تأسيس المملكة لم يأت من فراغ؛ وإنما جاء بعد جهد كبير وتضحية، جاء بعد عزم من مؤسس هذا الكيان الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون ثم امتد هذا التأسيس إلى الدولة السعودية الثانية ثم الدولة السعودية الثالثة التي وحدها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، هذا التوحيد لدولة تعتبر شبه قارّة بقيادة الملك عبدالعزيز ورجاله الأشاوس - عليهم سحائب الرحمة والمغفرة - إن شاء الله، هؤلاء الرجال قطعوا الفيافي حتى تم توحيد هذه المملكة المعطاءة، ضحوا بأنفسهم وكل ما يملكون من مال وجهد حتى تحقق امتداد هذا الكيان وأصبحت المملكة ثابتة وراسخة تفخر بهذه الوحدة وهذا التلاحم. كانت الجزيرة قبل التوحيد تعيش في ظروف صعبة يشيع بينها الجهل والخوف والسكان يعشيون في خوف ورعب لا يأمنون على دينهم ولا على أنفسهم ولا على أعراضهم ولا على أموالهم، فتحقق ولله الحمد لهم الطمأنينة والعيش بكل يسر وسهولة، أصبحوا يأمنون على أحوالهم في كل مناحى الحياه فاستتب الأمن والرخاء ورغد العيش وهذا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى والنية الطيبة والصافية من الملك عبدالعزيز وأركان حكومته، وكأن شيء من السماء هبط عليهم وانفتحت لهم الأبواب بما يحقق استقرارهم والعيش في كنف هذه الدينا في جميع مناحى الحياة أولها (الدينية والأمنية والتعليمية والصحية الاجتماعية.. إلخ) فتأسست الطرق وأصبحوا يعيشون في كل مناطق المملكة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ووسطها لا يخشون إلا الله سبحانه وتعالى ودبت التنمية في هذه المملكة يوما بعد يوم وأصبح للملكة مكانة مرموقة بين الدول بفضل الله، ثم بفضل صقر الجزيرة وأكمل المسيرة من بعده أبناؤه البررة (الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله)، ثم جاء بعدهم العهد الزاهر كما كان من قبل وأكمل هذا العهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والحكومة الرشيدة، متعهم الله بالصحة والعافية فأخذت التنمية تدق أطنابها أكثر فأكثر وما زالت حتى الآن وخاصة خدمة الحرمين الشريفين والأراضي المقدسة وأصبح للمملكة مكانة عالمية يشار إليها بالبنان بين دول العالم في الأمن الاجتماعي والديني والصحي والتعليمي والاقتصادي والرياضي، وهذا ليس بمستغرب على هذه المملكة التي دستورها الكتاب والسنة النبوية. اللهم احفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ومتعهما بالصحة والعافية أعواما وسنين مديدة وارزقنا وجميع الدول الإسلامية الأمن والاستقرار والأمان ورغد العيش، واحفظ بلدنا من كل مكروه واجعل من أرادنا بشر أن تجعل شره في نحره يا رب العالمين وآخر دعوانا «أن الحمد لله رب العالمين». * عضو هيئة الصحفيين السعوديين