عندما نرجع بالذاكرة إلى الوراء وقبل عشرات السنين نجد أن الأطباء في المملكة هم من الجنسيات المختلفة سواء من الدول العربية أو الأوروبية أو الآسيوية. وقد أدرك ذلك الأمر حكام بلادنا -رحمهم الله- على مر السنين بأنه لا بد من أن يكون الطبيب السعودي هو من يتولى تلك المهمة، والتي هي ليست صعبة على أبناء هذا الوطن العزيز، والذي دفع بهذه الإرادة أن يكون الابتعاث هو من أولويات التعليم في بلادنا منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا. فقد ترجمت هذه الطموحات إلى واقع ملموس ومشاهد؛ فقد أصبح الطبيب السعودي في وقتنا الحاضر من أهم المستهدفات التي تسعى لها حكومتنا الرشيدة -أيدها الله-. فقد برز الطبيب السعودي بتميزه في المحافل الدولية والمشاركات العالمية سواء في البحوث العلمية في مجال الطب أو في تقديم أوراق العمل في المنتديات العلمية التي أثبت الطبيب السعودي جدارته فيها وتفوقه في شتى المجالات المختلفة. هناك أطباء قلب وهناك أطباء جراحون على مستوى متقدم وهناك أساتذة في الجامعات تخرج على يديهم أطباء مهرة أصبحوا من المشاهير في العالم كما هو الحال في مجال فصل التوائم والعمليات المتقدمة في مجال الجراحات المستعصية التي كانت من المستحيلات في الزمن البعيد، واليوم -ولله الحمد- أصبح الطبيب السعودي أو الممارس الصحي يشار إليه في وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، وهذا ولله الحمد بفضل الله ثم بفضل اهتمام حكومتنا الرشيدة بجميع المجالات العلمية. لقد أصبحت المملكة من الدول السباقة التي ترسل الأطباء السعوديين إلى خارج المملكة للمشاركة في الأعمال والإنسانية والإغاثية بين حين وآخر، وهذا ما شهدت به وسائل الإعلام ناهيك عن المبادرات التي تقوم بها المملكة قبل الدول الأخرى في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية ومنها المستشفيات التي يتم إنشاؤها في بعض الدول التي تحتاج لهذا الجانب، كما أن هناك أطباء سعوديون يفرحون بهذه الأعمال مهما بلغت بهم المشقة في أي بلد كان يدفعهم إلى ذلك حبهم لوطنهم وفعل الخير بدافع الوطنية والولاء. هذا ما يجعلنا نفتخر بهذا الوطن الذي أصبح مضربا للمثل في أعمال الخير والبذل دون مقابل، كانوا طلبة في الجامعات ثم تخرجوا ثم تفوقوا، وقالوا لبلادهم: ها نحن بين يديك وإليك، جاؤوا من أرقى الجامعات الأميركية والأوروبية، وانبهر العالم بهم ومن إنجازهم ومهاراتهم التي لا تقف عند حد، بل جاؤوا بتلك الخبرات وترجموها إلى عمل وتميز، حتى وصلت بلادنا ولله الحمد إلى ما وصلت إليه، فحق لنا أن نفتخر ونقول: نحن من المملكة العربية السعودية. أدام الله لنا عزنا وفخرنا ببلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.