هذا الحدث الكبير الذي كتب ويكتب عنه الكتّاب بأقلامهم ويتحدث عنه المتحدثون في لقاءاتهم التلفزيونية أو الإذاعية لهو أكبر دليل على تلك الإنجازات المتوالية والتاريخ المنتظم في سلسلة تاريخ الدولة السعودية التي قامت على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- واستمرت على اختلاف مراحلها حتى إعادة توحيدها على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كما يشهد بذلك البعيد والقريب والصديق والعدو كما قال الشاعر: وشمائلٌ شَهِدَ العدوُّ بفَضْلِها والفضلُ ما شَهِدَتْ به الأعداءُ من يتابع تاريخ هذه البلاد والإنجازات المتسارعة يجد قفزات كبيرة ومتسارعة بشكل لا يصدق، فمن الإبل إلى الطرق والجسور، ومن الآبار القديمة واستخراج الماء بالطرق القديمة إلى أكبر محطات التحلية في العالم وضخ المياه المحلاة إلى جميع المدن والقرى في المملكة، ومن السراج والمصباح الزجاجي إلى المحطات الكهربائية الضخمة وتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، ومن الأعمال الورقية في القطاعات الحكومية والخدمية إلى الخدمات الإلكترونية السريعة التي تفوقت على كثير من الدول المتقدمة، ومن التعاملات النقدية إلى التعاملات البنكية الإلكترونية والتبادلات التجارية الدولية عبر المنصات المتطورة، ومن البيوت الطينية إلى المباني الخرسانية والأبراج الشاهقة الارتفاع، ومن التعليم في الألواح والورق إلى التعليم الإلكتروني، ومن الطب الشعبي القديم إلى الطب المتقدم والمستشفيات، ومن استقدام الأطباء الأجانب إلى تخريج الدفعات من الأطباء السعوديين في جميع التخصصات التي أبهرت العالم بأسره من خلال تلك المنظومة الصحية المتكاملة والتي جعلت لها مقاعد في المنظمات الصحية العالمية لتحصل على جوائز عالمية من تلك الدول التي سبقتنا بعشرات السنين في هذا المجال. هذه البلاد الطيبة التي تحتضن الحرمين الشريفين يحق لها أن تفخر بكل هذه المنجزات المتسارعة والتي تسابق الزمن بشكل متميز وسريع، قارة في مساحتها، قوة في موقعها السياسي، متانة في الاقتصاد رغم الظروف التي أتت على العالم بأسره خطط إستراتيجية طموحة ورؤية ملهمة تظهر نتائجها قبل الوقت المحدد لها، سياحة متطورة، مشاركات دولية مستمرة، ومواقف مشرفة أثبتت للعالم بأسره قوة المملكة بين جميع الدول، مشاركات سياسية في جميع الأحداث العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، تنشر السلام وتدعو له في جميع المحافل والمؤتمرات وتقف مع المظلوم ولا تقبل الظلم على أحد. هذه بلادنا، وهذا عزنا وفخرنا، وهؤلاء حكامنا الذين ساروا على نهج الموحد -رحمه الله رحمة واسعة-، فالحمد لله على كل هذه النعم. حفظ الله وطننا وقيادتنا وأدام علينا نعمه السابغات. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي