لا شك أنها كانت صدمة، وصدمة قوية، ولنكن أكثر منطقياً، فلنا ما يقارب ال27 عاماً ونحن نخرج من البطولة، ونعم، كل مرة تكون صدمة لنا، لكن الصدمة بخسارتنا أمام كوريا الجنوبية لم تكن بسبب الخسارة وحدها فقط، بل لأننا ما زلنا نعاني من الإعلام السلبي الذي ما زال يفرض واقع العنصرية النادوية، مانشيني مدرب كبير وكبير جداً، ونعلم جيداً أنه كان قادراً على المضي قدماً بالبطولة، وأنه ما زال لديه الكثير ليصنعه مع منتخبنا، ولم يأت لكي يكون مجرد مرحلة ويترك، بل هو يهمه اسمه وتاريخه، ولهذا فإن خروجه يوم أمس من الملعب قبل الركلة الأخيرة لمنتخب كوريا، إنما يعبر عن غضبه الشديد، وبكل تأكيد عن ندمه أيضاً. المنتخب لم يكن في أفضل أحواله، ولم يكن في أفضل نسخة له، لكن المنتخب كان قادراً على المضي قدماً، الخلل الوحيد في المنتخب كان وبكل صراحة وبدون مزايدات ولا مجاملات، هو بنسبة 70 % اللاعبين، و30 % المدرب وخطته، خاصة فيما يتعلق بالتعديلات، لا يمكن يا سيد مانشيني أن أقتنع أن أفضل لاعب في آسيا سالم الدوسري يتم استبداله مبكراً في الشوط الثاني، لأن لاعباً بحجم سالم الدوسري تكون قوته في اللحظات الأخيرة الحاسمة من كل مباراة، وهذا ما كان مفقوداً لدينا ليلة الأمس الحزينة، حتى استطاعت كوريا تسجيل الهدف في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، لمدة ربع ساعة لم يتمكن منتخبنا من الاحتفاظ بالكرة وبناء هجمة واحدة، والسبب بكل صراحة أن أياً من اللاعبين لم يكن يمتلك هذه المهارة، التي هي عند سالم الدوسري أساساً. كيف نكون متقدمين بهدف وتنتهج الدفاع، ولا نشرك لاعبين قادرين على نقل الكرة بشكل سريع إلى الأمام وصناعة هجمات مرتدة، إشراك غريب في المباراة كان خطأ فادحاً جداً، لم يعمل أية إضافة، بل على العكس هو من تسبب بالهدف بشكل مباشر لأنه كان من المفترض أن يقف كجناح متأخر ويمنع اللاعب الكوري من الاستلام أساساً، ويمنعه من رفع الكرات العرضية ولو بارتكاب الأخطاء، ولكن غريب نسي نفسه واعتقد أنه مدافع، وابتعد عن الكوري قبل أن يرفعها ويسجل من خلالها الهدف القاتل، حتى لما عاد الفريق إلى توازنه وبدأ ببناء هجمات وسيطرة، لم نكن نمتلك الميزة أو اللاعب المميز، وعاد غريب لكي يفقد الكرة نتيجة احتفاظه بها أكثر من اللازم، بوجود إرهاق على محمد كنو، وعدم تقدم البليهي المعتاد، ومهاجم تشعر أنه يحتاج إلى أكثر من فرصة حتى يحقق من إحداها هدفاً. بدأت بالهجوم على الإعلام العنصري، الذي منذ البداية وهو يهاجم مانشيني، والسبب عدم اختيار سلطان الغنام وسلمان الفرج، حارسنا يوم أمس كان أكثر من ممتاز، ولهذا لن نتطرق لموضوع العقيدي، لكن كان من الممكن حل مشكلة هؤلاء اللاعبين لو لم يتدخل الإعلام، ولم يهاجم مانشيني بل بعضهم وجه كلاماً جارحاً له كما فعل القحطاني في أحد البرامج الرياضية، نظرية أو فرضية لا بد من وجود لاعبين من النصر أو الهلال أو الاتحاد أو الهلال أو الشباب، فرضية خاطئة جداً، نعم غريب لاعب متميز، وممتاز ومبدع، لكنه ليس في مباريات دفاعية، ولا أن يقوم بأدوار دفاعية أساساً. ما نتمناه الآن، ليس نسيان كأس آسيا، بل المضي قدماً نحو تصفيات كأس العالم 2026، ونريد إعطاء مانشيني مساحة أكبر في اختيار اللاعبين، وعدم التدخل بقراراته، وجعله يبني فريقاً قوياً دفاعياً بالدرجة الأولى، ثم إيجاد مواهب هجومية أو في مركز الوسط، وبكل أمانة لم أرَ في خروج مانشيني من المباراة قبل انتهائها بالركلة الأخيرة، ما يعطينا انطباعاً أنه لم يكن راضياً، وأنه يعلم في قرارة نفسه أنه خدع أو أنه قرر أنه لن يخدع بعد اليوم. د. طلال الحربي - الرياض