يشكل يوم التأسيس ذكرى لامتداد الدولة السعودية لأكثر من 3 قرون لتصبح قصة حضارية في الوحدة والنماء والتنمية، وتزدان صفحات تاريخنا بعلامات ناصعة أضاءت ماضينا ومهَّدت الطريق لحاضرنا، فعبر ثلاثة قرون من الزمان شهدت دولتنا قيام حضارتها تحت ظل رايتها العالية، بدأت المسيرة يوم 22 فبراير عام 1727م في تأسيس الدولة السعودية الأولى، ذلك الحدث الاستثنائي الذي يُحيي مشاعر الانتماء لهذا الوطن العظيم، ويدل عليه من قوة ملامح الهوية السعودية والتجذر الراسخ لمواطنيها عبر مسيرة تقترب من 300 عام، وقد تأكد خلال هذه المسيرة الارتباط الوثيق بين الشعب وقادته، والثقة المتبادلة التي كانت عنوان ذلك التاريخ المشرف. نحتفل للمرة الثالثة بيوم التأسيس في 22 فبراير 2024م، إذ يصادف اليوم الذي وضع فيه الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى اللبنة الأولى لبناء صرح مملكتنا الشامخ عام 1727م، فكل عام نحتفل بيوم التأسيس للبداية في طريق المجد لتأسيس الدولة السعودية الثالثة، واستحضار للبطولات التي قدمها الآباء والأجداد المؤسسون. يأتي هذا اليوم بعد أن شهدت المملكة كثيرًا من المنعطفات، وصمدت في وجه الاضطرابات التي كانت تسود شبه الجزيرة العربية آنذاك حتى أرست الوحدة والاستقرار والأمن، وأهدت للتاريخ مسيرة ملهمةً في تطورها عبر تلك المسيرة، وما وصلت إليه في يومنا من ازدهار واقتصاد قوي وهوية راسخة. نستلهم في هذا اليوم المجيد اعتزازنا بجذور دولتنا الراسخة، ونعتز بصمود الدولة السعودية الأولى وحمايتها من الأعداء، كما نفخر بقدرة السعودية على تأكيد إرادتها واستعادتها لقوة جذورها وقادتها، إن هذا اليوم شاهد على الوحدة الوطنية للمملكة التي أرساها الملك عبدالعزيز آل سعود، كما يجعلنا نفخر بإنجازات ملوكنا أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز الوحدة وإثبات الهوية. يأتي هذا العام وقد انطلقت دولتنا إلى تحقيق رؤيتها الشاملة لعام 2030 لتتجاوز الإقليمية وتسافر إلى العالمية، وتؤكد السعودية مكانتها في قلب العالم، وجذب السائحين وإبهار العالم بما استطاعت السعودية تحقيقه من نجاحات كانت محطّ أنظار الجميع ومصدر إلهام وفخر في ظل قيادتها الرشيدة المحافظة على وحدتها تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، وطموح ولي عهده الأمين سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وإخلاص حكومتها وقياداتها وأبنائها. لقد تشكَّل في وجداننا لمملكتنا الغالية ذلك الماضي العبق التليد، وهذا الحاضر والمستقبل المُشرق أجمل وأرقى صورة، وفي يوم التأسيس السعيد نرفع الأكفَّ والأذرُعَ للمولى -عز وجل- شاكرين حامدين له على نعمتي الأمن والأمان واللتين نعيشُهما تحت مظلَّة السعودية المجيدة والمزدهرة فكل عام ومملكتنا الحبيبة وحكامنا الأحبة والشعب السعودي الكريم بألف خير وصحة وسلامة وذكرى تأسيس سعيدة، ودام عزك شامخًا قويَّا متينًا يا وطني، وامتلأت أرضنا بالخير والحب والرخاء.