أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن أنه يخشى وقوع كارثة إنسانية "تفوق التصور" إذا وقع توغل واسع النطاق من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوبي غزة. وتحدث بيبركورن من قطاع غزة، عبر دائرة اتصال، إلى الصحفيين بمقر الأممالمتحدة في جنيف، قائلا "لا ينبغي أبدا عسكرة المستشفيات"، مؤكدا أن كل الأعين تتجه صوب الأعمال العدائية والهجوم واسع النطاق المحتمل في رفح. وقال المسؤول الأممي "ترى الخوف الذي يواجه الناس، يأتون إليك باستمرار بأسئلة مثل ماذا عسانا أن نفعل؟" منبهاً إلى أن هذا التطور يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه مرافق المستشفيات "مثقلة بالأعباء وعاجزة تماما عن العمل، وتقترب من حافة الانهيار". وذكَّر بأن أن هناك 1.5 مليون من سكان غزة مكتظين الآن في خيام مؤقتة وملاجئ تابعة للأونروا "في كل مكان" في محافظة رفح. بدوره، صرح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق الأممالمتحدة للإغاثة الطارئة، مارتن غريفيثس بأن فترة توقف قصيرة في القتال العنيف في خان يونس، مفيداً بأن ذلك تحقق بعد أن قام مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتنسيق هدنة محلية لمدة ثلاث ساعات، والتي وافق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حين لا يزال الإصلاح الدائم لخط الأنابيب معلقا. وأوضح المسؤول الأممي كذلك أن 162 مبنى مدرسيا تعرض للقصف المباشر منذ 7 أكتوبر، ويمثل هذا ما يقرب من 30% من إجمالي 563 مبنى مدرسيا في القطاع، وفقا للتقرير المشترك لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة إنقاذ الطفولة. وأوضح التقرير أنه تم تدمير ما لا يقل عن 26 من تلك المباني، فيما تعرضت مدارس حوالي 175,000 طالب وأكثر من 6,500 معلم للقصف المباشر خلال الأعمال العدائية، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 55 بالمئة من المدارس في غزة ستحتاج إما إلى إعادة إعمار كاملة أو إعادة تأهيل كبيرة. كما أصدرت مستشارة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس نديريتو بيانا رددت فيه المخاوف التي أعرب عنها مسؤولون آخرون في الأممالمتحدة بشأن احتمال وقوع توغل عسكري كامل في رفح، "والذي من المؤكد أنه ستكون له عواقب كارثية بالنسبة للمدنيين في المنطقة". وقالت نديريتو إنه من الضروري إعطاء الأولوية لحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات، مضيفة أن خطر ارتكاب جرائم وحشية في حالة حدوث توغل عسكري كامل في رفح "هو خطر جدي وحقيقي ومرتفع". وشددت أيضا على ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وتسريع جميع السبل الممكنة للحوار حتى يمكن منع المزيد من العنف، وتطبيق وقف دائم لإطلاق النار.