وافقت سويسرا على تنظيم قمة سلام دولية بشأن إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا وذلك بناء على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على ما أعلن مع نظيرته السويسرية خلال مؤتمر صحافي في كهرساتز قرب العاصمة السويسرية. وعقد زيلينسكي محادثات مع نظيرته السويسرية فيولا أمهيرد خلال زيارة للعاصمة برن قبل أن يتوجه إلى منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي بعد المحادثات "ستبدأ فرقنا اعتبارًا من اليوم الأربعاء بالتحضير لعقد سويسرا قمة سلام دولية". وأضاف أن القمة يجب أن "تنشّط كل ما سبق أن تمّ تحقيقه ويجب أن تحدد أن نهاية الحرب يجب أن تكون عادلة وأن استعادة قوة القانون الدولي يجب أن تكون كاملة". وحول ما إذا ستكون روسيا مدعوة للمشاركة في القمة، قال "نحن منفتحون على كلّ دول العالم التي تحترم سيادتنا ووحدة أراضينا. لذلك يمكنكم استخلاص استنتاجات بشأن من سندعو". وتابع "نريد أن تحضر دول الجنوب بالتأكيد (...) ونريد كذلك أن تشارك الصين". ولم يحدّد جدول زمني بشأن الموعد المحتمل لعقد القمّة. وتدخل الحرب بين روسياوأوكرانيا عامها الثالث في فبراير في ظلّ تكثيف موسكو لضرباتها الجوية على أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة. وقالت أمهيرد "نود أن تحظى القمة بدعم واسع النطاق بمشاركة أكبر عدد ممكن من الدول حتى تكون ناجحة". وأضافت "عندما سيحين الوقت الذي نرى فيه إمكانية عقد قمة ناجحة، سننظمها بشكل مشترك". ونوّهت إلى أن برن تريد "سلامًا شاملًا وعادلًا ودائمًا في أوكرانيا". وفي سياق متصل، أشارت الرئيسة السويسرية إلى أهمية إزالة الألغام من أجل إعادة الإعمار والتعافي، معلنة عقد مؤتمر رفيع المستوى في جنيف في أكتوبر حول تحديات إزالة الألغام للدواعي الإنسانية في أوكرانيا. وقالت أمهيرد "إن إزالة الألغام لدواع إنسانية شرط أساسي لتمكين النازحين من العودة بأمان إلى منازلهم ولزراعة الأراضي الزراعية". وأوضح زيلينسكي أن 174 ألف كيلومتر مربّع من الأراضي الأوكرانية ملوثة بالألغام الروسية والذخائر غير المنفجرة، منوّهًا إلى احتمال عقد اجتماع دولي في الأشهر المقبلة قبل مؤتمر جنيف. وسويسرا البالغ عدد سكانها 8,9 ملايين نسمة، تحافظ تاريخيًا على موقف الحياد. لكن البلد الغني غير العضو في الاتحاد الأوروبي تبنّى جميع العقوبات التي اتخذتها بروكسل ضد موسكو، معتبرًا أنها متوافقة مع حياده. وشدّد الرئيس الأوكراني الاثنين على أن مصير الأصول المالية الروسية المجمدة في مختلف دول العالم "مسألة ملحّة". وقال "إن استخدام أصول روسيا وشركائها لمواجهة العدوان الروسي ليس فعالًا كعقوبة للمعتدي فحسب، بل هو أيضًا عادل تمامًا". من جانبها أكدت روسيا الثلاثاء أنها دمرت أو اعترضت خلال الليل مسيّرات أوكرانية عدة فوق مناطق حدودية مع أوكرانيا في هجوم أدى إلى إصابة طفلة على ما أفادت السلطات المحلية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "منعنا محاولات لنظام كييف لتنفيذ هجمات بواسطة مسيّرات جوية خلال الليل". وأضاف المصدر نفسه "دمرنا خمس مسيّرات أوكرانية واعترضنا ثلاث أخرى فوق منطقة فورونيج وأربعة أخرى فوق منطقة بيلغورود" وهما منطقتان حدوديتان مع أوكرانيا. وأصيبت طفلة بشظايا مسيّرة دمرت وتساقط حطامها على المبنى الذي تسكنه على ما قال حاكم منطقة فورونيج الكسندر غوسيف. وكثرت الهجمات بواسطة مسيّرات داخل الأراضي الروسية بعيدا عن الجبهة الأوكرانية منذ الصيف عندما باشرت كييف هجوما مضادا لتحرير أراضيها المحتلة لم يحقق أهدافه. في نهاية ديسمبر قصفت أوكرانيا بشكل غير مسبوق بيلغورود الواقعة على بعد خمسين كيلومترا من الحدود ما أدى إلى مقتل 25 شخصا.