أكد المشاركون في «ندوة الرياض» الجذور التاريخية للدولة السعودية والعمق الذي تحمله من رؤى وأفكار واستحقاقات وتطلعات للمرحلة المستقبلية، مؤكدين أن الدولة -أعزها الله- حينما تحتفل بذكرى يوم التأسيس وغيره من المناسبات الوطنية تريد أن تزرع في نفوس الطلاب وثقافتهم بأن هذه الدولة دولة عميقة في تاريخها وتراثها، وتريد أن توصل رسالة وهي أن ذلك التاريخ الذي يعود إلى ثلاث مئة عام بنيت خلاله الدولة على جميع المستويات والمجالات حتى وصلت إلى هذه المرحلة العظيمة التي هي عليها سواء داخلياً أو دولياً، النقطة الرئيسة التي يؤكد عليها مثل هذا اليوم هي زرع أهمية الاستقلال والسيادة التي بنيت عليها الدولة في نفوس النشء وذلك بتعزيز الجذور الفكرية لدى الطلاب وأن يفتخروا بوطنهم وثقافتهم ويطلعوا على هذه الثقافة والإرث التاريخي لبناء هذه الدولة، ولذلك جاءت الرؤية لتربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وتوصل رسالة للمجتمع الداخلي والخارجي بأن هذه الدولة عريقة في مفاهيمها وثقافتها وأصالتها، وبنت نفسها بنفسها وحافظت على ثقافتها، ونقلت المجتمع من حالة الجهل والفقر والتشتت والانقسامات الداخلية إلى حالة الوحدة والتطور والعلم التي نعيشها في هذا العصر بالذات، لذا فإن يوم التأسيس يعيدنا إلى ماضينا مرتبطاً بحاضرنا ومستقبلنا. كما أكد المشاركون على الاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون وبداية تأسيسه للدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، مشيرين إلى صدور الأمر الملكي بأن يكون يوم التأسيس 22 فبراير ليكون استذكاراً لامتداد الدولة السعودية على مدى ثلاثة قرون وإبرازاً للعمق التاريخي والحضاري لها واحتفاء بالإرث الثقافي المتنوع، وأن هذا اليوم يمثل اعتزاز وارتباط المواطنين بقادة الدولة منذ عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة عام 1239ه الموافق ل1727م، حيث أسس كياناً سياسياً حقق به الوحدة والاستقرار والأمن والازدهار، وكانت عاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أرست هذه الدولة الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد أن كانت تعاني من الشقاق والفرقة وعدم الاستقرار، وكذلك الصمود أمام جميع المحاولات للقضاء عليها، بالإضافة إلى استمرارها في البناء والتوحيد والتنمية إلى وقتنا الحاضر.