أمانته وحرصه على المال العام حينما تقاعد بقي عنده مبلغ كبير بمقياس ذلك الزمن عام 1393ه وهو ثلاثة وسبعون ألف ريال، وهو بقايا مالية كانت تصرف باسم متفرقات للشاي والقهوة والنظافة ويتم صرفها من قبل مديري الجامعة بموجب فواتير، وهذا المبلغ الضخم الذي ليس في عهدته يستطيع أن يأخذه لنفسه بدون أن يعلم به أحد، لكن ورعه وخوفه من الله العلي القدير جعلاه يخبر د. عبدالعزيز الخويطر بهذا المبلغ وأنه ليس تقييداً رسمياً فقال د. الخويطر لشخصيتنا: "من الأفضل إدراج هذا المبلغ لصندوق الطلبة ولكن يستحسن التفاهم مع مدير الجامعة الجديد وهو د. عبدالعزيز الفدا"، وتم التفاهم على هذا الأمر وسلم المبلغ إلى صندوق الطلبة، وتقاعد المنقور من الجامعة بتاريخ 1 /4 / 1393ه. إحساس بالمسؤولية وتحدث إبراهيم بن عبدالعزيز المنقور عن والده قائلاً: إن الوالد تعيّن في عدة وظائف، وقد ساعد الكثير من جماعته، بحيث كان يشفع لهم عند هؤلاء المديرين أن يكونوا موظفين معه في البريد أو دوائر أخرى مع أن بعضهم لم يتعلم، وبعد أن تقاعد من الجامعة تفرغ لأعماله الخاصة، والوالد منذ أن كان شاباً في الرياض وهو يهتم ويتابع بنفسه المشاريع التنموية التي تخص بلدته حوطة سدير وجنوبية سدير، وقد أدركت هذا منذ أن كان عمري 15 عاماً، فقد كان يكلفني بمتابعة بعض المعاملات في الدوائر الحكومية التي لها علاقة بمشاريع حوطة سدير، وكانت هذه من أولى أولوياته، عايشت هذا كله ولم تكن كل هذه المشاريع إلاّ في الصالح العام لأهالي بلدة حوطة سدير التي أصبحت مدينة حضارية، وكان أخواني كذلك يكلفهم بهذه الأمور ليكون بذلك الهم واحداً، وكذا الاستشعار والإحساس بالمسؤولية، وأن لا يفكر أحدنا بنفسه فقط، كان -رحمه الله- يوزع الأعمال على بنيه سواء الذين في داخل المملكة أو خارجها كلٌ حسب ما يكلفه به من عمل، ومن الأشياء التي تعلمتها منه الصبر وتحمل المشاق في خدمة الناس والسعي في قضاء حوائجهم أياً كانت، طبعاً قدر المستطاع، وخدمة الناس أقصد به متابعة معاملاتهم في الدوائر الحكومية والبحث عن وظائف لهم، وكذلك مراجعة المستشفيات لهم، والشفاعة لهم عند ولاة الأمور، ومما أذكره وأعرفه أن الوالد خصص في مكتبته ملفات عن مشاريع حوطة سدير، وحتى لما كان على فراش المرض كان يتابعها ومنها تخصيص أرض لكليات البنات، وفتح مكتب للأحوال المدنية، ومتابعة مشروع مستشفى حوطة سدير. ويكمل إبراهيم عن والده: علاقته بأبنائه كانت في قمة الرأفة والشفقة والرحمة، فهو أب مثالي بالنسبة لنا وقدوة في فعل أعمال الخير والإحسان، ومع انشغاله إلاّ أنه يُخصص الوقت للجلوس معنا والتحدث في كل ما يخصنا، وكذلك متابعته سير دراستنا، كان حريصاً على العدل فيما بيننا، واصلاً للرحم، باراً بوالدته التي عاشت سنواتها الأخيرة معه، والأعمال الخيرية التي أنجزها كثيرة، ومنها ما لم نعلمه إلاّ بعد وفاته، لقد تعلمنا أنا وأخواني منه معنى الصبر والحلم والابتسامة رغم المرض، تعلمنا منه قيمة المثابرة والتفاني في خدمة الدين والوطن والوقوف مع كل محتاج. شهامة ومروءة وروى الشاعر عبدالله بن صقيه أنه في يوم 17 من رمضان من عام 1396ه خرج من بلدة الصفرات بالمحمل للرياض، متجهاً إلى مؤسسة النقد العربي السعودي لاستلام رواتب منسوبي فرع هيئة الصفرات نقداً -كما هي العادة قبل تطور النظام المصرفي-، واتجه بعد استلام المبلغ إلى سوق عتيقة لشراء بعض ما يحتاجه إلاّ أنه نسي أن يقفل سيارته، فسرق المبلغ منها، وكان مقداره ستة وتسعين ألف ريال، وهي رواتب ثلاثة أشهر للموظفين، فوقع شاعرنا في حيرة من أمره وخاصة أن المبلغ ليس بالقليل، وهو رواتب ما قبل العيد، فما كان منه إلاّ أن توجه إلى حوطة سدير وقصد صديقه عبدالكريم بن محمد المنقور وأخبره بما حصل، فقال له: نذهب إلى عبدالعزيز المنقور بالرياض، فهو يُعتمد عليه بعد الله في مثل هذه الأمور، فذهبا إليه وكان وصولهم ظهراً في نهار رمضان والحر شديد وأخبره بالموضوع فقال: "الأمر بسيط ولا تقلقوا ييسرها رب العالمين"، وجلسا حتى بعد الإفطار، فما كان منه إلاّ أن أحضر كامل المبلغ وقال: "لدي ثلاثة شروط أولاً: ألاّ تنظم فيني بيتاً واحداً، الثاني: يبقى هذا الأمر بيننا ما دمت حياً، ثالثاً: لا ترجع لي هذا المبلغ إلاّ إذا عاد لك المبلغ المسروق". يا لها من مروءة كاملة وشهامة نادرة وكرم أخلاقي وفي شهر رمضان الحسنة فيه تضاعف إلى مئات الأضعاف، بل أضعاف لا يعلم قدرها إلاّ الله، ولم يرد بذلك العمل إلاّ لوجه الله خالصاً لم يبتغ المدح ولا الإطراء من الشاعر ابن صقية الذي يعد من مشاهير الشعر الشعبي وذا قدرة أن ينظم قصيدة في الحال والتو، مع أن النفوس تتوق إلى الإطراء والثناء وتتطلع إليه ولكن هناك نفوس زاكية نقية تقية صائبة قاعدتها قول الله تعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، وأحسب شخصيتنا منهم وقد أخبر بهذه القصة بعد وفاة المنقور -رحمه الله-. توفي عبدالعزيز المنقور عن 88 عاماً، يوم الأربعاء الثاني من ربيع الأول لعام 1433ه، رحم الله أبا أحمد، فلو كانت الأخلاق الكريمة تتجسد لتجسدت في شخصيته، فغفر الله له وأسكنه فسيح جناته، أشكر الأخ إبراهيم بن عبدالعزيز المنقور على تزويدي بسيرة والده وبعض الصور. في إحدى المناسبات ويظهر محمد أبا الخيل وزير المالية الأسبق خطاب للأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- من المنقور حول فتح مكتب أحوال حوطة سدير مع السفير ناصر المنقور ود. عبدالرحمن الشبيلي عبدالعزيز المنقور وبجواره ابنه إبراهيم