أكّد أدباء ونقاد وأكاديميون، أن مهرجان "الكُتّاب والقرّاء"، الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة، في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير، أتاح أجواءً ثقافية ملهمة، وأن مثل هذه المهرجانات تعد حلقة تواصل بين الكُتّاب والقرّاء، حيث جعلت التواصل بينهما سهلاً ومباشراً، مشيرين إلى أن المهرجان يثري الحياة الثقافية والأدبية في المملكة وأن وجود هيئة الأدب والنشر والترجمة أسهم في تطوير الثقافة والعمل الثقافي بشكل أكبر. وقال الروائي والكاتب يوسف المحيميد: "إن إقامة المهرجان هو تقدير لهذه المنطقة، ومن ثم انتقاله إلى مناطق أخرى بالمملكة وفرصة لالتقاء القراء والمهتمين بالثقافة والأدب، وأن المهرجانات أصبحت حلقة تواصل بين المهتمين، وتشهد حضوراً كبيراً، مشيداً بما تشهده المملكة من حراك ثقافي، ووجود هيئة الأدب وجهات تنظيمية أسهمت في تطوير الثقافة والعمل الثقافي بشكل أكبر". ولفت المحيميد إلى فكرة الوكيل الأدبي التي طرحتها الهيئة للمرة الأولى في العالم العربي، وتتضمن وجود وكلاء أدبيين يقومون بالوكالة عن الأديب في ما يتعلق بحقوق النشر والتعاقدات مع المؤلفين، وأن الفكرة باتت أكثر تنظيماً في المرحلة الأخيرة. بدوره، عبر الناقد وأستاذ البلاغة والنقد بجامعة أم القرى الدكتور سعود الصاعدي، عن سعادته بالمشاركة في المهرجان عبر ندوة " أثر الطبيعة في صناعة السرد السعودي "، وبما قدمه من أجواء ثقافية واجتماعية مميزة. من جهته أكد الأديب والكاتب حسن آل عامر، أن ميزة مهرجان الكُتّاب والقرّاء، هو التنوع والثراء الكبير في الفعاليات واستهداف المهتمين بالشعر والأدب وجميع فئات المجتمع، عادا المهرجان من أبرز الفعاليات التي أقيمت بمنطقة عسير في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى مشاركته في ندوة عن "أثر الطبيعة في صناعة السرد السعودي". من جهة ثانية دشّنت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بعسير، على هامش مشاركتها في مهرجان الكُتّاب والقرّاء في نسخته الثانية والمقام بمركز الأمير سلطان الحضاري بخميس مشيط، أحدث إصداراتها حول التراث الشعبي، للكاتب المهتم بالتراث الشعبي عيسي النجيمي، ويحمل عنوان "الشعر الشعبي في عسير.. الخطوة أنموذجاً" ويهدف إلى الحفظ على التراث الشعبي. وأوضح مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بعسير أحمد بن إبراهيم السروي، أن الإصدار يتناول العديد من الموضوعات ومنها: كيف نشأت الألحان، والخطوة أنموذجاً، وأبرز الشعراء في الخطوة قديماً وحديثاً، وما يميز الخطوة، ومواقف وطرائف الشعراء في الخطوة، ونواحي الخطوة. وأشار إلى أن ركن الجمعية بالمعرض يحتوي على مشاركة على المستويين الثقافي والفني، و يتضمن المستوى الثقافي إصدارات دواوين شعرية وأعمال نقدية، والمستوى الفني أعمالاً متعلقة بالصور الفوتوغرافية والفنون البصرية المختصة بالفنون التشكيلية تحديداً، منوهاً إلى أن الجمعية قدّمت نحو 7 آلاف برنامج ما بين ورش عمل ودورات تدريبية وفعاليات موسيقية ومسرحية، بالإضافة إلى مشاركات خارج المملكة في مصر والمغرب والبرازيل. مما يذكر أن مهرجان الكُتّاب والقرّاء يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة الثقافية، وفتح منافذ جديدة للإبداع والتعبير الفني، كما تسعى هيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال المهرجان إلى الاحتفاء بالكُتّاب والقرّاء بصفتهما الأكثر تأثيراً في سلسلة الإنتاج الثقافي والحضاري، حيث يحتفي بالثقافة والأدب العربي، ويستقطب نخبة من المثقفين والأدباء، لتقديم إنتاجهم لمختلف شرائح المجتمع عبر فعاليات أدبية تلبي تنوع الأذواق، من خلال مجموعة من الأمسيات الشعرية، والندوات والمناظرات، والحفلات الفنية وعدد من المعارض التفاعلية. وجذبت حلقة اللسانيات والخطاب أنظار زوار مهرجان الكُتاب والقُراء بنسخته الثانية المقام في مركز الأمير سلطان الحضاري في محافظة خميس مشيط. وشهد الجناح إقبالاً واسعاً من الزوار، كونه ينظم مسابقات يومية عبر لعبة اللهجات، يطرح فيها مفردات عدة من لهجات محافظات المنطقة، إلى جانب مسابقة "اختبر ثقافتك الأدبية" للتعريف بأدباء المنطقة بشكل خاص، والمملكة بشكل عام، إضافة إلى مسابقتي المساجلة الشعرية والإلقاء الشعري. وتسعى الحلقة لأن تكون واحدة من أهم روافد التثقيف والبحث اللساني في المملكة، من خلال استضافة نخبة من المتحدثين داخل المملكة وخارجها، في حلقات علمية بحثية مُستقلة تُعنى بالدراسات اللسانية الحديثة بجميع حقولها ومساراتها العلمية، وكافة تطبيقاتها التحليلية للخطاب.