فاز دونالد ترمب بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيوهامبشر الثلاثاء ما يجعله أقرب إلى انتزاع بطاقة الترشيح الحزبية للانتخابات المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر في تكرار استثنائي للمواجهة أمام الرئيس جو بايدن. وأظهرت نتائج فرز نحو 90 بالمئة من الأصوات تقدم ترامب ب11 نقطة مئوية، غير أن منافسته الوحيدة المتبقية نيكي هايلي أكّدت مضيّها في السباق حتى النهاية. وفي خطاب مدوٍ عقب الفوز هاجم ترامب (77 عاماً) هايلي وقال إنه عندما تصل الانتخابات التمهيدية إلى مسقط رأسها ولاية كارولاينا "سنفوز بسهولة". وحذر في خطابه مجدداً من الهجرة وكرر أن انتخابات 2020 سُرقت منه. وأقرت هايلي (52 عاما) بهزيمتها أمام ترمب وقالت أمام حشد من أنصارها في الولاية الواقعة بشمال شرق الولاياتالمتحدة إن "هذا السباق لم ينته بعد" معتبرة أن الديموقراطيين "يعلمون أنّ ترامب هو الجمهوري الوحيد في هذا البلد الذي يستطيع جو بايدن أن يهزمه". ورغم تحقيقه الفوز الثاني بعد انتزاعه بسهولة الاقتراع في أيوا الأسبوع الماضي بما يضمن له تقريبا بطاقة الترشيح الحزبية، حافظ ترامب على خطابه اليميني دون مؤشر إلى مناشدته المعتدلين ممن دعموا هايلي. وقال ترمب إن الولاياتالمتحدة "دولة فاشلة" مضيفا أن المهاجرين غير القانونيين قادمون من مصحات عقلية وسجون و"يقتلون بلدنا". ورد بايدن على الفوز بالقول "واضح الآن أن دونالد ترمب سيكون المرشح الجمهوري". وأضاف في بيان "رسالتي إلى البلاد هي أنّ المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر. ديموقراطيتنا، حرياتنا الفردية (...). اقتصادنا (...). كلّها على المحك". سباق بين متنافسين ووسط الإقبال الكبير على التصويت في نيوهامبشر كانت هايلي تأمل في حدوث مفاجأة كبيرة. لكن محطات الإذاعة الأميركية سرعان ما توقعت هزيمتها مع ظهور النتائج الأولى. وحافظ ترمب على تقدمه في الاستطلاعات على المستوى الوطني رغم قراري عزل وأربع محاكمات جنائية بانتظاره منذ مغادرته البيت الأبيض. وبينما شككت هايلي في قدراته الذهنية أشارت الاستطلاعات إلى أن جهودها لن تعيق تقدمه كثيراً. وقال الخبير في شؤون الحملات الانتخابية العضو السابق في فريق ترمب الانتقالي لترامب كيث ناهيغيان لوكالة فرانس برس "أعتقد أنه بات سباقا بين شخصين، بين ترامب وبايدن". وكانت نيوهامبشر ساحة أكثر تأييدا لهايلي مما هو الوضع عليه في ولايات أخرى وسيكون من الصعب عليها تحقيق تقدّم في شباط/فبراير والفوز في كارولاينا الجنوبية. آفاق قاتمة لهايلي حقق ترمب فوزاً ساحقاً في أول اقتراع تمهيدي للجمهوريين في ولاية أيوا الأسبوع الماضي، بينما حلت هايلي في المرتبة الثالثة بفارق كبير. وتقلصت ساحة المرشّحين التي كانت مكتظة ب14 مرشحا لتقتصر المنافسة على مرشحين فقط عقب انسحاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الأحد بعدما حل في المرتبة الثانية في أيوا. ولم يسبق لأيّ مرشّح جمهوري في تاريخ الولايات المتّحدة أن فاز بالانتخابات التمهيدية في أول ولايتين ولم يحصل في النهاية على ترشيح حزبه. ولم يقم ترمب بحملة تذكر في نيوهامبشر. لكن رسالته التي تمزج بين ما يعتبرها حربا تشن عليه شخصيا والقضايا المرتبطة بالحرب الثقافية التي تلقى آذانا صاغية في أوساط قاعدته الانتخابية، قد وفرت نوعاً من الزخم الذي يعتقد أنصاره أنه سيعيده إلى البيت الأبيض. وقال لويس فير (72 عاما) الذي جاء من نيويورك ليحضر فعالية ترامب في فندق ناشوا "أعتقد أنها ستكون هزيمة لبايدن. انتهى أمره". أمضت هايلي الأسبوع وهي تشدد على أن معظم الأميركيين لا يرغبون بتكرار المواجهة بين بايدن وترمب في تشرين الثاني/نوفمبر. ورأى المحلل السياسي لوكالة أمبليفاي للتسويق القانوني آرون سولومون أن "من المؤكد أن أنصار نيكي هايلي سيشعرون أن ليلة الثلاثاء في نيوهامبشر كانت ليلة جيدة إلى حد معقول. لكن بمجرد أن يتلاشى التألق النسبي في هذه الولاية ... فإن الجميع باستثناء أشد المخلصين لهايلي لن يروا الأمور بوضوح". ليلة جيدة لبايدن من ناحيته فاز بايدن في اقتراع تمهيدي غير رسمي للديموقراطيين في نيوهامبشر، ما يمثل دعما رمزيا له. وشارك بايدن الثلاثاء في تجمع انتخابي إلى جانب نائبته كامالا هارس في ماناساس بولاية فيرجينيا قرب واشنطن، وخصص خطابه للدفاع عن الحق في الإجهاض. ومع ترويج ترامب لدوره في وضع حد للحق الدستوري في الإجهاض، قال بايدن أمام حشد متحمس أن منافسه الجمهوري "عازم" على فرض المزيد من القيود.