أكد علي المشاري، نائب الرئيس الأول للرقابة والتنسيق التقني بارامكو السعودية، أن الوصول الى الانبعاث الصفري يتطلب التركيز على استخلاص الكربون وتخزينه، حيث لا يوجد مشاكل لدينا في عملية تخزين الكربون، من خلال حقنه لأغراض متعددة، معترفا، أن التحدي الوحيد يتمثل في اكتشاف ابتكارات جديدة لتخزين الكربون طويل المدى، بالإضافة الى التكلفة المرتفعة، وكذلك عدم وجود ضريبة على الكربون، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أرامكو تعمل ان تكون عملية استخلاص الكربون ذات فعالية تجارية عبر تقليل التكاليف بين 60% - 70% ، مبيناً، أن عملية حرق الوقود الاحفوري تقلل من كثافة ثاني أكسيد الكربون، بيد ان التكلفة ما تزال مرتفعة. وأوضح خلال الجلسة الحوارية بعنوان "تغذية المستقبل بالابتكار" ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول الذي تنظمه أرامكو السعودية بمركز معارض الظهران، أن أرامكو تعمل على تخفيض التكلفة في احد المشاريع بنسبة 50%، مما يجعل عملية استخلاص الكربون عملية مقبولة تجاريا، حيث تتراوح التكلفة حاليا بين 30- 150 دولاراً للطن الواحد لتخزين الكربون، فيما تكلفة تقليل نسبة الكربون في الهواء تصل الى 600 – 700 دولار لكل طن من الهواء، حيث يجري العمل على تقليل التكلفة للوصول ألى 200 دولار للطن والوصول الى 100 دولار مع مرور الوقت. وطالب المشاري، بنزع الكربون من كافة القطاعات الاقتصادية، مبينا، أن هناك حاجة لاستثمارات ضخمة لخفض الانبعاثات الكربونية بحيث تتراوح بين 6- 9 تريليون دولار، مؤكداً، أن شركات النفط والغاز تبذل جهوداً في نزع الكربون للوصول الى الانبعاث الصفري، مشيرا في ذات السياق إلى أن توليد الطاقة يعتمد على الوقود الاحفوري، فيما لا تتجاوز نسبة الطاقة المتجددة 7%، بيد أن التحدي الكبير يتمثل في الوصول الى الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية. وأوضح الدكتور فهد الشريحي، نائب الرئيس للاستدامة المؤسسية بشركة سابك، أن سابك تعمل على رفع كفاءة الطاقة وكفاءة المنشآت على المدى الطويل، بالإضافة الى توليد الطاقة من مصادر بديلة عوضا من حرق المواد الهيدروكربونية لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك، العمل المستمر على تخزين الكربون، مؤكداً، انشاء اول منشأة تجارية لاستخلاص الكربون في عام 2015 بالجبيل، من خلال تجميع 15 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، لاستخدامها في عمليات التسميد وصناعة المشروبات، لافتا إلى أن تخزين الكربون جزء من برنامج المملكة لاستخلاص الكربون، حيث يجري التنسيق مع أرامكو السعودية في المرحلة الأولى من عملية استخلاص الكربون لنحو 9 مليون طن، بالإضافة إلى وجود برنامج خاص بشركة " سابك " بالتركيز على تخزين الكربون بالكثافة المنخفضة وتحويل غاز ثنائي الكربون الى منتج ذو قيمة العالية، موضحا، أن سابك تعمل منذ 2018 على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20% بحلول 2030، حيث تم تحقيق 10% حتى الفترة الحالية، مبيناً، أن خفض الانبعاثات الكربونية من اكبر التحديات، حيث يسهم قطاع البتروكيماويات في نشر الانبعاثات الكربونية، وذكر، أن سابك تعمل على مشروع لخفض الانبعاثات الكربونية، حيث سيتم اطلاقه خلال الربع الأول من 2024، بالتعاون مع شركة المانية لتطوير حلول تقنية، بهدف تحويل منتج استخلاص الكربون الى منتج تجاري. وشدد على أهمية يتماشي الابتكار مع التكنولوجيا في الممارسات الحياتية، لافتا إلى أن مفتاح النجاح يكمن في المعرفة الدقيقة المشكلة بهدف البحث عن الحلول المناسبة، فهناك العديد من الاختراعات والابتكارات، ولكن المشكلة تكمن في غياب القدرة على الوصول الى المشاكل التي تعالجها تلك الابتكارات، مطالبا، بضرورة الانفتاح على العالم للاستفادة من المعارف والشركات.