صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء، من غاراتها الجوية وقصفها المدفعي لعدة مناطق في قطاع غزة، لا سيما جنوبي القطاع الذي تعرض ل»أحزمة نارية» عنيفة في مدينة خانيونس. ولليوم ال60 واصل طيران الاحتلال الحربي قصف منازل المواطنين المأهولة وتدمير مربعات سكنية وارتكاب مجازر بلغ عدده -وفق المكتب الإعلامي الحكومي- أكثر من 1456 مجزرة، راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى. تصعيد حرب «الإبادة الجماعية» الأمم المتّحدة تحذّر من «سيناريو أكثر رعباً» وقال مكتب الإعلام الحكومي، إن «إسرائيل» تُصعّد من حرب «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، وتستخدم قنابل تزن الواحدة منها 2000 رطل. مؤكدًا: «يواجه السكان كارثة إنسانية حقيقية على جميع المستويات». بينما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، عن ارتفاع عدد الشهداء إلى15900 شهيد، وارتفاع عدد المصابين إلى 42 ألف جريح منذ بدء العدوان الإسرائيلي، مبينًا أن 70 % منهم أطفال ونساء. وتواصلت طوال ساعات الليل وفجر الثلاثاء، الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف محافظات قطاع غزة، ونفذ طيران الاحتلال حزاماً نارياً عنيفاً في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس.وتم انتشال أكثر من 15 شهيداً والعديد من الإصابات جرّاء قصف الاحتلال عدداً من المنازل لعائلة النجار في شارع غزة القديم في جباليا البلد شمال القطاع.وأطلق الاحتلال وابلاً من القنابل الدخانية والفسفورية في مناطق متفرقة من جباليا.وشهد محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع قصفاً عنيفاً ومتواصلاً، واستهدفت غارة إسرائيلية منزلاً في محيط المستشفى، بالتزامن مع اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في محيط المستشفى.ووصلت عدة إصابات اختناق بالغاز لمستشفى شهداء الأقصى بعد قصف منطقة البركة بدير البلح وسط القطاع. واستهدف الاحتلال منزلاً يعود لعائلة شعيب مقابل مطاحن الإيمان في المحافظة الوسطى، ودمر طيران الاحتلال الحربي مسجد الجمعية الإسلامية في مخيم النصيرات. مقتل ثلاثة عسكريين إسرائيليين في السياق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط وإصابة أربعة آخرين من قواته في المعارك الدائرة في قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى العسكريين الإسرائيليين منذ بداية الحرب في غزة، إلى 404 عسكريين. انقطاع كامل للاتصالات إلى ذلك أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتل»، انقطاع خدمات الاتصالات بالكامل عن مدينة غزة وشمال القطاع، نتيجة تضرر عناصر رئيسة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل. وقالت الشركة في بيان مقتضب: «نأسف للإعلان عن انقطاع كامل في خدمات الاتصالات (الثابتة والخلوية والإنترنت) في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، نظراً لتضرر عناصر رئيسية من الشبكة بسبب العدوان المستمر». واستشهد عشرات المواطنين المدنيين، جراء استهداف طيران الاحتلال الحربي، مبنى سكنيا لعائلة اليازجي جنوب حي الشيخ رضوان في غزة. 260 شهيداً و3200 مصاب في الضفة قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي في رام الله إن الضفة الغربية شهدت سقوط 260 قتيلاً و3200 مصاب منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. الوضع يفوق الوصف وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش التي وصلت الإثنين إلى غزة إن معاناة السكان في القطاع الفلسطيني المحاصر «لا تطاق». وأكدت سبولياريتش عبر منصة «أكس»، «الأشياء التي رأيتها هناك تفوق أيّ شيء ولا يمكن وصفه. أكثر ما صدمني هو الأطفال الذين أصيبوا بجروح فظيعة، وفي الوقت نفسه فقدوا والديهم من دون أن يعتني بهم أحد». وباتت الحاجات هائلة في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق، حيث نزح وفق الأممالمتحدة 1,8 مليون شخص بسبب الحرب، من أصل إجمالي سكان القطاع البالغ 2,4 مليون نسمة. بدوره، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري من مصر «شهدنا ما حصل في شمال غزة. هذا الأمر لا يمكن أن يشكّل نموذجا للجنوب». الاحتلال يهدد بقصف المستودعات الطبية وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إنّ الجيش الإسرائيلي أبلغ الوكالة الأممية بوجوب إخلاء مستودع للمساعدات الطبية في جنوبغزة قبل أن تجعله «العمليات البرية» في المنطقة غير قابل للاستخدام. لكن مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) نفى أن يكون طلب من منظمة الصحة العالمية إخلاء مستودعها في جنوبغزة. لكن الجيش الإسرائيلي طلب من المنظمات الإنسانية الدولية «دعمها للمساعدة في المنشآت في منطقة المواصي»، وهي منطقة ساحلية في جنوب قطاع غزة بين خانيونس ورفح تطلب إسرائيل من المدنيين الذهاب إليها. وزعم الجيش الإسرائيلي إنه «يتصرف بقوة ضد حماس» حيث يحذّر يومياً السكان عبر منشورات يلقيها جواً من «هجوم رهيب وشيك» في خانيونس ومحيطها، داعياً إياهم إلى المغادرة. وذكر شهود لوكالة فرانس برس أن عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية توغلت في بلدة القرارة شمال شرق خانيونس. الوضع في غزة يزداد سوءًا قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في غزة أمس إن الوضع في القطاع يزداد سوءًا كل ساعة مع تكثيف إسرائيل القصف على الجنوب حول مدينتي خانيونس ورفح. وقال ريتشارد بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للصحفيين عبر رابط فيديو من غزة «الوضع يزداد سوءا كل ساعة». وأضاف «القصف يشتد في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خانيونس وحتى رفح». «سيناريو أكثر رعباً» حذّرت مسؤولة في الأمم المتّحدة الإثنين من أنّ توسّع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى جنوب القطاع يمكن أن يؤدّي إلى «سيناريو أكثر رعباً» قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه. وقالت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز إنّه منذ استئناف الحرب في الأول من كانون الأول/ديسمبر بعد هدنة استمرت سبعة أيام «امتدّت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى جنوبغزة». وأضافت في بيان بالعربية أنّ هذا التوسّع في العمليات البرية الإسرائيلية «أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطاً متزايداً، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء، والماء، والمأوى والأمان». وأوضح البيان أنّ «لا مكان آمناً في غزة ولم يبقَ مكان يمكن التوجّه إليه». وتقيم هاستينغز في القدس لكنّ السلطات الإسرائيلية أبلغت الأممالمتحدة بأنّها لن تجدّد تأشيرة مبعوثتها الكندية الجنسية. وتابعت المسؤولة الأممية في بيانها «إنّ ما نشهده اليوم يتجسّد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحّي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة». فرنسا تجمد أصول السنوار زعيم حماس أصدرت فرنسا مرسوماً يقضي بتجميد أصول زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبر لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر على أراضيها، لمدة ستة أشهر بحسب مرسوم نشر الثلاثاء في الجريدة الرسمية. وينص المرسوم الصادر في 30 تشرين الثاني/نوفمبر والذي يدخل حيز التنفيذ الثلاثاء على أن «الأموال والموارد الاقتصادية التي يملكها أو التي يتحكم فيها السيد يحيى السنوار (...) تخضع لتجميد أصول».